فيما تتنامى العلاقات التجارية بينهما.. المغرب والكيان الصهيوني وخيانة الأمة الإسلامية
مقالات
فيما تتنامى العلاقات التجارية بينهما.. المغرب والكيان الصهيوني وخيانة الأمة الإسلامية
زيد الخطابي
29 تشرين الأول 2024 , 18:51 م

بقلم : زيد الخطابي 


رغم أن الحرب الاسرائيلية المندلعة مع حماس منذ أكتوبر 2023، قد ألقت بظلالها إلى حد كبير على العلاقات المتنامية بين المغرب واسرائيل.
إلا أن التبادلات التجارية في مختلف المجالات العسكرية والزراعية والسيبرانية مستمرة بأقصى درجات الحذر والسرية، وقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات والعقود المشتركة في هذا الصدد في الأشهر القليلة الماضية.
على مدى الأشهر الثمانية الماضية، أصبح الحذر والسرية الشعار الرئيسي للمسؤولين المغاربة الذين يتعاونون مع إسرائيل من وراء الستار؛ لكن بحسب المعلومات المنشورة، ورغم الظروف الراهنة، فإن "غرفة التجارة والصناعة المغربية الاسرائيلية" التي يرأسها "جوزيف ليفي"، رجل الأعمال اليهودي المغربي، ما زالت تتواجد مع نظيرتها في تل أبيب "غرفة التجارة والصناعة الاسرائيلية المغربية" برئاسة "يهودا لانسري" الدبلوماسي المولود في المغرب.
ورغم جرائم الحرب الاسرائيلية والموقف الشعبي المغربية، إلاّ أن الفريق الإسرائيلي ما يزال يبدي رغبته في إطلاق مبادرات جديدة مع شركائه المغاربة؛ لكن الجانب المغربي يفضل التمسك بالمشاريع التي بدأت قبل 7 أكتوبر والمناقشات الأولية دون أي إخطار عام.
كما أن هناك ضغوطا كبيرة في تل أبيب لاستئناف الرحلات الجوية بين إسرائيل والمغرب في أقرب وقت ممكن، ونظرا لكثرة التظاهرات ومطالبات الشعب المغربي بمقاطعة الشركات التي تعتبر متواطئة مع إسرائيل، مثل ماكدونالدز أو كارفور، بات إعتمد المسؤولون المغاربة أسلوب التخفي في عقد الاجتماعات مع نظرائهم الاسرائيليين، ودون حضور وسائل الإعلام بعيداً عن الأنظار. 
وهذا التوجه بعيد كل البعد عن الأجواء السائدة بعد تطبيع العلاقات بين البلدين. ويلتقي المغاربة والإسرائيليون الآن بعيدا عن الأضواء على هامش الأحداث المتعددة الأطراف، مثل معرض جيتكس أفريقيا للتكنولوجيا الذي أقيم في المغرب في أواخر شهر مايو. 
ورغم أن شركة الأمن السيبراني "Waterfall Security Solutions" كانت الشركة الإسرائيلية الوحيدة التي كانت رسميا على قائمة العارضين في هذا المعرض، إلا أن شركات أخرى من هذا البلد تعمل في المجالات الرقمية والتعليم والخدمات اللوجستية قد أرسلت ممثلين إلى هذا الحدث. 
وقبل أيام قليلة من هذا الحدث وفي المغرب، حضرت "Check Point" و"Cyberrise"، الشركتان الإسرائيليتان الرائدتان في مجال الأمن السيبراني، منتدى "SIT Africa"، وللمغرب أهمية خاصة في هذا الصدد.
حيث افتتحت شركة "نتافيم" الإسرائيلية الرائدة في مجال الري بالتنقيط، أول مصنع لها بالمغرب في مارس 2023؛ وتنشط هذه الشركة بالمغرب منذ سنة 1994 تحت اسم آخر. وتقوم شركة "Raymon Group" الإسرائيلية المتخصصة في إدارة المياه والتي ينتمي جزء منها لشركة "Granot"، بتحلية مياه البحر في هذا البلد منذ سبتمبر 2023.
وفي أوائل شهر مايو، أعلنت شركة Bluebird Aerosystems الإسرائيلية أنها ستفتتح قريبا وحدة لإنتاج الطائرات بدون طيار في المغرب. ويتوافق المصنع مع الاتفاقية الأمنية التي وقعها في نوفمبر 2021 وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ونظيره المغربي عبد اللطيف لوديي، ومن المفترض أن ينتج هذا المصنع أجزاء من الطائرات العسكرية والطائرات المسيرة الانتحارية من نوع "Spy X".
وكلفت شركة "صناعات الفضاء الإسرائيلية" المملوكة للدولة، والتي تمتلك 50% من أسهم "بلو بيرد"، "أمير بيرتس" وهو إسرائيلي من المغرب، برئاسة المصنع في المغرب، وكان لـ بيرتس دورا مهما في التعاون والتقارب العسكري بين البلدين. 
كما أعلنت شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية الخاصة عن اهتمامها بإنشاء منشآت لإنتاج الطائرات بدون طيار في هذا المغرب، ويقال إن ممثل الشركة يتنقل بانتظام بين المغرب وإسرائيل لتنفيذ المشروع.
لكن لا يخفى على الكثير من المتابعين لشؤون المنطقة، أن التجارب السابقة قد كشفت أن هذه الإتفاقيات الاقتصادية ستكون عادة بداية للسيطرة على الشرايين الاقتصادية الرئيسية للمغرب، وبعد فترة، ستدير إسرائيل عمليا التيار الاقتصادي للدول المضيفة، لتحقّق في نهاية المطاف مصالحها الخاصة.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري