الرواتب الملونة: ما بعد العملة الرقمية.
دراسات و أبحاث
الرواتب الملونة: ما بعد العملة الرقمية.
19 كانون الثاني 2022 , 15:04 م


بقلم الاقتصادي سامر إلياس

نشر المقال في 24 مايو 2010

اي قبل ١١ سنه من الآن ,  هذا وقد تحققت العديد من التطبيقات التي تخدم هذا التوجه لذل نعيد نعيد نشر هذا المقال لأهميته.

قبل حلول 2030 .. ستصلك الرسالة التالية على هاتفك .. وعليك ان تكون مستعداً لها:

"على الجميع إيداع جميع الأموال النقدية في البنوك، لتحويلها للعملة الرقمية، قبل نهاية هذا العام .. وبعد هذا التاريخ .. جميع العملات الورقية ملغاة، وغير قابلة للتصرف."

ستتشكل معارضة قوية من فئات مختلفة بالمجتمع، لمقاطعة هذا القرار، وستنتشر نظريات كثيرة،لتفسير أسباب وأهداف هذا التغيير.

ولن تقوم فئات عدة بإيداع النقود كنوع من الاعتراض والضغط والممانعة، لكن في نهاية العام، وعند تفعيل العملة الرقمية كعملة وحيدة، سيدرك هؤلاء أن نقودهم باتت بلا قيمة، ولن يتم قبولها تجاريا، وأنهم مفلسون، ولا يستطيعون شراء أي شي مقابلها. عندها سيطالبون، بذعر، بتمديد فترة الإيداع لبضعة أسابيع، لتحويل نقودهم إلى العملة الرقمية، وهذا ما سيكون.

المرحلة الأولى: راتبك لك وأنت حر التصرف به.

هذاىالتحول الحتمي هو الغاية القصوى لمعظم حكومات العالم، لرصد و توثيق جميع الحركات المالية، في البيع والشراء، وحساب الرسوم والضرائب بدقة، دون أي تهرّب ضريبي لمواطنيها وشركاتها. و ستكون الثروة الحقيقية للجميع معلومة للأنظمة الحاكمة، وموثّقة بشكل كامل، بجميع تدفقاتها، فلا مكان لإيداع نقودك، إلّا في النظام الرقمي المسيطر عليه كليا من قبل الحكومة، وسيختفي مفهوم الكاش.

وهنا ستبدأ ملامح الحدود الجديدة التي لا تستطيع أن تتجاوزها، والتي عليك أن تستعدّ لها منذ الآن.

تدريجياً، وبعد دخول الجميع في هذا الممر الرقمي، ستظهر الرواتب الملونة كمفهوم جديد، وسيتم إحياء نظام المقايضة، كرد فعل تلقائي.

يقوم مفهوم الرواتب الملونة على تقسيم صافي الدخل الشهري والسنوي للافراد والمؤسسات، لفئات (الوان) مشروطة التداول، فالراتب الشهري سيقسم إلى ألوان، بنسب متفاوتة، وكل لون تستطيع استخدامه ضمن إطار معين.

اللون الأوّل مثلاً، وسنختاره هنا الأبيض، هو عابر للقارات، وتستطيع كمواطن أن تشتري به،(محلياً أو دولياً)، سلعاً وخِدماتٍ، من أغلب دول العالم، وسيكون لون التجارة الدولية، والشراء عبر الأنترنت والمنصات العالمية.

يليه اللون الأزرق، وهو ذلك الجزء من دخلك، الذي تستطيع فقط استخدامه محلياً، داخل حدود بلد الدخل، لدعم الِاقتصاد المحلي، وسيكون هذا اللون ضامناً للتدفُّقات النقديّة داخل اقتصاد الدولة، والمحرك الأساسي لها.

ويليه اللون الاخضر، وهو ذلك الجزء من راتبك، الذي تستطيع إنفاقه على خدمات أو مستهلكات معينة، تحددها الدولة لك، فإذا انقضى الشهر ولم تستهلكه،لايتم تجديده لشهرآخر،تماما ًكما هو الحال مع شركات الِاتصالات وباقات الأنترنت الشهرية، فما لا تستهلكه في نفس الشهر، يذهب من رصيدك، وهكذا سيكون جزءٌمن دخلك الشهري!

اللون البني، وهو لون محدد جغرافياً داخل حدود بلد الدخل، لدعم منطقة معينة، وضمان وصول التدفقات النقدية لها.

مثلاً تقوم الدولة بتحديد جيوب سياحية أو زراعية أو ريفية معينة باللون البني، لِإجبار جميع المواطنين بصرف جزء من دخلهم ضمنها.

اللون الأصفر، وهو لون محدد بفئة معينة من التجارة،أو المطاعم أوالتَّرفيه الذي ستفرض الأنظمة الحاكمة، على مواطنيها والمقيمين فيها، إنفاقها فيه بشكل شهري.

أما اللون الأحمر، وهو لون مؤقت يظهر لدعم قطاع معين، أو توجيه سياسة معينة في فترة معينة، مثلاً، تخصيص جزء من دخل المواطن أو الشركات، لدعم أنشطة حكومية،أو أندية أو إطلاق خدمة جديدة، وذلك في وقت الركود مثلاً، أو كتشجيع لتلك البادرة الحكومية، التي تهدف في النهاية إلى إعادة برمجة العقل البشري، ليكون مِطْواعاً بِيَدِ تلك الحكومات والأنظمة، ومُنْصاعاً لتعليماتها، ومُنْقاداً، بشكلٍ أعمى وراء جميع مخططاتها.

*المرحلة الثانية: راتبك لك وانت حر التصرف به، ضمن خيارات محددة من الدولة.

الترجمة المبسطة للرواتب الملونة، هو أن يكون فَرَضاً، راتبُك الشهري يعادل ألف دولار رقمي، فسيكون منها مثلاً، 300دولار أبيض،300 دولار أزرق، 200 دولارأخضر،100 دولار بني، و 100 دولار أصفر.

وسيبقى الدولار الأحمر الذي يظهر في مواسم معينة،لتحقيق سياسات معينة

وستكون لأنظمة الدول الحجة والأدوات، للسيطرة على المواطنين والزوّار والمُقيمين والسُّياح وغيرهم، عبر التحكُّم بدخلهم الشهري، فتحرم هذا وتكافئ ذاك، بناءً على انصياعهم للقوانين، وتقبّلهم للنظام العالمي الجديد.

المراقبة الرقمية الصارمة للتداول النقدي، داخل الدولة وعبر القارات، ستشكل تهديداًلِاستمرارالدخل لبعض الدول و المنظمات و الجماعات المدرجة ضمن القوائم السوداء في المجتمع الدولي.

"عصر الكاش" قد انتهى، حتى على مستوى الفرد الراغب بدعم جمعية أو منظمة معينة، وسيطفو على السطح أقدم نظام تجاري عرفته البشرية، "المقايضة"!

"التزم، أو سيتم حجب التدفُّقات النقدية عنك، بكبسة زر!"

*سيُجبَرُ كلُّ مَن يريد التغريد خارج هذه المنظومة الرقمية،على أن يقوم بذلك، عبر مقايضة سلعة بسلعة وخدمة بخدمة، ولن يتم ذلك بسهولة.

استعدوا منذ الآن،،

المصدر: موقع إضاءات الإخباري