يتمنعن وهن الراغبات\ وديع ابو هاني
مقالات
يتمنعن وهن الراغبات\ وديع ابو هاني
1 شباط 2023 , 04:47 ص


كلما طفت على السطح الفلسطيني بارقة أمل سرعان ما تتبخر كل الأماني العاطفية الوطنية عند الكثير بقرب الخروج من نفق أوسلو وثقافة دايتون التي دمرت الديمقراطية الفلسطينية الداخلية وهتكت بالنسيج الاجتماعي والأهلي وخاصة في صفوف المقاومين في الميدان بفعل التعاون الأمني .

لقد إستبشر البعض خيرا" وأخيرا" بتصريحات الرئاسة الفلسطينية على لسان أبوردينة بقرار السلطة بوقف التنسيق الأمني وأنه قرار بالثلاثة لا عودة عنه .

وترافق ذلك مع الدماء الغزيرة التي سالت في شوارع جنين وفي أكثر من مكان في قدسنا وضفتنا المحتلة.

ما عزز من هذا التفائل الخجول والمقرون مع تجارب سابقة وطنية جعلت من امكانية استعادة الوحدة الوطنية أولوية في المراجعة السياسية لمسارات الانقسام والمفاوضات .

وكان لتصريحات رموز فتحاوية ومقابلات تلفزيونية ما أعطى جرعة أعلى لحالة الانتعاش الوطني بامكانية مغادرة مربع التنسيق الأمني والأقتصادي وفك الشراكة مع الاحتلال مع الاحتلال العنصري الذي كشر عن أنيابه بعد تشكيل الحكومة الصهيونية الأخيرة.

ترافقت موجه التفائل الشعبي عند وطنيي شعبنا وفقراءه بعد عمليات المقاومة الأخيرة خاصة في القدس لتضيف مع تصريحات وبيانات كتائب الأقصى ما يشبه اليقين بأننا على ابواب مرحلة طلاق بالثلاثة مع ثلاثة عقود من الرهانات الخاسرة على مسار التفاوض وامكانية لحل الدولتين.

ان التحركات الامريكية الأخيرة للمنطقة وزيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مع ما ترافق من زيارات لمسئولي المخابرات المصرية والأردنية ما يبدد كل أمل تشيعه بعض التصريحات والعنتريات الرسمية الفلسطينية

حتى ظن البعض باننا أمام مشهد فلسطيني وطني جديد يتجاوز ويقطع مع تجربة السنوات العجاف التي أسهمت بالانقسام والحصار وغييب المقاومة الشاملة وبهتت من صورة منظمة التحرير الفلسطينية.

لقد قدمت العديد من القوى تصوراتها لاستراتيجية المراجعة والوحدة وتشكيل جبهة مقاومة شاملة ووصلت الى حد المطالبة والرهان على فتح حوار استراتيجي مع الاخوة في حركة فتح لاستعادة المبادرة واعادة البناء للمنظمة والوحدة.

لقد شكلت زيارة وزير الخارجية الامريكية ومارافقها من لقاءات واجتماعات التنسيق الأمني طعنة لكل الامال وللمشاعر الوطنية التي أظهرت عنفوانا" وطنيا" بعد عملية القدس والخسائر التي تكبدها الاحتلال ومستوطنيه.

الزيارات المكوكية للأرض المحتلة ولمقر المقاطعة وبدل مقاطعتها ورفض إستقبال وزير الخارجية الأمريكية وإحتراما" لدماء ومشاعر ذوي الشهداء.أعادت أجواء الأحباط الى الحال الفلسطينية.

التحركات الأمريكية والأمنية المكوكية للمنطقة وللضفة المحتلةهدفها الوحيد إعادة السلطة الى حظيرة التنسيق الأمني والنفخ مجددا" في بوق حل الدولتين من خلال استئناف التفاوض ورفض توجه السلطة للمحاكم الدولية لمقاضات ومحاسبة الاحتلال على جرائمه الدموية التي يترجمها يوميا" وزراء حكومة نتنياهو وعلى رأسهم الفاشي بن غفير.

وبدل ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية بادانة قرارات وجرائم الاحتلال ما زالت تنظر بحول ومعايير مزدوجة لما يجري داخل الارض المحتلة .

وبدل ان يقوم العالم الحر والغربي خاصة بادانة الجلاد يعمل جاهدا" لمحاكمة وادانة الضحية .

من شأن خضوع السلطة ورئيسها لضغوط الولايات المتحدة الامريكية مقابل بعض الوعود والفتات فان ذلك لا يشكل ابتزازا" وخنوعا" فقط لشروط الاحتلال ولضغوطه ،بل من شأنه أن يقضي على أي أمل لنجاح أي فرص ومبادرات للوحدة الوطنية الفلسطينية في المدى المنظور.

ان طريق ولغة الرد على حكومة الاحتلال، هو طريق المقاومة المجرب.

طريق العلقم ورفاقه.

كذلك من خلال التحرك الوطني الموحد السياسي والدبلوماسي والحقوقي بما يؤمن الحماية لشعبنا ولاسرى واسيرات شعبنا من جرائم منظمة يسعى لها الاحتلال لارتكابها وبقوة القوانين العنصرية.و الى إركاع وكسر ارادة شعبنا.

لا يجوز بعد الأن استحمار أحد. ولا تصديق التصريحات الخائبه من قبل السلطة حول رغبتها وعزمها على مغادرة التنسيق الأمني دون أن نرى أفعال على الارض وفي الميدان.

لأن طريق الوحدة والمقاومة هو الأجدى لانتزاع حقوق شعبنا.

وهو بائن لكل ذي بصيرة وصاحب رؤية وطنية ثاقبة.

المطلوب طلاق بالثلاثة مع مسار التفاوض والتنسيق الأمني وليس التجحيش ودفع الكفارة بعد كل زيارة لأي مسئول أمريكي للمنطقة.

فقوة شعبنا ستبقى الأعلى والأكبر من بطش وجبروت الاحتلال ونتنياهو وبن غفير.

بقلم: وديع ابوهاني

المصدر: موقع إضاءات الإخباري