باعتِبارِنا نَقول أنَّنا أمَّةَ العَربِ لو وَقَفنا رتلاً مُتَضافِراً لكسَرنا شوكَةَ العَدوِّ..
و لَو جِئنا نُفَتِّشَ ما بينَ سُطورِ التَّاريخ،
لو قَرَأنا ما تكتُبُ المَواقِفُ العَرَبِيَّةُ سياسةً و اقتِصاداً، لتبرَّأنا من اعتِباراتِنا الرَّعناء!
و مَتى يا أخي كُنَّا مُتآزِرين، مَتى كانَ العَرَب عَرَباً من الأساس؟
هل حينَما وُقِّعَ السَّلامُ الإسرائيليُّ مع غالبيَّتِهِم،
أم عندَما غدا لتَّطبيعُ زينةً و فَخراً؟
بِتنا نلوذُ باللهِ ليُعمي أبصارَنا على أن نَرى كِبارَ دُوَلِ الأمَّةِ يتسابَقون لِنَيلِ شرَفِ الأولَوِيَّةِ في تَطبيقِ حِصارٍ يَقتُلُ أطفالاً جوعاً و عطشاً..
هذه هِيَ الأُمَّة، مُعَلَّقَةُ بِأقطابٍ تتنافَرُ و تتحادُّ لِتُغرِقَ شبابَها جَهلاً و بَربَرِيَّةً حَتَّى الهَلاك..
العُروبَةُ مُشرِكَةٌ الآنَ يا عَرَب؛
قَد تَصَهيَنت، تأمرَكَت..
و غَمَرَت نَفسَها في الطُّغيانِ و الألاعيب!
و إن لم تَكُنْ، فأينَ هُم لأطفالِ اليمنَ الَّذي كانَ جرمُهُم الأكبَر ولاؤُهم لآلِ بيتِ رَسولِ الله؟
أينَ هُم لِمَجاعةِ لُبنان؟
أينَ هُم لعَشرِ سَنَواتٍ عِجافٍ على سوريا؟
و أينَ هُم للعِراقِ الشَّهيد؟
و أنَّى العَرَبُ الأشِقَّاءُ لِفِلَسطينَ، لسَبعينَ عامٍ بَكاها الدَّهرُ و هُم ما رفَّ لَهُم جِفْنٌ ولا اقشعَرَّ لهُم جَسَد؟
أنا يا بِلادَ العُربِ،
أُقحُوانَةٌ، لا تَجعَلوا مِنِّي بُندُقِيَّة..
و أرِّخوا بي ما تُحمَدون بذكرِه..
لَكِن،
لا تَجعَلوا مِنِّي بُندُقِيَّة..
"زهرَةٌ منَ البارود"