كَتَبَ د. إسماعيل النجار: بَلَغَ حجم الدين الصهيوني لدمشق حجمه الأقصىَ فَمَتىَ السداد؟
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: بَلَغَ حجم الدين الصهيوني لدمشق حجمه الأقصىَ فَمَتىَ السداد؟
د. إسماعيل النجار
15 حزيران 2022 , 14:49 م


هنا دِمَشق من بيروت وبعلبك وجنوبي لبنان، هنا دمشق من صنعاء، هنا دمشق من طهران من موسكو من بغداد من غَزَة،

لقد بَلَغَت الإعتداءآت الصهيونية على التراب السوري حَدَّهُا الأقصىَ في واحدة من أغرب الهجمات الصهيونية على بلَد عربي، حيث قُصِفَ مطار دمشق الدولي ومدارجه بعنف لم يسبق له مثيل وأكثر عنفاً منذ سنواتٍ طويلة،

ظَنَّ البُغاة بأنهم قادرون ومُسَيطِرون، وظنُّوا بأن سكوت دمشق سيدومُ طويلاً،

لقد عَربَدَت إسرائيل كثيراً من دون أن تَتَنَبَّه أنَّ لكل شيءٍ نهاية، وأن يوماً قريباً أصبَح قآبَ قوسين أو أدنى لسداد الدين حتى آخر برغوت؟

القصف الصهيوني على مطار العاصمة السورية دمشق منذ أيام جاءَ بذريعة إستقباله طائراتٍ إيرانية مُحَمَّلة بالأسلحة للحرس الثوري وحزب الله، ولكن في الحقيقة ما يجري على سوريا اليوم ليسَ إلَّا تمهيد صهيوأميركي لتشديد الحصار على الشعب السوري وإقفال كافة المنافذ التي من الممكن أن يستفيد منها حزب الله في أي حرب قادمة يُهَيء لها العدو، بدءً من ضرب البُنَى التحتية للمطار لمنعه من إستقبال طائرات النقل الجوي الإيراني وصولاً إلى قطع شريان الإمداد الحيوي المُقاوم الأسرع،

المنطقة تتهيئ للحرب التي تقرَع طبولها تل أبيب تنفيذاً لمخططات خطيرة موضوعة على الطاولة أبطالها بينيت، أردوغان، جو بايدن وزبانيتهم في المنطقة، حيث يحلم السلطان العثماني بإنشاء حزام آمن في الشمال السوري المحازي لبلاده شبيهاً بالشريط الحدودي الذي صنعته إسرائيل في جنوبي لبنان،

وتحلم إسرائيل أيضاً بحزامٍ بعمق ٢٥ كلم° يبدأ من حدود الجولان العربي المحتل ينتهي بمنطقة السويداء على طول الحدود السورية مع الأردن وفلسطين، يتم من خلاله السيطرة بالنار على طريق دمشق بيروت من سلسلة جبال حرمون المقابلة للبنان والمشرفة على الطريق الدولية، ربما يترافق الأمر مع إطلاق قطعان الدواعش من التنف إلى البادية السورية للتقدم بإتجاه ريف مدينة حمص،

إعادة عقارب الساعة إلى الوراء هو مخطط إسرائيلي قديم منذ إن حسمت دمشق أمرها على الآرض المتآخمة للجولان السوري المُحتل،

بدورِهِ الأميركي يُهيءُ الظروف والمناخ المناسبين في العراق لخلق فوضى وإشعال الشارع الشيعي في إقتتالٍ يعطي الفرصة لبقايا البعث والكُرد في السيطرة على كركوك وكامل المناطق الشمالية ولقطع الطريق مع سوريا،

فيبقى لبنان وحيداً من وُجهَة نظرهم محاصراً بلا حولَ ولا قوةَ،

هذا من الجهة الصهيوأميركية، لكن على المقلب الآخر قِوَىَ محوَر المقاومة أعدَّت العُدة للتصدي لكل المخططات الإسرائيلية وهو يراقب تصرفات وافعال أزلامه بدءً من العراق وصولاً إلى لبنان مروراً بسوريا،

المعلومات المؤكدة تشير إلى أن قراراً حاسماً قد صدرَ بالإتفاق مع روسيا لمنع تمدد إسرائيل داخل بَر الجنوب السوري وعدم السماح لآي جندي عربي أو غير عربي الدخول الى مناطق الجنوب المحاذية للأردن وبشكلٍ قاطع،

لذلك سيبقى الحلم العثماني حُلُماً، والحُلم الصهيوني حُلُماً، وستبقى الأرض لأصحابها والمدافعون عنها سيبلون بلاءً حسناً ولن يكون التراب أرخص من الدم.

بيروت في...

15/6/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري