كَتَبَ د. إسماعيل النجار: مِسوَدَّة هوكشتاين الغامضة والردود اللبنانية القاتمة،
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: مِسوَدَّة هوكشتاين الغامضة والردود اللبنانية القاتمة،
8 تشرين الأول 2022 , 12:03 م


بعد مرور أكثر من شهرين على الأخذ والرَد في الرسائل بين لبنان وإسرائيل عبر ساعي البريد الأميركي وصلَ الطرفان إلى طريقٍ مسدود بسبب تعديل لبنان بعض العبارات الواردة في الورقة والتي من الممكن أن يستفيد منها العدو في أي نزاع قانوني مستقبلاً في المخافل القانونية الدولية، ورفض صهيوني للملاحظات اللبنانية،

الشعب اللبناني بأكمله لا يعرف حتى اليوم تفاصيل ما تحمله ورقة الوسيط الصهيوأميركي،

ولا يعرف ما هيَ الملاحظات التي وضعها لبنان ورفضها المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصَغَر!

الشعب اللبناني يتسائل وبتَعَجُب؟!

ألا يحق للبنانيين معرفة كافة التفاصيل؟

أم أنَّ وراء الأكِمَّة ما ورائها ومن بينها دفع تعويضات للكيان الصهيوني من إنتاج حقل قانا بطريقة إلتفافية تحمل وجه شركة توتال! ؟

بكِلا الأمرين فإنَّ إي أمر صرف لأي تعويض من حقل قانا لإسرائيل يُعتبَر جِزيَة تُدفَع من حقوق اللبنانيين المكتسبة،

الرؤساء اللبنانيون الثلاث يمارسون التَقِيَة في موضوع المفاوضات مع شعبهم، ولا نظن أنهم لم يتنازلوا عن بعضٍ من حقوق لبنان،

فؤاد السنيورة أفقَدَ لبنان حقه بالخط 29 عام 2009 وجاء بعدهُ نجيب ميقاتي ليصادقَ على خيانتهِ هذه عام 2011 وبذلك يكون لبنان قد خسرَ بفعلَة هؤلاء الإثنين ما يقارب أل 2600km لصالح قبرص ومثلها لصالح الكيان الغاصب، وكل ذلك بسبب ضغوطات أميركية على مسؤولين لبنانيين إرتجفوا خوفاً من سيف العقوبات المُسلَط على أموالهم في الخارج فتعمدوا إلهائنا لمدة 11 سنة بخط هوڨ في الوقت الذي كانت فيهِ إسرائيل تنقب عن الغاز وتحضِّر نفسها للإستخراج،

لبنان الرسمي خلال العقد ونَيِّف الماضيين لعب مسؤولوه دوراً خيانياً كبيراً عن قصد وسابق تصوُر وتصميم تسببوا من خلاله بخسارة لبنان لكل تلك المساحات التي تحتوي في طيَّاتها على ثروات طائلة تُقَدَّر بمئات مليارات الدولارات،

اليوم وبعد كل التنازلات الرسمية اللبنانية السابقة والحالية، بدل أن تنتهز تل أبيب الفرصة وتقتنصها وتوقع إتفاقاً ينتهي لصالحها،

قامت كعادتها وبغباء سياسييها وحَوَّلت الأمر إلى بازار إنتخابي شكَّلَ خطراً عليها وقد يطيح بالإتفاق ويشعل حرباً ضروس في المنطقة هيَ ليست نداً ولا مستعدة لها،

وفي حال إنهار الإتفاق الحالي الذي هو إعلامياً فقط لمصلحة لبنان الذي خسر مساحات شاسعه بين ٢٣ و٢٩ فإن أي مفاوضات قادمة لن تكون كما كانت في السابق إنما ستكون من الخط 29 وإلى أعلى، ولن يكون بيد المسؤوليين اللبنانيين أي حيلة لإبداء الرأي لأن مَن يمتلك القوة التي ستقلب الموازين هو من سيفرض الشروط القاسية مستقبلاً والتي لن تكون في مصلحة إسرائيل،

نحنُ نترقب ما سيحصل في الأيام القليلة القادمة وسنبني على الشيء مقتضاه.

بيروت في...

8/10/2022

المصدر: موقع اضاءات الاخباري