مقالات
"طبيبة الفقراء"مهدية المرزوقي معذرة بحجم الحجاز\ جمانة الصانع
7 تشرين الثاني 2022 , 15:31 م


بالرغم من إحجامي عن الكتابة والنشاط في مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الظروف، لكن ما حدث للطبيبة التونسية (مهدية المرزوقي) والحكم الظالم عليها وسجنها في باستيلات آل سعود، أشعرني بالمسؤولية الأخلاقية تجاه مواطنة عربية مسلمة كانت ضيفة على بلادنا ونعم الضيف المعين للفقراء، ولا بد أن أقول كلمة حق في وجه هذا الظلم الفظيع والاستهانة بالإنسان على يد عصابة الرياض.

السيدة المرزوقي(51 عاما) كل من تعرف عليها، أو راجعها بهدف الطبابة يعلم اخلاصها ومهارتها، وعلاجها لمرضاها الفقراء بالمجان، حكم عليها نظام القبيلة نفسه الذي آوى طاغية تونس المقبور زين العابدين بن علي، بالسجن (15 عاما) بسبب إعادة تغريدة أو تغريدتين على وسائل التواصل مضمونهما الإعجاب بالشباب المقاوم في فلسطين ولبنان، ووجهت لها مؤخرا تهم تتعلق بـ الإساءة إلى نظام الحكم، والتعدي على نظام الدولة بعد أن قضت أكثر من عامين في السجن على ذمة هذه القضية.

وهنا أسأل القاضي المتسعود لو كان في عروقه دما عربيا! إذا قام مواطن عربي بالإعجاب بمقاومة العرب ضد عدونا الأزلي الصهيوني، فهل هذا فيه إساءة لبني سعود؟ هل أولياء نعمتك يا من تدعي أنك تقتدي بالسلف الصالح لصدر الاسلام متهودون أم متصهينون؟!

ورغم المظلمة الجلية، فالأسف كل الأسف على هذا الصمت المخزي خاصة من الحكومة التونسية، بل وانعدام أي مواقف مدنية عالمية، ولم يبق أمل الا بالغيارى والأحرار لنصرتها ومحاولة اخراجها من السجن".

السنوات العجاف التي جثم فيه آل سعود على صدورنا خلفت بدون مبالغة ملايين المظلومين والمستشهدين والمختفين، ومتابعة لمسلسلهم وجناياتهم فقد شهد العامان المنصرمان وهذا العام إصدار عشرات الأحكام، قضت بسجن أفراد سنوات طويلة لمجرّد تفاعلهم وإبداء إعجابهم بمنشورات في وسائل التواصل، واحد منهم مهدية المرزوقي.

اللّافت في موجة الأحكام منذ تسلط بن سلمان ليس فقط قسوتها، وانما غرابتها كذلك، من قبيل تهمة دعم المُقاومة ضدّ الاحتِلال الإسرائيلي في دولة رعاية الحرمين !! وكحجازية مناهضة للتطبيع، اقسم انني خجلة مما يتعرض له ضيوف بلادي من ظلم، اذ تدمر حياة كل من يدافع عن شرف الأُمّة وعزّتها ومُقدّساتها.

بن سلمان بات لا يتصرف بعقل وإنّما بحقد على كل الاصعدة كما يفعل ضد الشعب اليمني، هذه هي الحقيقة وبغطاء أمريكي واسرائيلي وغربي ممن يدعون انتصارهم للديمقراطية والحريات! فما تعرّضت له الطبيبة التونسية بات خبز ما يسمى بالقضاء السعودي اليومي، لناحية تبني سياسة تغليظ الأحكام على الناشطين والمغردين؛ ونتذكر في الآونة الأخيرة فقط (سعد إبراهيم الماضي البالغ (72 عاماً) الذي عوقب بالسجن، بسبب تغريدات تحدّث فيها عن الحرب على اليمن، واستشهاد الصحافي جمال خاشقجي، وكانت التهمة: اعتناق أيديولوجية إرهابية ومحاولة زعزعة استقرار المملكة ودعم الإرهاب وتمويله/ نورة القحطاني(45عاما) وحكمت بالسجن 13 سنة، مع المنع من السفر بتهمة التحريض على المشاركة في نشاطات تخل بالنظام العام وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة، ونشر تغريدات كاذبة ومغرضة، وحيازتها كتاباً ممنوعاً!/ طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية، سلمى الشهاب حكمت بالسجن(34 عاما)، وهو أطول حكم سجن بحق ناشط، وحظر السفر 34 عاماً أخرى!، بسبب تغريدات وإعادة تغريدات في تويتر.

وفي الوقت الذي يستنفر الاعلام المدعوم سعوديا كل طاقاته لدعم ما يقول أنه احلال الديمقراطية في ايران بضوء اخضر أمريكي، بل وجهد رسمي أمريكي على أعلى المستويات تصمت الادارة الأمريكية على حليفهم في الرياض، ولا يحركون ساكنا ضد كل هذا الاستهتار بحقوق البشر، محاكمات تفتقر إلى أدنى معايير المحاكمة العادلة، من قضاة يعينون من الملك على أساس الولاء المطلق وليس الكفاءة، فقد اشتد التضييق بشكل جنوني منذ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للرياض ولقاء بن سلمان وواضح انه يدعمه في قمع الناشطين، فهم ناشطون ضد الصهاينة يعني ضد امريكا فلا بأس بسحقهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ناشطة حجازية ضد التطبيع

jomanajalol@gmail.com 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري