امين الأمير ميرزا لإضاءآت  / إيران لعبت دوراً كبيراً عبر تاريخها الحضاري وشكلت مع الحضارة السورية والمصرية والهندية أساس الحضارة الإنسانية.
أخبار وتقارير
امين الأمير ميرزا لإضاءآت / إيران لعبت دوراً كبيراً عبر تاريخها الحضاري وشكلت مع الحضارة السورية والمصرية والهندية أساس الحضارة الإنسانية.
8 تشرين الأول 2022 , 22:53 م


        حوار مع الإعلامي السوري الأستاذ

                   أمين الأمير ميرزا

أجرى الحوار  / حسين المير 


إعداد وإشراف  /  الأستاذة ربى يوسف شاهين


موقع إضاءآت ..  بيروت

          في البداية يسعدنا ويشرفنا إستضافة

الإعلامي السوري من الحزب السوري القومي الاجتماعي

الأستاذ  /  أمين الأمير ميرزا  وأهلاً وسهلاً  ..

تتسارع الأحداث لتنذر بقنبلة نووية على وشك الانفجار وإذا ما نظرنا إلى الحروب التي رافقت الحرب الإرهابية على سوريا نجد ان أسس نشوء هذه الحرب هي الولايات المتحدة الأمريكية

وهاهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتصاعد حولها الهجمات للنيل منها فيتم استغلال الكثير من الملفات التي تخص إيران في علاقاتها مع محيطها الإقليمي والجغرافي وحتى الداخلي

سؤالي الأول لحضرتك أستاذ أمين ..

برايكم لماذا هذا الهجوم الكاسح على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي هذا التوقيت .؟؟ .

أجاب الأستاذ أمين  ..

بدايةً وقبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من التوضيح ..

أنني كسوري قومي إجتماعي ومن مدرسة الشهيد أنطون سعادة التي عملت منذ بداية القرن العشرين على بعث نهضة الأمة السورية وإقامة دولة قومية وطنية علمانية مدنية ديمقراطية عصرية حديثة في الهلال السوري الخصيب  تدافع عن مصالح أمتها الحيوية في وطنها وارضها وثرواتها ومواردها الطبيعية  .

ومن هذا المنطلق وإعتبار أن فلسطين هي قضيتنا القومية المركزية وأن الخطر الصهيوني الداهم الذي يهدد وجودنا ومصيرنا القومي برمته والذي تجلى مؤخراً في الصقيع الأعرابي المهود والكارثة الدموية

التي دمرت البشر والحجر والشجر  .

ورعته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وعملائها في تركيا والسعودية والخليج وأدواتها من المنظمات الإرهابية التكفيرية الظلامية  .

مما أدى إلى قيام محور لمجابهة هذا المشروع المدمر

شمل روسيا وإيران وحركات المقاومة ..

اعود للإجابة على السؤال ..

إيران أو بلاد فارس وحالياً الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الدول الإقليمية الكبرى في منطقتنا والتي لها أهمية إستراتيجية لموقعها الجيوبوليتكي الهام ومواردها الطبيعية الغنية .

كما أنها لعبت دوراً كبيراً عبر تاريخها الحضاري الموغل في القدم  وشكلت مع الحضارة السورية والمصرية والهندية وبعدها الإغريقية أساس الحضارة الإنسانية

وفي العصر الحديث وبعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي والذي كان يعتبر شرطي المنطقة الأمريكي والبريطاني والصديق الحميم للكيان الصهيوني الغاصب وكانت مشيخات الخليج تقدم له فروض الطاعة حتى أن الإمارات باعت أو تنازلت عن الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى ..

ولكن بعد قيام الثورة الإسلامية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي ووصول الإمام الخميني للسلطة 

تغيرت المعادلات جذرياً وقامت الثورة بإغلاق سفارة العدو الصهيوني وحلت مكانها سفارة فلسطين  .

كما جرى إقتحام السفارة الأمريكية ومحاصرتها

ووقفت إلى جانب شعوب المنطقة والعالم ودعمت جميع حركات المقاومة ومن هنا بدأت عملية الحصار

وتم توريط عراق صدام حسين في حرب مدمرة أضرت بالعراق وإيران  .

ورغم الحرب المعلنة والحصار والعقوبات بدأت الجمهورية الإسلامية بتأسيس بنية إقتصادية وعسكرية كبيرة لمجابهة التحديات وعملت على برنامج نووي سلمي متطور وإستمرت بدعم كامل ومطلق لحركات المقاومة والتحرر في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن وصولاً إلى فنزويلا وأمريكا اللاتينية  .

كما حاربت الإرهاب التكفيري في المنطقة والمدعوم كما ذكرنا من أمريكا والغرب وإسرائيل وتركيا وأعراب الخليج الصهاينة .

من هنا ولكل هذه الأسباب إزدادت الحملة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرب الإعلامية التي تديرها غرف عمليات سوداء وتحرك منظمات إرهابية عبر أدوات محلية من العملاء والخونة والمغرر بهم .

وأن هناك تصدير للثورة الإسلامية وهلال شيعي إلى آخره من البروبوغندا الإعلامية .

أستاذ أمين سؤالي التالي  ..

سمعنا جميعا بحادثة موت الفتاة الإيرانية مهسا أميني ومدى اهمية تداعيات موتها وردة الفعل الجماهيرية

ماهي حقيقة ما جرى لمهسا اميني .؟

وكيف يتم استغلال الحوادث من قبل البعض لإعمال الفوضى إن كان عبر التدخل الخارجي وخاصة العدو الصهيوني وأمريكا والعملاء في الخارج الإيراني.؟؟.

أجاب الأستاذ أمين  ..

لا شك أن قصة وفاة الشابة " مهسا أميني  "  مؤثرة

والتي قضت وفق السلطات الرسمية المحلية بسبب

أزمة قلبية أثناء توقيفها من قبل الشرطة وقد أفادت

تقارير أطباء شرعيين انها كانت لديها مشاكل صحية سابقة  .

ولكن كالعادة وعبر التاريخ تستغل هذه المسائل لخدمة أجندات ومشاريع معينة كما حصل مع " قميص عثمان "

والمالكي والحريري  ومن خلال حرب إعلامية ووسائل

إعلام متطورة تكنولوجياً وممولة مالياً في الغرب ومشيخات الخليج لزعزعة إستقرار إيران وضربها من الداخل بعد أن فشلت القوى الغربية الإستعمارية من تطويع إيران وإركاعها  .

وحتى تتخلى عن دعمها اللامحدود للقضية الفلسطينية وحركات المقاومة وللشعوب التي ترفض الخضوع للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية  .

ولا شك أن الإعلام الغربي الذي يتحكم بتدفق المعلومات بارع في تصنيع وإستغلال تلك الحالات لإشعال غضب الشارع ضد الدولة والحكومة والمؤسسات بغض النظر عن المطالب الشعبية  المحقة

والسؤال البديهي  :  مامصلحة الحكومة الإيرانية وهي تتعرض وعلى مدى أربعين عاماً من الحملات والهجمات

لتشويه صورتها لدى العالم وتقدم مبرر لتأكيد احقية هذه الإتهامات بقتل الشابة كما يدعي الإعلام الغربي والخليجي وهي تستخدم كفتيل جرى إشعاله من الغرب المتصهين وأدواته في المنطقة  .

ولماذا لم يستثمر قتل خاشقجي  وفلويد بهذا الشكل الفاضح مع أن اي عملية قتل هي مدانة اخلاقياً وإنسانياً

أستاذ أمين سؤالي لحضرتك  ..

ولايبتعد ملف العراق بالنسبة لأعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيتم استغلال الأوضاع الجارية بشكل عام لتحقيق أهداف خاصة تخدم اجندات العدو الصهيوني والأمريكي

  برايكم لماذا يدعي الغرب عموما بالدور التخريبي لإيران في المنطقة وخاصة بالنسبة للدولة العراقية وماذا يحدث في الشمال العراقي المجاور على الحدود الإيرانية .؟؟ .

أجاب الأستاذ أمين   ..

بالنسبة للملف العراقي

من المعروف العلاقة التاريخية المشتركة التي تربط العراق وإيران ومنذ آلاف السنين ومنذ قيام الثورة الإسلامية وإعلان توجهاتها وسياساتها بدعم القضايا القومية والوطنية وخاصة المسألة الفلسطينية  .

بدأ الحديث عن تصدير الثورة والهلال الشيعي وأطماع

إيران في المنطقة مع الإشارة أن لكل دولة مشروعها

وهذا حقها .

ورغم أن إيران تعرضت لحرب ظالمة من قبل صدام حسين الذي ورطه الغرب ودول الخليج كما صرح بأكثر

من مناسبة .

فهي قامت وبعد الإحتلال الأمريكي للعراق وتدمير بنيته

الإقتصادية والعسكرية بتقديم كامل الدعم للشعب العراقي ووقفت بقوة إلى جانب المقاومة العراقية وكان لها الدور الكبير في القضاء على داعش التي سيطرت على الموصل والحدود العراقية السورية ووصلت إلى مشارف بغداد .

وتمكن العراق من القضاء عليها رغم إحتضان ورعاية

الإحتلال الأمريكي لهذه الجماعة الإرهابية المرعبة .

وفي الشمال العراقي وبالتحديد ما يسمى بإقليم كردستان تم إقامة وبدعم أمريكي كامل وتنسيق إسرائيلي معلن كيان مستقل إحتضن منظمات مناوئة للدولة الإيرانية  " كمجاهدي خلق " وللقيام بعمليات تخريب في الداخل الإيراني  .

وبالتالي ردت القوات المسلحة الإيرانية بقصف هذه المعاقل وتدميرها لوضع حد لعملياتها في الداخل الإيراني  .

وللأسف لا بد من التنويه إلى دور مقتدى الصدر وهو من عائلة ومرجعية دينية كان لها إحترام   في إثارة الفوضى خدمةً لمشاريع وأجندات مشبوهة وتنسيقه مع السعودية لزعزعة إستقرار العراق المحتل والمنهك والذي يعاني من أزمات سياسية وإقتصادية كبيرة .

استاذ أمين  ...

يعتبر الملف النووي الإيراني من أهم الملفات التي تؤرق واشنطن خدمة للكيان الصهيوني

هل تتوقعون بعد كل هذه المباحثات واللقاءات التي تمت في فيينا الوصول لحل لهذا الملف .؟

ام ان الأسلوب الأمريكي والغربي عموما يقوم على أساس الضغط عبر عامل الوقت وعوامل اقتصادية في ملفات أخرى لإخراج إيران من دائرة الدول القادرة على تحقيق تقدم في السلاح النووي .؟؟.

أجاب الأستاذ أمين  ..

لقد شغل الملف النووي الإيراني العالم بعد أن نكثت أمريكا وكعادتها وتخلت عن الإتفاق وتعهداتها حتى عادت ومنذ فترة لإجراء المباحثات وإحياء الإتفاق لأنها

وجدت أنه لا يمكن إستيعاب الدولة الإيرانية وإخضاعها عبر الضغوط والعقوبات والحصار والإستفزاز وبمختلف السبل والوسائل وتحت ضغط الإتحاد الأوروبي من خلال مصالحه وللوصول إلى نتائج مرضية بعد أن تأكدوا من قوة وصلابة الموقف الإيراني المستند إلى الحقوق والقوانين الدولية المعترف بها في هيئة الأمم المتحدة وهيئة الطاقة الذرية والغريب وليس مستغرب أن تكون أكثر دولتين يحاولون الضغط وعرقلة الإتفاق هما السعودية وإسرائيل  .

وهو يشكل هاجسهم اليومي وعبر وسائل الإعلام المغرضة ولم ينفع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها

وعملائها ورغم إستخدام أساليب الضغط الإقتصادية

والسياسية والإعلامية من إيقاف البرنامج النووي الإيراني  .

طبعاً لن نتحدث عن شيء معروف ويعرفه العالم المتآمر والمنحاز أن الكيان الصهيوني الغاصب هو قاعدة وترسانة سلاح نووية ولم تعترف أو تلتزم بأي قرار أو إتفاق أو معاهدة تتعلق بحظر السلاح النووي وبدعم أمريكي وغربي واضح  ..

رغم أنها الدولة الوحيدة في العالم قامت بقرارات الأمم المتحدة ولا تعترف بأي من قراراتها .

استاذ أمين سؤالي الأخير لحضرتك  ..

قراءتكم للمشهد الإيراني في بداية إندلاع الفوضى وأعمال الشغب في المدن الإيرانية بتحريض خارجي بعد وفاة مهسا أميني  .

وهل ترون أن هناك أوجه تشابه من حيث الأسلوب بالاحداث التي إندلعت في درعا السورية بحجة إقتلاع أظافر الطفل التي لم نراها لحد الآن  .؟؟.

أجاب الأستاذ أمين  ..

بالتأكيد الأحداث الحالية ليست بالشأن الذي يمكن التغاضي عن خطورته وإندلاع حالات الفوضى وأعمال الشغب هي مؤلمة بين أبناء الشعب الواحد ونحن على ثقة أن الدولة الإيرانية التي وقفت إلى جانب شعوب المنطقة والعالم والقضية القومية الإنسانية الكبرى

" فلسطين " وهي قادرة على الوقوف والتصدي لهذه المشاريع وإستيعاب المشاريع المشبوهة وإستيعاب الشارع الإيراني وتلبية بعض المطالب الإصلاحية درءاً للتدخلات الخارجية المعادية  .

والشعب الإيراني الذي عودنا على وقوفه إلى جانب قيادته ومواقفها الوطنية والإنسانية دون أن نتغافل عن خطورة الأوضاع المتفجرة في منطقة حيوية في العالم

ونأمل أن لايراق الدم الإيراني كما حصل في سوريا والعراق وكأن مخطط ولا يزال للبنان نفس السيناريو

وأن يعود الإستقرار والهدوء للمنطقة كلها بعد أن عانينا من نتائج الصقيع الأعرابي المهود الذي دمر بلادنا وثرواتنا وجعلنا نعيش في واقع إقتصادي ومعيشي مأساوي دفع بأبناء شعبنا للهجرة في قوارب الموت اليومية .

في النهاية .. أتقدم بجزيل الشكر والإمتنان لمن أتاح لي هذا اللقاء وأتمنى لكم مزيد من النجاح والتوفيق في خدمة الإعلام والحق والحقيقة  .

في نهاية هذا اللقاء والحوار المميز

من فريق عمل موقع إضاءآت في بيروت  جزيل الشكر والتقدير للأستاذ  أمين الأمير ميرزا  على المعلومات المهمة والوقت الذي منحنا إياه  وكان لنا شرف اللقاء

والشكر موصول للاستاذ شاكر زلوم

رئيس تحرير موقع إضاءآت في بيروت  .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري