قصة قرية
منوعات
قصة قرية "آمي دونج" المبنية من شواهد القبور الثقافية
10 تشرين الأول 2022 , 20:15 م

تقع قرية "آمي دونج" فى مدينة بوسان، بكوريا الجنوبية وهي تحمل علامة مميزة وغريبة، إذ أُسُست المنازل، والجدران، والسلالم، من شواهد قبور منقوشة بأحرف يابانية.

لماذا سميت آمي دونج بقرية شواهد القبور الثقافية

تعرف قرية "آمي دونج" بقرية شواهد القبور الثقافية، تم بناءها خلال أوج الحرب الكوريّة، والتي اندلعت في عام 1950 بعد غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية، وهو ما أدى لنزوح أعداد هائلة من الأشخاص في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك أكثر من 640 ألف كوري شمالي عبروا لجانب كوريا الجنوبية . 

قصة قرية آمي دونج الكورية الجنوبية

فيما توجّه العديد من اللاجئين والهاربين من الحرب إلى مدينة بوسان الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي لكوريا الجنوبية، وهي واحدة من بين مدينتين فقط لم تحتلهما كوريا الشماليّة مطلقًا خلال الحرب، وكانت الأخرى هي دايجو الواقعة على بُعد 88 كيلومترًا، وأصبحت بوسان عاصمة مؤقتة لكوريا وقتها، كما أصبحت اخر معقل للسلطة الرسمية.

سبب بناء منازل قرية آمي دونج من شهود القبور

الوافدون الجدد على الرغم من شعورهم بالأمان، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام مشكلة، العثور على مكان للعيش فيه، وكانت المساحة والموارد شحيحة، واستُنزفت بوسان إلى أقصى حدودها لاستيعاب تدفّق الأشخاص، ووجد البعض الحل في قرية "آمي دونج"، وهي محرقة ومقبرة تقع عند سفح جبال بوسان بُنيت خلال احتلال اليابان لكوريا من عام 1910 إلى عام 1945.

وفى الفترة الاستعمارية، طُوِّرت الأراضي المسطّحة الصالحة للعيش في بوسان، ومناطق وسط المدينة بجانب الموانئ البحريّة كأراضي يابانية، فيما استقرّ العمال الأكثر فقرًا في المناطق الداخلية، بالقرب من الجبال، حيث احتضنت مقبرة "آمي دونج" في إحدى الأيام رماد الموتى اليابانيين. 

شواهد القبور العلامة المميزة في كل منازل القرية، احتوت على تفاصيل المتوفين، مثل الأسماء، وتواريخ الميلاد، والوفاة، وكانت التفاصيل منقوشة بأحرف الـ"كانجي"، والـ"هيراجانا"، والـ"كاتاكانا"، وأشكال أخرى من النصوص اليابانيّة، ولكن هُجِرت منطقة المقبرة بعد انتهاء الاحتلال الياباني.

شواهد القبور

وعند تدفّق اللاجئين بعد اندلاع الحرب الكوريّة، تم تفكيك تلك المقابر، واستخدامها لبناء مجموعة مكتظّة من الأكواخ، ما أدّى في النهاية إلى إنشاء "قرية" داخل ما أصبح مدينة مترامية الأطراف، وأصبحت المنطقة مركزًا للحياة المجتمعيّة، والقدرة على البقاء، حيث حاول اللاجئون إعالة أسرهم من خلال بيع السلع، والخدمات في أسواق بوسان.

وكتب باحث كورى، يدعى كيم جونج ها من جامعة كوريا البحرية، ورقة بحثية وقال فيها: "كانت آمي دونج الحد الفاصل بين الحياة، والموت بالنسبة لليابانيين، وبين المناطق الريفيّة، والحضريّة للمهاجرين، وبين مسقط الرأس، ومكان غير مألوف للاجئين".

وفى 27 يوليو عام 1953، تم توقيع هدنة، والتي أوقفت الصراع بين الكوريتين، ولكن لم تنته الحرب رسميًا قط لعدم وجود معاهدة سلام، وبعدها غادر العديد من اللاجئين المتواجدين في بوسان للاستقرار في مكان آخر، وبقي بعضهم مع تحوّل المدينة لمركز للإنعاش الاقتصادي.

المصدر: موقع اضاءات الاخباري