زهرَةٌ منَ البارود.. خاطرة بقلم دلع خلف
فلسطين
زهرَةٌ منَ البارود.. خاطرة بقلم دلع خلف
دلع خلف
4 آذار 2022 , 21:32 م

باعتِبارِنا نَقول أنَّنا أمَّةَ العَربِ لو وَقَفنا رتلاً مُتَضافِراً لكسَرنا شوكَةَ العَدوِّ..

و لَو جِئنا نُفَتِّشَ ما بينَ سُطورِ التَّاريخ،

لو قَرَأنا ما تكتُبُ المَواقِفُ العَرَبِيَّةُ سياسةً و اقتِصاداً، لتبرَّأنا من اعتِباراتِنا الرَّعناء!

و مَتى يا أخي كُنَّا مُتآزِرين، مَتى كانَ العَرَب عَرَباً من الأساس؟

هل حينَما وُقِّعَ السَّلامُ الإسرائيليُّ مع غالبيَّتِهِم،

أم عندَما غدا لتَّطبيعُ زينةً و فَخراً؟

بِتنا نلوذُ باللهِ ليُعمي أبصارَنا على أن نَرى كِبارَ دُوَلِ الأمَّةِ يتسابَقون لِنَيلِ شرَفِ الأولَوِيَّةِ في تَطبيقِ حِصارٍ يَقتُلُ أطفالاً جوعاً و عطشاً..

هذه هِيَ الأُمَّة، مُعَلَّقَةُ بِأقطابٍ تتنافَرُ و تتحادُّ لِتُغرِقَ شبابَها جَهلاً و بَربَرِيَّةً حَتَّى الهَلاك..

العُروبَةُ مُشرِكَةٌ الآنَ يا عَرَب؛

قَد تَصَهيَنت، تأمرَكَت..

و غَمَرَت نَفسَها في الطُّغيانِ و الألاعيب!

و إن لم تَكُنْ، فأينَ هُم لأطفالِ اليمنَ الَّذي كانَ جرمُهُم الأكبَر ولاؤُهم لآلِ بيتِ رَسولِ الله؟

أينَ هُم لِمَجاعةِ لُبنان؟

أينَ هُم لعَشرِ سَنَواتٍ عِجافٍ على سوريا؟

و أينَ هُم للعِراقِ الشَّهيد؟

و أنَّى العَرَبُ الأشِقَّاءُ لِفِلَسطينَ، لسَبعينَ عامٍ بَكاها الدَّهرُ و هُم ما رفَّ لَهُم جِفْنٌ ولا اقشعَرَّ لهُم جَسَد؟

أنا يا بِلادَ العُربِ،

أُقحُوانَةٌ، لا تَجعَلوا مِنِّي بُندُقِيَّة..

و أرِّخوا بي ما تُحمَدون بذكرِه..

لَكِن،

لا تَجعَلوا مِنِّي بُندُقِيَّة..

"زهرَةٌ منَ البارود"