يمكن إعتبار العدوان الصهيوني على مطار دمشق الدولي التطور الأكثر خطراً في مسار الحرب على سوريا .
كونه يمثل تبدلاً جوهرياً في قواعد الإشتباك. والتي للأسف أن العدو هو من وضع قواعدها ورسم حدودها ثم إنفلتت لتغدو دون قواعد أو حدود .
فقد بدأ بإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة والمدفعية الخفيفة . عبر الحدود .
متذرعاً بالإرهاب وانتقل بعد ذلك لتنفيذ غاراتٍ جوية محدودة ،
وعلى أهداف لاقيمة لها عسكرياً أو سياسياً وكانت عبارة عن إختبار لردة فعل الطرف الأخر .
ثم إنتقل لتقديم الدعم الناري المباشر والمشاركة في المعارك في مناطق الجنوب لمساندة المجموعات الإرهابية دون أن يلقَ رداً مباشراً .
هذا أدى لتمادي العدو في عدوانه.
فانتقل لمرحلة لاحقة تضمنت ضربات جوية وصاروخية على أهداف عسكرية، وبحثية ، ومستودعات ،ومنشأت عسكرية ومدنية . .
وكانت الذريعة دائماً أنها أهداف إيرانية أو لحلفاء أخرين .
بعد ذلك وطبعاً لأن العدو لم يتلق رداً إندفع لإستهداف المطارات العسكرية وقواعد الرادار ومنظومات الدفاع الجوي للجيش السوري ومناطق في دمشق وصولاً لمحيط المطار الدولي دون إستهدافه مباشرةً.
وفي تطور دراماتيكي كبير قامت إسرائيل بقصف ميناء اللاذقية مرتين متتاليتين تحت أنف وعين وأذن حليفنا الروسي .
ولم يحصل أي شيء سوى الإدانة والإستنكار اللذين لا يُسمنا ولايغنيا عن جوع .
لقد وصل العدو إلى قناعة وشعر بطمأنينه تأكد من خلالها أنه يستطيع إستباحة أرضنا وتدمير
مايريد وتمر العملية وكأن شيئاًلم يحصل .
فكان القرار بقصف مطار دمشق الدولي ،
ليس لإرسال رسالة لأحد لأنه لم يعد معنياً بالرسائل طالما أنه قادر على التدمير
القصف لم يستهدف محيط المطار أو مستودعات كما درجت العادة ،
بل كانت منشأت تشغيل المطار هي الهدف .
كان عزل دمشق عن العالم هو الهدف .
واليوم يجب أن نسأل .
ماذا بعد الميناء والمطار .
هل هو مطار حلب الدولي .
هل هي ماتبقى من منشأت توليد الكهرباء .
هل ستكون مصافي النفط الفارغة .
طالما أن العدو لاينال عقابه فكل حجر في الأرض السورية هي هدف محتمل .
فقط الموضوع هو التوقيت .
والتنسيق بين الأعداء الأمريكي والتركي والصهيوني .
أما فيما يخص من نسميهم حلفاء سوريا .
فهؤلاء .
ليسوا سوى تلاميذ جحا .
فعندما أخبروه أن فاحشةً تُرتكب في مدينته. أجابهم .. المهم ألا تكون في حيينا .
فإخبروه أن الفاحشة في حييه ،
فقال: المهم ألا تكون في بيتي .........
وللحكاية تتمة إلتزاماً بأدب الحديث لن أكتبها .
المهم بالنسبة لحلفائنا أن بيوتهم أمنه . .
حمى الله سوريا فلم يعُد لنا سواه .
