قصة خرفان بانورج والإنقياد الأعمى واللا-واعي وراء الزعيم او القائد الذي نرى فيه زوراً مثالنا الأعلى في اغلب الأحيان!؟
منوعات
قصة خرفان بانورج والإنقياد الأعمى واللا-واعي وراء الزعيم او القائد الذي نرى فيه زوراً مثالنا الأعلى في اغلب الأحيان!؟
29 آذار 2022 , 07:06 ص

عِبر وحِكم قد تكون مفيدة في مناسبة إقتراب الإنتخابات النيابية القادمة في لبنان ؟!

تتشابه الحيوانات في طباعها كثيرا مع البشر ..فهناك الإنسان الثعلب والذئب..والحرباء والإنسان الطاووس الذي يمتاز بعجرفته وزهوه بألوانه وريشه المزخرف ولكن أيضا بصغر رأسه بالنسبة لحجمه....وبعض البشر يشبه الحمار الذي يسير كما يريد صاحبه وفقا لضربات السوط فيسير لليمين أو اليسار أو للأمام ....ولكن الحمار يختلف عنا نحن بني البشر فهو لا يسير أبداً للوراء..البشر وحدها في معظم بلادنا العربية تفعل ذلك...

والخروف هو أحد تلك الحيوانات التي تشبهنا كثيراً فهو يُشكّل قطيعاً له خصوصيته وثقافته وانقياده الأعمى واللا واعي خلف الخروف الأكثر قوة في القطيع (الكبش او المرياع) والذي يحرّكه ويسير به أينما تسير خطواته حتى إلى الموت....

وهناك قصة رائعة حول هذا الموضوع وهي من الحكايا الفرنسية الجميلة وهي حكاية ( خرفان بانورج ) للكاتب فرانسوا رابليه ..وهي تحكي عن تاجر نقل قطيعاً من الخرفان فوق سفينة وكان هذا التاجر جشعاً، بخيلاً وعديم الأخلاق. وتصادف أنه تشاجر على متن السفينة مع أحد الركاب ويدعى "بانورج"٠ فأراد هذا الأخير الإنتقام من التاجر الجشع فعرض عليه شراء أكبر الخراف وأقواها بسعر كبير ..شعر التاجر بالسعادة لبيعه الخروف بهذا السعر ...وبعد إتمام الصفقة سحب بانورج الخروف الكبير من قرنيه حتى حافة السفينة ورمى به في البحر! وعلى الفور بدأت الخرفان تتبع الخروف الكبير وتلقي بنفسها في البحر وراءه وسط ذهول وحزن التاجر ...وتمسّك التاجر بآخر خروف أملاً بإنقاذه ولكنه رمى بنفسه في البحر ومعه التاجر الذي مات غرقاً مع خرفانه...

هذه هي حكاية خرفان بانورج ..وهي ترمز للإنقياد الأعمى وراء أشخاص أو أفكار أو تيارات دون وعي وإدراك لحقيقتها....

فهل اننا سنتّعظ من هذه القصة للتفكير جليّاً في من نأتمنهم على مستقبلنا ومستقبل اوطاننا وعلى من نختارهم لكي يكونوا ممثلين لنا وعنّا في مواقع القرار؟!

الإنتخابات النيابية القادمة في لبنان هي فرصة حقيقية وأكيدة للتفكّر في العِبرة من هذه القصة خاصة واننا امام اكبر عملية نهب ونصب واحتيال في القرن الحالي وفي تاريخ البشرية على يد عصابات وزمر حاكمة فاسدة تسلّطت على رقابنا منذ اكثر من ٣٠ سنة وسرقت ونهبت وتفرعنت وزرعت البلاد بالفساد والظلم والجور بالتواطؤ والتكافل والتضامن مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعصابات اصحاب المصارف وحفنة من النافذين وكبار التجار واصحاب الوكالات الحصرية ؟!

منقول بتصرف مع "لبننة" من صفحة د طلال حمود-ملتقى حوار وعطاء بلا حدود جمعية ودائعنا حقّنا

المصدر: موقع إضاءات الإخباري