الدكتور محمد سيد أحمد من جمهورية مصر العربية في قراءة
جديدة للعلاقات السورية المصرية وذلك في إتصال هاتفي
لموقع إضاءآت .. بيروت
إعداد وإشراف
الأستاذة / ربى يوسف شاهين

حسين المير

رئيس التحرير / الأستاذ شاكر زلوم .
وكان سؤالنا للدكتور محمد سيد احمد
في ظل ما يحدث وحدث من متغيرات جيو سياسية في سورية نتيجة عدة عوامل منها الحرب الإرهابية على سورية والتي تم خلالها وعبر المحتلين الأمريكي والتركي من إحتلال مواقع إستراتيجية وهامة بالنسبة للدولة السورية ، خاصة اهم مورد للدولة السورية ألا وهو النفط والغازوالقمح في الشمال الشرقي والحدود البرية لسوريا في الشمال الغربي عبر التركي وعناصره الإرهابية ، ليضيف الزلزال الذي اصاب سورية كارثة إنسانية أخرى على أرضها ومن هذا الزلزال بالتحديد ونظراً لهول ما حدث تلقت الدولة السورية اتصالاً هاتفياً من عدد كبير من القادة العرب مشكورين ومنهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد فيه تضامن مصر مع سورية وشعبها الشقيق وهنا نتقدم بالشكر للدولة المصرية الشقيقة على هذا الموقف الإنساني .
وبعد فتور في العلاقات السورية المصرية كان واضحاً طيلة عشرية الحرب على سورية بإستثناء بعض اللقاءات الأمنية .
برايكم كيف تفسرون الموقف المصري سياسياً بالنسبة للدولة السورية خلال الحرب الإرهابية وهل العلاقات الاخوية تنفصل وفق متطلبات الساحة السياسية لتكون الكوارث الطبيعية هي الجامع لها.؟؟.
أجابنا الدكتور محمد سيد احمد ..
يعد موقف مصر الأخير من سورية موقف متقدم للغاية ويشكل بداية لعودة العلاقات المصرية- السورية لسابق عهدها، فخلال سنوات الأزمة السورية ومنذ أعلن محمد مرسي قطع العلاقات مع سورية في ٢٠١٣ والإطاحة بالجماعة الإرهابية من سدة الحكم في مصر وكل المصريين والسوريين ينتظرون إعلان مصر الرسمية لعودة العلاقات كاملة كما كانت تاريخيا، وانتظر الشعبين كثيرا لكن للأسف لم يكن مستوى العلاقات بين البلدين يرضي الرأي العام، وعلى الرغم من علمنا بأن هناك قنوات اتصال لم تنقطع يوما إلا أن هذا الوضع لم يكن كافيا ، وفي أكثر من زيارة لدمشق كنا نلتقي بالسيد الرئيس بشار الأسد وكنت أكرر عليه السؤال عن هل هناك قنوات اتصال بين القاهرة ودمشق ؟ وكان السيد الرئيس يؤكد في كل مرة على نفس الإجابة بأن هناك قنوات اتصال متعددة وفي إحدى الزيارات أكد لنا أنه أثناء زيارتنا لدمشق يوجد وفد مصري أمني رفيع المستوى يزور دمشق وكان ذلك بعد رحيل الإخوان المسلمين من الحكم في مصر، وبعد ذلك تكررت الزيارات العلنية للمسؤولين الأمنيين المصريين والسوريين سواء للقاهرة أو دمشق، وبالطبع كانت دائما وفي العديد من المناسبات التي تحدث فيها الرئيس السيسي عن سورية يكون حديثه إيجابي فكان يؤكد على وحدة الأراضي السورية ووحدة الجيش العربي السوري ورفض الاحتلال الأمريكي والتركي للأرض العربية السورية وادانة الإرهاب والتأكيد على أن حل الأزمة السورية لابد أن يكون من خلال طاولة المفاوضات وأن الشعب العربي السوري هو من يختار قيادته، وبالطبع كانت هذه التصريحات غير كافية من وجهة النظر الشعبية لكن القيادة السورية كانت تعي جيدا حجم المؤامرة التي تعرضت لها كلا من مصر وسورية ويقدرون حجم الضغوط التي تتعرض لها مصر والحرب التي تخوضها ضد الإرهاب لذلك لم تكن تلوم على مصر وتقدر موقفها، وانتظر الرأي العام في كلا البلدين طويلا عودة العلاقات المصرية- السورية حتى جاء الزلزال الأخير وكان الموقف المصري المعلن بمد جسر جوي بين القاهرة ودمشق لتقديم المساعدات للمتضررين من أهالينا بالإقليم الشمالي ، ثم جاء الاتصال الذي أثلج قلوب كلا الشعبين بين الرئيس السيسي والرئيس الأسد ، وبالطبع ننتظر المزيد وننتظر لقاء الزعيمين سواء بالقاهرة أو دمشق في أقرب فرصة، وبالطبع لم يكتفي الرئيس السيسي بذلك بل قام وعلانية أمام وسائل الإعلام بالتأكيد على توصيته للشيخ محمد بن زايد حاكم الإمارات العربية المتحدة بضرورة دعم سورية وزيادة حجم المساعدات، وهو ما يعني أن مصر لم تكتفي بدعم سورية بل تسعى لفك الحصار عن سورية عبر الوساطة مع الدول العربية، وأعتقد أن ما يتم الآن سيكون توطأة لعودة العلاقات المصرية- السورية والعربية -السورية ، وهو ما يبشر بإنهاء الحصار والعقوبات والأزمة السورية برمتها.
موقع إضاءآت الإخباري