حرب بلا سلاح، هي تلك التي تدور رحاها بين طهران وتل أبيب، وآخر فصول المواجهة تمثل في إغتيال الضابط في الحرس الثوري الإيراني صياد خدايي، لتعلن بعدها ايران إلقاء القبض على شبكة تابعة للموساد .
ايران توعدت بعد العملية بالرد على اغتيال خدايي محذرة الكيان الصهيوني من عواقب أفعاله، وهو ما دفع اسرائيل لتعزيز دفاعاتها الجوية، وأصدرت تحذيرا من السفر خشية من الانتقام.
الخبير بالشأن الإيراني سعيد شاوردي، وفي حديث خاص لموقع إضاءات، قال إن هذه الاغتيالات تعتبر تحركات ناجمة عن الافلاس الاسرائيلي، والقيام ببعض الاغتيالات،تدل على أن إسرائيل لا تستطيع مهاجمة إيران عسكريا على عكس ما تدعيه منذ عدة سنوات، في الواقع الاغتيالات لا تؤدي إلى أي مراجعة في البرنامج العسكري والنووي الإيراني من قبل إيران بل على العكس من ذلك تجعل إيران أكثر اعتقادا أن هذه المشاريع هي ضرورية جدا للأمن الإيراني وهي عامل قوة ينبغي مواصلة العمل عليها وزيادة الاستثمار فيها.
شاوردي أشار إلى مسؤولية المجتمع الدولي، فهو للأسف لا يقوم بمسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن في العالم، حيث ينبغي على المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن أن تدينا على الاقل الأفعال الإرهابية التي تقف وراءها إسرائيل ضد إيران، ولكن للأسف هذا لم يحصل من قبل هذه المنظمات وبناء على هذا من حق إيران أن تتعامل بناء على قاعدة الرد بالمثل وهي قادرة على القيام بذلك حتى لو أنها لم تكشف عن ردودها لعدة اسباب.
وتابع شاوردي، " يمكن أن نقول أن كل التصرفات الارهابية التي مارستها اسرائيل ضد إيران خلال الاعوام الاخيرة تدل على ضعف إسرائيل وليس قوتها ذلك أنها لطالما توعدت بشن حرب عسكرية طاحنة تقضي عبرها على البرنامج النووي الإيراني وفق إدعاءاتها، وهي الي تقدم على القيام بعمليات اغتيال دون حتى تتبنى هذه العملية بشكل رسمي خوفا من ردود فعل إيران.
وعن الرد الايراني على السياسة الإسرائيلية والاغتيالات المتكررة أوضح شاوردي أنه لا يمكن اعتبار عدم الرد بشكل مباشر وعلني على التصرفات الارهابية الإسرائيلية من قبل إيران ضعفا لدى طهران بل هناك مصلحة استراتيجية تؤكد أنه ينبغي أن تكون اي ردود من قبل إيران مدروسة وان لا تؤثر على مصالح إيران العليا وأن لا تمنح داعمي الكيان الصهيوني ذرائع لدعمه ضد إيرن، وبناء على هذه القاعدة فان ايران ترد دائما على اي عمل عدائي ضدها تتهم فيه إسرائيل من ضمنه اغتيال العالم محسن فخري زاده.
وبين الخبير بالشأن الإيراني أن إيران وحزب الله ومحور المقاومة بشكل عام لديهم استراتيجية واضحة في مواجهة المشروع الاحتلالي الاسرائيلي في المنطقة وتصرفاتهم ليست بمعزل عن بعضهم البعض اي أنها تأتي ضمن اطار واحد في مواجهة سياسات الاحتلال الصهيوني ولكن على الرغم من ذلك فانه عندما يتم استهداف إيران مباشرة من قبل الكيان الصهيوني فاعتقد المصلحة تحتم على إيران ان ترد هي بنفسها مباشرة وأن يكون الرد يحمل بصمة إيرانية واضحة لكي تكون الجهة المستهدفة على بينة أن الأمن والمصالح القومية تعتبر خط أحمر بالنسبة لإيران وعلى كل من يمس بهذه الخطوط الحمراء ينتظر ردا مباشر من قبل إيران.
وردا على سؤال اذا ما كانت ايران سترد من بندقية حزب الله، قال شاوردي " لا أعتقد أن إيران ستطلب من حزب الله القيام برد على اغتيال الشهيد حسن صياد خدايي نيابة عنها ومثل هذا الأمر يتطلب ردا إيرانيا مباشرة حتى لو رأت إيران أنه ليس من المصلحة ان تتبناه.
وفي الحديث عن المفاوضات النووية، بين شاوردي أن الولايات المتحدة استخدمت العديد من السياسات لكسب معركة المفاوضات النووية لصالحها ولكن أعتقد أن المسعى الأمريكي قد فشل في ما كان يصبو اليه في هذا المجال. حيث استخدمت واشنطن سياسة الترهيب والتهديد والوعيد والاغراءات الاقتصادية والارهاب الاقتصادي وممارسة الضغوط القصوى والتهديد بالاستعانة بالخيار العسكري وغير ذلك.. لكن الفريق المفاوض الإيراني لم يتأثر بكل ذلك وبقي يصر على القبول بمطالبه وفي مقدمتها رفع العقوبات وشطب اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات الأمريكية ولم يتغيير موقفه الذي اعلنه منذ البداية، حيث قال الوفد الإيراني المفاوض منذ انطلاق المفاوضات وحتى قبل ذلك أن الشيء الوحيد الذي سيجعله يوافق على احياء الاتفاق النووي هو أن تعود الامور الى قبل عام 2018 اي الى قبل انسحاب أمريكا من الاتفاق وفرضها العقوبات من جديد على إيران.
وختم شاوردي بالقول، إيران تقول ان لا قيمة لأي اتفاق لم يفتح الباب أمام إيران لتنتفع منه اقتصاديا ويجب ان تكون هذه المنفعة أمرا حتميا ومؤكد بالنسبة لإيران لا ان تكون مجرد حبرا على ورق وهذا ما لم يتحقق حتى الآن ولذلك تقول طهران أن العودة للاتفاق النووي وفق المعطيات الحالية أمر غير وارد وعلى أمريكا ان تكف من سياستها المخادعة وتعوض أخطائها السابقة وتحسن من نواياها المستقبلية لكي تتوفر الأرضية اللازمة لاحياء الاتفاق النووي والالتزام به من قبل إيران والاطراف الاخرى.