كتب الأستاذ حليم خاتون: هل نحن في بدايات الحرب العالمية الثالثة..؟
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: هل نحن في بدايات الحرب العالمية الثالثة..؟
حليم خاتون
8 نيسان 2022 , 10:11 ص


من المؤكد أن الروس درسوا عدة احتمالات قبل بدء العملية الخاصة في أوكرانيا...

الاحتمال الأسهل، كان احتمال أن أميركا والغرب سوف يبتلعون ألسنتهم كما فعلوا يوم دخلت القوات الروسية وحررت شبه جزيرة القرم...

حتى الغرب، وعلى رأسه الاميركيون، آمن بهذا الاحتمال لأنه بكل بساطة، لم يؤمن قط أن الأوكرانيين سوف يقاتلون دفاعا عن القيود الغربية التي سوف تلتف حول أعناقهم...

في سوريا، تتحدث التقارير عن أكثر من مئتي مليار دولار صرفت من أجل زعزعة النظام وعن أكثر من مئة ألف إرهابي، تم جمعهم وإرسالهم للموت في محاولة إسقاط الدولة السورية...

عندما فشل الوكلاء، من رجعية عربية، إلى دواعش زاد عددهم على مئة ألف إرهابي، إلى انفصاليين أكراد، رفسوا التاريخ، قبل أن تضطر الإمبريالية للدخول بقدها وقديدها إلى الشرق السوري، والشمال الشرقي، حتى لا تقوم لهذا البلد قائمة...

صحيح أن الأميركيين لا يزالون يعربدون في الشرق السوري، لكن حتى متى؟

في أوكرانيا، يتحدث الإعلام عما لا يزيد على ٢-٣ مليار دولار حتى اليوم...

كما حلبت اميركا دول الخليج العربي لتخريب سوريا، ها هي تحلب البقرة الأوروبية حيث يتنافس ماكرون وشولتز على لعب دور بن حمد أو إردوغان، بينما يتنطح الصرصور البولوني لمهمة لن تلبث أن تقضي عليه...

من اجل تخريب العراق، ومن ثم سوريا، تم طبع مئات المليارات من الدولارات، وإرسال عشرات، بل مئات الآلاف من مجاهدي النكاح وعاشقي حور العين في جنة ليست أكثر من ملهى ليلي اميركي، يديره ابطال البلاي بوي وافلام البورنو...

الاحتمال الروسي الثاني، تمحور حول تقسيم أوكرانيا، لإستعادة الدونباس كما تمت استعادة القرم إلى حضن الوطن الأم، وتصحيح ما قام بتخريبه خروتشيف، وبريجنيف قبل أن يكرس غورباتشوف ويلتسين ذلك الخراب...

قد يكون احتمال التقسيم هذا مجرد واحد من الاحتمالات التي درستها القيادة الروسية...

لكن أسوأ هذه الاحتمالات، هو أن يقوم الغرب بالمراهنة على مئات المليارات، وربما حتى تريليون أو أكثر، توضع في أيدي مئات الآلاف من الإرهابيين على شاكلة داعش والنصرة في سوريا...

لكن هل يكفي هذا لفهم ما يجري الآن في أوكرانيا؟

إذا كان الغرب قد فشل جزئياً في العراق، وهو في طور الفشل في سوريا... فهل سوف ينجح في اوكرانيا؟

لقد نجح الروس في سوريا، وواجهوا أكثر من مئة ألف إرهابي، ومئات المليارات من الدولارات...

هل سوف يعجزون في أوكرانيا... أم أن ما يدور في أوكرانيا هو أكثر مما دار في سوريا...؟

يدل ما يجري في الأمم المتحدة، وتلك الشراسة الأوروبية أن ما يجري في أوكرانيا هو أكثر بكثير مما كان يدور في سوريا...

يكاد ما يدور في أوكرانيا يصل إلى مستوى حرب عالمية...

كل الحديث عن مقاومة أوكرانية، ليس أكثر من مجرد غطاء لقوات اطلسية تحارب في أوكرانيا تحت العلم الأوكراني...

الروس يعرفون ذلك، ويتعاملون معه... والأطلسي يعرف ذلك، ويراهن على إسقاط روسيا من بوابة أوكرانيا...

الحديث عن عشرين أو ثلاثين ألف متطوع أوروبي، وعن السلاح الفتاك، ليس أكثر من مسرحية تخفي الحقيقة...

الحقيقة التي تقول إن روسيا تقاتل حلف الأطلسي على الأرض الأوكرانية...

الطرفان يعرفان ذلك، وكل طرف منهم، لا يبوح بالحقيقة حتى لا تكبر تلك الحرب وتصبح حربا عالمية ثالثة كبرى مع كل التهديد النووي الذي يمكن أن تقدمه...

طالما أن الأوروبيين يدفعون، لا بأس...

لن يضر أميركا شيء إذا طبعت تريليونا آخر يزيد ديون اميركا من ٢٧ تريليون الى ٢٨ أو ٢٩ تريليون...

فهذه الديون سوف يتحملها العالم وليس اميركا...

طالما أن هذه الحرب تجري بصمت ولا يزيد عدد القتلى فيها عن عشرات أو حتى مئات. يوميل.. سوف تبقى هذه الحرب محدودة وغير نووية... لكن الويل، كل الويل إذا كشف الكل أوراقه...

عندها، لن يبق السلاح النووي ساكتا إلى الأبد...

الأرجح أننا نعيش بداية الحرب العالمية الثالثة، والكل يراهن على أن يعض الطرف الآخر الاصابع قبله...

لكنه وضع الوقوف على كف عفريت...

لا يضر اميركا أن يحل الخراب في أوروبا...

كما لا يضير روسيا أن تتأذى أوروبا...

لكن حصر النيران ليس دوما في المستطاع...

إذا لم يتعقل الطرفان ويعقدان يالطة جديدة تكرس العالم متعدد الأقطاب... سوف يطال الدمار الاثنين معا ومعهما كامل الكوكب...

لكن للأسف، تشي تصرفات أميركا والغرب أن هؤلاء قد أخذتهم العزة بالإثم...

لقد حاصروا إيران أربعة عقود، قبل أن يلجأوا إلى البكاء والنحيب ومحاولة استرضائها...

روسيا أكبر وأكثر غنى وتقدما مما كانت عليه إيران اول ايام الحصار...

فهل سوف يهربون حين تخرج روسيا وتضربُ على الطاولة...

في هذا الوقت الضائع، كل ما علينا نحن العرب فعله، هو ضرب الأعداء المتواجدين في كل بقعة ما هذا العالم حتى لا تنجح سياسة التفريق لإدامة سيادة الأميركيين على العالم...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري