صمود زيلنسكي بوجه بوتين شَجَّعَ الناتو على الإصرار على كسره، فقد ختَمَت الحربُ الروسيةُ الأوكرانيةُ شهرها التاسع، تقريباً، وسط انقسامٍ دوليٍّ عامودي غير متوازنٍ بشأنها
والعالم بِرُمَّتِهِ مصدومٌ أمام مشهدِ الدمارِ المُخيفِ، وحجمِ الخسائرِ البشريةِ وأعدادِ اللاجئين من الطرفَينِْ المُتحارِبَيْنِ داخل أوكرانيا.
أمّا الصدمة الأكبر،فهيَ في إصرار أمريكا وأوروبا على إذكاءِ نارِ الفِتنةِ، عبر دعمِ زيلينسكي بالمال والسلاح، للِاستمرارِبِهاوتدميرماتَبَقَّى من آمالٍ بالسلام بين البلدين.
برلمان الِاتِّحاد الأوروبي صَوَّت لصالح منح كييڤ مساعدة ب 18 مليار دولار، من أجل الِاستمرارِ في هذه الحربِ اللئيمةِ المُفتعَلَة،
والكونغرسُ الأميركيُّ أيضاً صَوَّت لصالح منح أوكرانيا مساعدة بقيمة 38 مليار دولار، لُيصبِحَ مجموع ما قرره الطرفان(56) ستّة مليارات دولار ٍ، لتغذيةِ الحربِ والِاستمرارِ بها، بعدما وصلتِ الأُمورُ معَ روسيا إلى حَدِّ خطرِ
المواجهة المباشرة والشاملة مع الناتو، والتي إن حصلت ستكون نوويةً بإمتياز ولن تكونَ تقليديةّ قطعاً؛ كلُّ ذلكَ تقومُ به أمريكا، لأجلِ موتِ البشر، الذي تتمناه لهم وتنشرهُ، عبرالأمراض والفايروسات، من مختبرات الهلاك في أوكرانياوغيرها من البلدان، وبدل أن تدفع أمريكا هذه الأموال لأجل إحلال السلام وإعادة الإعمار.
القيصرُ الروسيُّ بدورهِ باتَ مُصَمِّماً على الِاستمرارِ في هذه المعركة حتى النهاية، رغمَ النزفِ الكبيرِ في جسدِ الِاقتصادِ العامِ لبلاده.
وقد اهتزّت كثيراً خلال الحرب، صورة القوات المسلحة الرّوسية،الجيش الأحمر، الذي كانت أمريكا وأوروبا تحسَبُ لهُ ألفَ حساب، بعدما عجَزَ عن اِحتِلال كييڤ، وتحقيق إنجازات كبيرةٍ، في لوغانسك ودونيسك، حيث لم يتم تحرير أكثر من 50٪ من أراضي مقاطعة لوغانسك؛ وجاءَ الِانسحابُ المفاجئُ من جزءٍ مهمٍ من خيرسون، ليؤكِّدَ المُؤكَّدَ لدى الناتو، بأنَّ الجيشَ الأحمرَ شاخَ، ولم يعُدْ ذلك الجيشَ الذي من الممكن أن يُقارِعَ الناتو، صاحبَ أكبرِجيشٍ في العالم.
الصينُ حليفةُ روسيا تقفُ عملياً موقِفَ المُتفرِّجِ ،في الحربِ الدائرة، ولم تُقَدِّمْ أيَّ مساعدةٍ عمليةٍ لها،لكي تَحْسِمَ الحربَ، بِاستِثناءِ إيرانَ التي دعمتها بأنواعٍ مختلفةٍ من الطائرات المُسيَّرةِ والصواريخ ِ،والتي فُتِحَ خطُّ إنتاجِها،على أوسع الأبواب، في روسيا والجمهورية الإسلامية.
- [ ] الجيشُ الأوكرانيُّ الذي قاتل بشراسةٍ ، في وجه قوةٍ عُظمَىَ شرسة، وصَمَدَ ولايزالُ يُقاتِلُ، أثبتَ أنه أقوى جيش أوروبيّ، وهذا الأمرُ لم يَكُنْ لِيَخْطُرَ ببالِ مَنْ خططوا للحرب، ولم يسُرَّ خاطرَهم، لأنَّ العلاقةَ معهم ما بعد الحرب، خصوصاً إذا ماقررت كييڤُ التسلُّحَ، وإعادةَ تأهيلِ جيشها، ستُصبِحُ نِدِّيَّة، وهذا الأمرُ مرتبطٌ بنتائجِ نهايةِ هذه الحربِ غيرِ المحسومة حتى الآن.
- [ ]
في نهايةِ المَطافِ، ستبقى أمريكا المستفيدَ الأوّلَ مِنْ هذه الحرب، وأوروبا هي التي ستدفعُ الثمنَ باهظاً، بوقتٍ تتدفَّقُ فيهِ الأموالُ الى الخزائن الأمريكية.
الأوروبيون يُقدِّرون أنَّ أوكرانياستتَنَمَّرعلى دُوَلهم، ومصيرُها سيكونُ العزلَ، ولن تكونَ عضواً في حلف الناتو أو الإتحاد الأوروبيّ، خوفاً منها إذا ما خرجت سليمة.
والصراع، ما بعد الحرب، سينتقل إلى داخل بيت القارة العجوز، المهددةِ بالِانهيار نتيجة ما ينتظرها من صراعات.
بيروت في...
14/12/2022



