انتقدت إيران الثلاثاء تقريراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن العثور على آثار لمواد نووية في مواقع غير معلنة، معتبرة أنه “غير منصف”.
وأفاد تقرير للوكالة التابعة للأمم المتحدة الإثنين، أنّ طهران لم تقدّم إيضاحات كافية بشأن المواد التي تثار شبهات بشأنها منذ أعوام، على رغم خريطة الطريق التي تم التوافق عليها بين الجانبين في آذار/مارس.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي “للأسف، لا يعكس هذا التقرير واقع المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ورأى أنّ التقرير الصادر “غير منصف وغير متوازن”، مضيفاً “نتوقع أن يتم تصحيح هذا المسار”.
وأتى التقرير في وقت يهيمن فيه الجمود على المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
وأكدت الوكالة أنها لم تحصل على “توضيحات” على أسئلتها بشأن العثور على آثار لمواد نووية في ثلاثة مواقع هي مريوان ورامين وتورقوزآباد، والتي لم يسبق لإيران أن صرّحت عنها كمواقع شهدت أنشطة ذات طابع نووي.
وخلال زيارة مديرها العام رافايل غروسي الى طهران في آذار/مارس، توصّلت الوكالة وإيران الى خريطة طريق لحلّ مسألة المواقع غير المعلنة، وهي مسألة ينظر إليها على أنها محورية لإحياء الاتفاق النووي.
وتضمّنت خريطة الطريق تزويد إيران للوكالة بوثائق بشأن الأسئلة المطروحة، على أن يقدّم غروسي تقريرا بشأن “استنتاجاته” في هذا الملف الى الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة والمقرّر الأسبوع المقبل.
وتحدّث خطيب زاده عن دور في تقرير الوكالة لعبته إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية والمعارضة بشدّة للاتفاق النووي معها.
وقال “يُخشى من أن يكون الضغط الذي مارسه النظام الصهيوني وجهات أخرى أدّى إلى تحوّل المسار الطبيعي لتقارير الوكالة من تقني إلى سياسي”.
وتتّهم الدولة العبرية إيران بالسعي لتطوير سلاح ذرّي، وهو ما تنفيه طهران التي تتهم بدورها تل أبيب بالوقوف خلف عمليات تخريب لمنشآتها النووية واغتيالات طالت علماءها النوويين.
وفي اتّهام جديد الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنّ طهران سرقت وثائق سرية للوكالة الدولية واستفادت منها من أجل اخفاء عناصر بشأن برنامجها النووي.
وكتب عبر تويتر أنّ إيران “سرقت وثائق سرية للوكالة … واستخدمت هذه المعلومات للافلات بشكل منهجي من عمليات التفتيش” المتعلّقة ببرنامجها، مرفقا رسالته بروابط تقود إلى وثائق بالفارسية قدمت على أنها سرية، ومترجمة إلى الانكليزية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية كشفت في 25 أيار/مايو، أن إيران استحصلت على وثائق سرّية من الوكالة الدولية، ساعدتها في بلورة خطط لـ”التهرب” من تحقيقاتها بشأن أنشطتها السابقة. وأوضحت أن القضية تعود الى مطلع الألفية الثالثة، وأن السجلات التي تكشف حصولها كانت ضمن وثائق الأرشيف النووي الإيراني التي حصلت عليها إسرائيل بعد عملية استخبارية نفذتها في طهران في 2018.
وفي وقت سابق اليوم، لقي تقرير الوكالة الدولية انتقاد ممثل إيران لديها محمد رضا غائبي الذي اعتبر أنه “لا يعكس تعاون إيران” مع الوكالة.
ورأى “هذا النهج غير بنّاء ومدمّرا للعلاقات الحالية الوثيقة والتعاون بينها وبين الوكالة الدولية”، محذّرا إياها من “العواقب المدمّرة لنشر تقارير … أحادية الجانب”.