في ظل حالة الانحدار التي يعيشها تنظيم الاخوان المسلمين في عدد من البلدان العربية يبرز انحداره كذلك في السودان والذي بدأ عمليا مع سقوط حكم البشير الذي شهد عهده علاقة كانت واضحة بالتيارات الإسلامية المتطرفة واستفاد كلاهما من بعضهما بعضاً، وأصبحت الخرطوم قبلة لكل التيارات المتطرفة في التسعينات، وقد جاءها كارلوس وبن لادن وغيرهما من الإرهابيين
اليوم وكما يبدو يطوي السودان الصفحة الأخيرة من تلك الحقبة بعد مروره بمراحل عدة في هذا الاتجاه حيث حذر مؤخرا قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الإسلاميين وفصائل سياسية أخرى، بشكل صارم، من أي تدخل في شؤون الجيش.
يأتي هذا التحذير الصادر عن البرهان، رئيس مجلس السيادة الحاكم، وسط محادثات مع أطراف مدنية لتشكيل حكومة غير حزبية، ووضع أساس دستوري للبلاد.
وبعد عام من قرارات قائد الجيش بتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية وإقالة الحكومة الجديدة، بدأ الجيش وشركاؤه المدنيون السابقون وقوى سياسية أخرى، محادثات بوساطة أممية للتوصل إلى إطار سياسي جديد.
ورغم هذا المسار التفاوضي، انتقدت جماعات إسلام سياسي، من أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مساعي القوات المسلحة، إلى تشكيل شراكة مع مجموعات مدنية مؤيدة للديمقراطية، وما وصفوه بـ"التدخل الدولي" من الأمم المتحدة ووسطاء غربيين.
كما نظم آلاف من أنصار هذه الجماعات، مظاهرة احتجاجية، أمس السبت، ضد المحادثات السياسية الجارية.
واليوم، حذر البرهان كلا من الأحزاب المدنية والإسلاميين الذين كانوا في السلطة سابقا، من التدخل في القوات المسلحة.
البرهان قال في كلمة بقاعدة للجيش غرب الخرطوم، إنه "لن يسمح لجهة أن تعبث" بالقوات المسلحة، و"لن يسمح لجهة بأن تفككها ولا تدخل فيها يدها".
وقال البرهان في الخطاب "ما فيه تسوية ثنائية، فيه ورقة قدمت عملنا عليها ملاحظات تحفظ للجيش استقلاليته... نحذر السياسيين من التدخل في القوات المسلحة".