وحدها طهران ستطيح بصفقة القرن.. ادريس هاني
دراسات و أبحاث
وحدها طهران ستطيح بصفقة القرن.. ادريس هاني
18 حزيران 2019 , 06:45 ص
 
 
 
 
 
<
 
 
 
 
 
 
وحدها طهران ستطيح بصفقة القرن..
ادريس هاني
 
كان بالإمكان أن تصدر طهران خطابا مسبقا يعفي رئيس وزراء اليابان شينزو آبي  من التفكير في أي وساطة، لكنه أتى، وحينما أتى كان لا بدّ من إكمال درس السيادة ومفهومها للعالم. لو أنفقت إيران ملايين الدولارات لعرض هذا الدرس على أنظار الرأي العام الدولي لما استطاعت أن تفعل أكثر مما فعلته في لقطة سريعة. كانت اليابان غير محظوظة في هذه المحاولة على الرغم من أنّ القيادة الإيرانية استقبلت موفدها استقبالا رفيعا، فلقد رجع رئيس الوزراء الياباني بخفيّ حنين بينما كانت الناقلة اليابانية تتعرض لعدوان مبيّت، لا أدري ما قصّة التسعة في الرقمولوجيا، فهو في رأيي مقرون بـ"قوموا عنّي"، رئيس الوزراء التسعين شاهد على رزية يوم الخميس - يوم زيارة شينزو آبي  لطهران - وهو يوم غير موفّق لتحقيق حلم من يلعب بتعقيدات الكون والتّاريخ.
 ولا يمكن أن تجهل واشنطن من وراء الاعتداء على الناقلتين، ولا أحد من محاورها في المنطقة يستطيع أن يعمل من ورائها في قضية خطيرة كهذه لا إسرائيل ولا بعض دول الخليج.. كما أن تملص ترامب من رسالته لطهران موقف غارق في الصّبيانية.
أراد ترامب أن يحشر طهران في الزاوية وأن يمارس ضغطا عليها منذ أتى إلى البيت الأبيض وتجاهل الاتفاق النووي المبرم معلنا انسحابه منه قبل أن يفرض عقوبة على طهران، لكن يبدو أنّ ترامب حين بعث بالمسؤول الياباني لإقناع الإيرانيين بفتح صفحة جديدة إنما كان يعلن استسلاما وهروبا من انقلاب الموقف السياسي، فلقد أصبحت إيران هي من يمارس ضغطا قاسيا ضد ترامب والجناج الذي كان يملي عليه تلك المواقف. ويمكن قراءة ضغط طهران على ترامب في مستويات عديدة منها على سبيل المثال:
لا يسعى ترامب فقط لتعزيز موقفه ونيل فرصة لجولة أخرى في الرئاسة، كما أنه يخطط لما بعد الرئاسة الثانية لصهره كوشنر وهو نجاح يتوقف على نجاح مشروع صفقة القرن. وإذا مضت الجولة الأولى من الرئاسة من دون حلّ إشكالة استئناف التفاوض مع طهران فهذا سيحشر ترامب في الزواية ويتهدد مستقبله الانتخابي هذا بينما لن يكون هناك مستقبل لصهره، وسيلتحق آل ترامب بآل بوش كأسوأ كابوس مرّ في تاريخ البيت الأبيض. ذلك لأنّ ترامب في جملة ما قام به حتى الآن يقتل السياسة في تدبير ملف الشرق الأوسط والخليج الفارسي، وهذا في حدّ ذاته طعنة إضافية في مصداقية السياسة الخارجية الأمريكية. استمرار ترامب وآله في السياسة الخارجية الأمريكية تهديد للرمق الأخير من سمعة الخارجية الأمريكية، وهو يعني: الحرب. لا يمكن أن يستمر ترامب طبيعيا على مسافة جولتين من الرئاسة دون أن تتفجّر حرب في المنطقة ، لكن تراجعه عن مواقفه ستطيح به أكثر. إنه محشور في زاوية، وبأنّ رفض التفاوض معه هو أقوى ما قدّم حتى الآن في مواجهة صفقة القرن، هذه الأخيرة أصبحت جزء من الأوراق التي يلعبها ترامب مع طهران في محاولة لتصعيد الموقف. وأرى أنّ صفقة القرن لا يمكن أن تتحقق بل أكثر من ذلك لن تستطيع جامعة الدول العربية تقويضها حيث جزء من العرب مندمج في المخطط، ولكن لديّ اليقين الكامل بأنّ طهران ستطيح بصفقة القرن، ويمكن أن نكتب تاريخ ذلك الحدث من الآن..
ادريس هاني:16/6/2019
 
 
 
المصدر: