دلع خلف:
مقالات
دلع خلف: "من أين أبدأ ؟"
دلع خلف
12 شباط 2023 , 21:14 م


من أينَ أبدأُ ؟

و نحنُ انتَهَينا،

تارِكينَ الأملَ الأخير

تحتَ ظلِّ الياسِمين..

اليومَ تتمزَّقُ الآلامُ أمامَ أوجاعِ هذه البِلاد

و يتحرَّر الأسيرُ من سجيَّةِ الظُّلمة

حينَ يَرى القُيودَ تشدُّ مِعصَمَ بَحرٍ بأمواجه!

اليومَ يدورُ الزَّمانُ دونَ توقُّفٍ

و تَغتَرِبُ الأرواحُ

تارِكةً جثامينها تحتَ الرُّكام

تارِكةً في الأحياءِ مساحةً لتصويرِ عبثيَّةِ الوَقت

السُّوريُّ اليومَ باتَ بَطَلاً تراجيديَّاً

يجسِّدُ استِمرارَ المُستَحيل

يركَعُ و يرقُصُ و يقاوِمُ لِيعيشَ تأخُّرَ المَوتِ

يُعانِقُ الكَونَ في اليَبابِ و الزِّحامِ

و هو قَطيعُ الذِّراعَين

فيُصبِحُ الاطمئنانُ شعوراً منفِيّاً في فلسَفَتِهِ

ليجعَلُ من المَوتِ بطَلاً للحِكايةِ بأجزائها كافَّةً،

فيَموتُ حينَ يولَدُ في الحُدود

و يموتُ حينَ تَشيبُ الطُّفولة

و حينَ يعجَزُ الشَّابُّ

و حينَ يَتوهُ في الصَّفَحات..

لَكِن ربَّاهُ!!

ليسَ المَوتُ تَجرُبَةً،

و لَيسَ حِكايةً تُروى من تَحتِ الأنقاض،

لَيسَ الطِّفلُ جُندِيَّاً، و ما المَرأةُ بدِرغامِ!

لكنَّ ما يملؤنا دُموعاً أنَّ بُكاءَنا ممنوعٌ

و أنَّنا نُدفَنُ فوقَ الأرضِ بِلا أكفان..

ما قيمَةُ الإنسانِ حينَ يبحَثُ عن أرَقِهِ بينَ النَّائمين؟

ما قيمَةُ الإنسانِ حينَ يرجو الأمانَ من كُلِّ الخائفين؟

و ما لَنا من صرخاتِنا إثرَ الحُطام؟

و العالَمُ أبكَمٌ، يدثِّرُ الأغاني فوقَ مَزَقاتِ خَريطَتِنا..

كلُّ قَمحِ الخَيرِ نُثِرَ هَباءً،

و رمى بثِقلِ الزِّلزالِ فوقَ ظُهورِ العابِرين..

ويحَنا إن ناشَدنا، ويحَنا إن بُحنا!

ولا سَلامَ، في أرضِ السَّلام..

المصدر: موقع إضاءات الإخباري