يقول الكثيرون أن بوتين تحمل الكثير قبل أن يضغط على الزر..
يخرج ماكرون ليقول إن بوتين اقفل كل الابواب، واختار الحرب..
تجيب موسكو بأن ماكرون هو عضو في الحلف الأطلسي مثل بقية الأعضاء، لكن باريس ليست رأس هذا الحلف...
بكلام آخر، الرأس بالرأس... بوتين لا يتكلم إلا مع رأس الحلف؛ الند للند..
المستشار الألماني شولتز، يفقد عقله ويقول إن هذه الحرب هي من صنع بوتين...
بوتين يعرف أن ألمانيا وقعت تحت الاحتلال بعد الحرب العالمية الثانية...
روسيا انسحبت من هناك، لكن يبدو أن ألمانيا لا تزال تحت الاحتلال الأميركي...
جونسون البريطاني، لا يكف عن النباح... افضل وصف أعطي لبريطانيا جاء على لسان الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك:
بريطانيا هي "كانيش" اميركا...
الكانيش هو ذلك الكلب الصغير الحجم، الذي يكبر دون أن يكبر حجمه... هو لا يكف عن النباح ليثبت لسيده أنه يساوي شيئا...
كثرة النباح هي للتعويض عن صغر حجمه وضعف قوته...
باختصار... بريطانيا ليست أكثر من صوت نباح لا يهدأ ولا يعني شيئا...
هل فقد الاميركيون عقولهم...؟
أمس وجهوا تحذيرا الى الصين..
نفس منطق الاستعلاء الذي قاموا باستفزاز بوتين به...
الحمدلله الذي جعل الأميركيين بهذا الاستعلاء وهذا الغباء...
بعد أن سيطروا على وسائل إلتواصل والإعلام، واستنادا الى ما يبدوا، عدم نجاح الروس في تنفيذ عملية نظيفة وسريعة في أوكرانيا كما كان الجميع يعتقد، عاد الاميركيون إلى المراهنة على خلق مستقع أوكراني لروسيا...
صحيح أن الروس الذين نجحوا سنة ٢٠١٤ في عملية نظيفة في شبه جزيرة القرم، راهنوا على الأمر نفسه في معظم أوكرانيا المتحدثة باللغة الأوكرانية، التي لا تختلف عن الروسية كثيراً...
لم يحدث هذا لأن الأميركيين كانوا قد تعلموا الدرس، وقاموا منذ ذلك اليوم بتجميع النازيين من مختلف أصقاع أميركا وأوروبا وإرسالهم إلى أوكرانيا...
هؤلاء تسللوا الى كل مواقع القرار، وقاموا بتغيير عقيدة الجيش القتالية التي صارت ترى في روسيا عدوا لأوكرانيا...
في النهاية، في كل بلد لاميركا أتباع من مجتمع بدنا نعيش ولو بلا كرامة... مجتمع الماكدونالدز والكوكا كولا...
لكن هل سوف تفشل روسيا بسبب هذا..؟
لا تملك روسيا حق الفشل...
كل ما سوف يتغير هو أن الروس سوف...، وقد بدأوا فعلا في التدمير المنهجي لكل العصابات...
عندما رمت اميركا أوكرانيا في طريق الروس، كان كل هم الأميركيين خلق بؤرة صراع واستنزاف لروسيا على حساب أوروبا أولاً، وأوكرانيا خصوصاً...
بالنسبة للروس، كانت أوكرانيا تمثل بعداََ وجدانيا لهم، كما لبنان أو الأردن أو فلسطين بالنسبة لسوريا...
ظلت العاصمة كييف، عاصمة لقياصرة روسيا لعدة قرون...
لذا لم يكن في وارد الروس أن يكون الأوكرانيون بهذه العدوانية...
هذه العدوانية، بالإضافة إلى موجة الهستيريا المعادية لروسيا في وسط وغرب أوروبا بفضل مصادرة الإعلام، جعل الروس يقررون أنه يجب القيام على الأقل بعدة عمليات موضعية...
حول كل مدينة، وفي كل مقاطعة، سوف تتم عمليات حصار لكسر الفريق المتحالف مع الغرب والذي يتحكم بكل مفاصل البلاد...
تماما كما لو اضطررنا نحن يوما أن نواجه الفريق التابع لاميركا والمتعامل مع إسرائيل، من الآذاريين في لبنان...
إذا مشى الحال، كان به...
أما إذا لم يمش... لن يكون هناك من حل سوى بالمواجهة الكاملة، حتى لو استلزم الأمر ليس فقط تدمير أوكرانيا بكاملها وخلق أزمة لاجئين من عشرات الملايين من البشر، بل حتى خلق عدم استقرار كامل اجتماعي ومعيشي في كامل أوروبا...
خروج أحد جنرالات الجيش الروسي أمس، وحديثه المباشر عن أن حياد أوكرانيا والضمانات الأمنية لم يعد كافيا...
بل يجب العودة الى اتفاقات 1999 التي تمنع الناتو من التمدد شرقاً بعد المانيا...
هذا يعني أن روسيا ليست في مأزق كما تحاول البروباغاندا التطبيل على كافة الشاشات المصادرة من قبل غوبلز القرن الواحد والعشرين...
أضاف الجنرال ان القانون الدولي لا يسمح بوجود اسلحة نووية في البلد الذي لا ينتجها؛ مما يعني أن الرؤوس النووية الموجودة في هولندة وإيطاليا، مخالفة، ويجب إزالتها...
أمس قصف الروس مركز التدريب التابع لحلف الأطلسي في غرب أوكرانيا على بعد حوالي عشرين كلم من الحدود البولونية...
يتحدث الغرب عن ٣٥ قتيلا وحوالي ١٤٠ جريحا بينهم مرتزقة...
السؤال المحير هو لماذا اكتفى الروس بحوالي عشرة صواريخ ولم يقوموا بتدمير المركز بالكامل، رغم القوة النارية الهائلة التي يمتلكونها...
هل هي رسالة أنهم لا يزالون منفتحين على الحوار...؟
إذا كان الأمر كذلك، لماذا يرفضون وقفا للنار كما تطلب أوروبا...؟
هل تعلموا مما كان يحصل مع العرب في فلسطين حيث كانت كل هدنة هي لإعادة تسليح الصهاينة أو إنقاذهم من موقف صعب...؟
ربما...؟
لكن الأكيد أن لدى الروس أكثر من ورقة يلعبونها...
التوازن الصيني الأميركي سوف يختل لصالح الأميركيين في حال استجابت الصين لطلب اميركا حجز الوداع الروسية الموجودة عندها...
سوف يكون من أقصى الغباء أن تقوم الصين بالانصياع لأميركا...
هذا سوف يعني هيمنة اميركا لعشرات من السنين حيث سوف يتم الاستفراد بالصين في المرحلة التالية...
لكن هل يعتمد الروسي فقط على عقلانيته وعقلانية الصين، أم أن لديه مخططات أخرى ما قبل اللجوء إلى السلاح النووي...
ماذا لو خرج بوتين غدا وقال إن روسيا لن تبيع نفطها، ولا غازها إلا بعملتها الوطنية، الروبل...
حتى اليوم، تستفيد روسيا من تدفق ما يقارب ملياري دولار يوميا من بيع الغاز والنفط وهو ما يمكنها من مقاومة الحصار والعقوبات سنتين على أقل تقدير، بينما سوف تنهار أوروبا خلال بضعة أشهر، وهذا ما لا تريده روسيا لأن هذا الإنهيار سوف يصب في مصلحة اميركا في النهاية...
سوف ينتظر بوتين حتى يستفيق الأوروبيون من خوفهم من اميركا ويتمردوا عليها...
لكن إذا لم يحصل هذا، فإن ضرب الدولار وأنزاله عن العرش عبر تسعير النفط والغاز بالروبل، سوف يكون بالتأكيد العلاج ما قبل الأخير...
يومها لن يكون الروبل بسنت أميركي واحد، بل سوف يكون الدولار ببضعة كبيكات من العملة الروسية...
كل هذا يدل أن الروس لا يزالون عقلانيين ويعتمدون على البراغماتية الأميركية التي كانت كلما هزمت، وهذا حصل كثيرا؛ كانت تنسحب من هذا المأزق وتعاود محاولة إيجاد صيغة تعايش مع المنتصر...
لكن الأميركيين لا يزالون مقتنعين على ما يبدو أن باستطاعتهم كسب وقت اضافي آخر على رأس العالم...
هل هذا ممكن...؟
أمس أيضا جاء الجواب، لكن من إيران...
لم تأبه إيران كون المركز الإسرائيلي الموجود في اربيل يتخفى خلف اسم قنصلية أميركية...
قصفت إيران الاسم، قبل أن تقصف المركز...
الاميركيون في صمت رهيب يبتلعون ضربة صاروخية إيرانية تقتل كلابهم، وتمسح بهم هم الأرض...
هل مات النظام العالمي القديم...؟
يبدو أن الأوان آن كي تتغير الأمم المتحدة، ويتم وضع قوانين جديدة لمجلس الأمن...
معايير الدول العظمى تغيرت، ويجب الآن قبول قوانين أكثر عدالة لا تسمح لقانون الغاب أن يستمر بالسيادة..