استغلت الولايات المتحدة الأمريكية حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الأسلحة النووية وأوحت للعالم بأن روسيا على وشك استخدامها ، في محاوله لإقناع العالم أن روسيا دوله ضعيفه استنفدت كل خياراتها العسكرية حتى لا تسارع الدول بالتحالف معها، وحاولت تشويه روسيا أيضاً من خلال عرقلة تصدير الحبوب من أوكرانيا لإقناع الدول الحليفة لروسيا أو التي تسعى للتحالف معها بأن روسيا تسعى لإحداث مجاعه في العالم حتى ضننا جميعاً أن أوكرانيا هي المصدر الوحيد للحبوب إلى الدول الفقيرة .
روسيا لم تتوقف عن الحديث حول الأسلحة النووية وغيرت من استراتيجية الردع النووي، وبنفس الوقت لم يصرحوا بأي نوايا لاستخدامها في أوكرانيا واقتصر خطابهم بأنها أسلحة ردع في حال دخل الناتو مباشرة في الحرب
في وقت سابق تقدم الرئيس الشيشاني بطلب إلى الرئيس الروسي لإعلان التعبئة بسبب عدم تواجد قوات كافيه لتغطية مسرح العمليات العسكرية، الأمر الذي يمكن العدو من إيجاد ثغرات لإختراق الخطوط الدفاعية وتنفيذ عمليات التفاف على القوات الروسية
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعبئة الجزئية وخلال فترة التعبئة والإعداد نفذ الجيش الأوكراني بإسناد الناتو عدة اختراقات باهضة الثمن في ضواحي بعض المقاطعات التي ضمتها روسيا مؤخراً إلى أراضيها
تناولت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هذه الاختراقات بنوع من التهويل الإعلامي وأن روسيا باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، و انشغلنا والعالم من حولنا بعد الدقائق و الثواني لصمود الجيش الروسي و التجاءه إلى الأسلحة النووية ولو بنطاق محدود .
بينما انشغلت روسيا بإعداد القوات الجديده وعملت على ابطاء تحركات الجيش الأوكراني من خلال استهداف البنية التحتية و اشتغال العالم بالضجيج الإعلامي والاجتماعات التي تنظمها الولايات المتحدة الأمريكية حول المسيرات الإيرانية و شراء روسيا أسلحة من كوريا الشمالية لإثبات ضعف الجيش الروسي
لم تمنح روسيا الفرصة للولايات المتحدة الأمريكية للتفكير بأنها تمضي بالطريق الخطأ وأن الضجيج الإعلامي سينعكس سلباً عليها، فصرح مسؤولين روس عن إعداد سلاح نووي محدود ، ثم أعلن الكرملين عن توفر معلومات استخباراتية لديه بأن أوكرانيا باتت في المرحلة الأخيرة لإعداد القنبله القذرة لإستخدامها في المعركة
إنشغلت أوكرانيا وداعميها بإثبات عدم مصداقية الكرملين، واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هذا الخبر للمضي في وهمهم الإعلامي بأن روسيا فعلاً تبحث عن ذريعه لتقوم بضربة نووية استباقيه
ارسلت روسيا قوات إلى بيلاروسيا فاعتقدنا جميعاً أن روسيا تنوي الهجوم مجدداً على العاصمة الأوكرانية كييف، فسحبت أوكرانيا الكثير من قواتها باتجاه حدودها مع بيلاروسيا
كل هذه الخطوات من قبل الإدارة الروسيه عملت على إبطاء العمليات العسكرية للجيش الأوكراني ومكنت الجيش الروسي من إعداد وتجهيز القوات الجديدة
مؤخراً أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن انتهاء مرحلة التعبئة والإعداد والتجهيز وإرسال جزء من القوات الجديدة إلى الخطوط الأمامية لتغطية الثغرات
فتفاجئ العالم بتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عدم نية روسيا استخدام أي أسلحة استراتيجية وأنه لا يوجد لدى روسيا ما يضطرها لاستخدامها وأن استخدام الأسلحة النووية لا جدوى منه سياسياً أو عسكرياً، وأكد أيضاً أن أغلب الحبوب التي صدرتها أوكرانيا وصلت إلى الدول الأوروبية وأن الدول الفقيرة لم تحصل سوى على أربعه بالمائة من صادرات الحبوب الأوكرانيه وخصص ملايين الأطنان من الحبوب الروسية لمساعدة الدول الفقيره لمدة أربعة أشهر مجاناً، فأصبح سلاح الحبوب الأوكراني بيد روسيا لمضاعفة العقوبات على الدول الأوروبية التي باتت على يقين بأن شتاءها سيكون شديد البرودة وربما الجوع .
هذه التصريحات والخطوات الروسية لم تدفع الدول للتحالف مع روسيا وحسب بل أثرت على الشعوب اليساريه الطواقه إلى قيم العدل والمساواة فخسرت أمريكا أكبر حلفاءها في أمريكا الجنوبية بصعود الرئيس اليساري لولا دا سيلفا رئيساً للبرازيل ليصبح مجموع الدول اليسارية في أمريكا الجنوبية سبع دول مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية.
الخطوات الروسية انعكست سلباً على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وعلى العمليات العسكرية الأوكرانية وهو ما يعطي القوات الروسية افضليه بالحركة والهجوم وحصد الانتصارات و يعطي العالم سببا جوهرياً للتحالف مع روسيا
بالمناسبة حاولت الولايات المتحدة الأمريكية أن تثبت فشل العمليات العسكرية الروسية وعجز روسيا عن اسقاط نظام كييف واحتلالها رغم أن روسيا منذ بدء العمليات العمليات العسكرية لم تعلن نيتها إسقاط نظام كييف أو احتلالها بل أعلنت عملية عسكرية خاصة لحماية الناطقين بالروسية في إقليمي دونيتسك ودونباس وهو الهدف الذي حققته بالأسبوع الأول مضافاً إليه زاباروجيا وخيرسون وقد تنظم إليهم أوديسا في قادم الأيام.