كتب الأستاذ حليم حاتون: العالم الجديد يولد اليوم في أوكرانيا. توازن رعب أم توازن قوة؟
مقالات
كتب الأستاذ حليم حاتون: العالم الجديد يولد اليوم في أوكرانيا. توازن رعب أم توازن قوة؟
حليم حاتون
23 شباط 2023 , 14:07 م

كتب الأستاذ حليم حاتون: 

أثناء حرب التحرير الفيتنامية، أيقنت الولايات المتحدة الأمريكية أن الهزيمة صارت حتمية لقواتها...

تخطى دعم الاتحاد السوفياتي وجمهورية الصين الشعبية لفيتنام الشمالية كل حدود رغم الخلافات التي كانت بدأت بالظهور بين النظامين الشيوعيين في موسكو وبكين...

خلَف جونسون كينيدي في البيت الأبيض بعد اغتيال الاخير في مؤامرة تمت لفلفة التحقيقات فيها بطريقة مريبة من قبل الشرطة الفيدرالية والمخابرات المركزية الأميركية...

لم يكن جونسون رجل سلام على الإطلاق...

وجهت اميركا تحذيرا نوويا إلى فيتنام الشمالية بقصف هانوي بقنبلة ذرية إذا لم توقف الأخيرة دعمها لثوار الفيتكونغ في الجنوب...

كانت القيادة السوفياتية الجديدة قد خلعت خروتشيف عن رأس السلطة في الحزب الشيوعي السوفياتي بسبب تراجعه في أزمة الصواريخ الكوبية...

كما كانت الصين لا تزال تعاني من آثار الحرب الكورية حيث استطاعت اميركا استعادة كوريا الجنوبية رغم وجود أكثر من مليون متطوع من الجيش الشعبي الصيني إلى جانب قوات كوريا الشمالية...

كان لكل من موسكو وبكين الحافز لإذلال اميركا...

وجه الاتحاد السوفياتي إنذارا نوويا بدوره قال فيه إن قصف هانوي عاصمة الشمال سوف يستدعي قصف سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية بنفس الأسلحة التدميرية...

ابتلع جونسون تهديده وقررت اميركا الانتقال الى الخطة ب:

التضحية بفيتنام الجنوبية والبدء بخطة محكمة للفصل بين النظامين الشيوعيين اللدودين، وهو ما عرف بعدها بديبلوماسية كرة الطاولة(البينغ بونغ)...

خرجت اميركا من فيتنام ذليلة لكن بتصميم على رد الصفعة...

لم يطل الأمر كثيراً...

دخل الجيش السوفياتي لمساندة الحزب الشيوعي الأفغاني بعد عزل ملك أفغانستان وإعلان الدولة جمهورية ديمقراطية شعبية...

تحت رايات محاربة الإلحاد المزعومة، استطاعت أميركا تجييش العالمين العربي والإسلامي (الأفغان العرب، بن لادن، الظواهري...الخ)... تم إلحاق هزيمة منكرة بالجيوش السوفياتية...

صحيح أن أفغانستان لم تكن السبب المباشر لانهيار الاتحاد السوفياتي، لكنها كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير خاصة مع صعوبة خلافة بريجنيف في موسكو الذي تحول الى مومياء تحكم وذلك بسبب توازنات دقيقة داخل القيادة السوفياتية لا تجد بين الاجنحة، رجلا قويا بما فيه الكفاية للمرحلة القادمة...

انهار الاتحاد السوفياتي وترك زعامة العالم للقطب الأميركي خاصة وأن الديبلوماسية الصينية اعتمدت سياسة النمو الاقتصادي بعد هزيمة أخرى للعسكر في النزاع مع فيتنام الموحدة حول جزر متنازع عليها...

لم يكن انتقام اميركا من موسكو بسيطا...

تحولت روسيا إلى جمهورية موز نووية...

تحت مظلة البنك الدولي وصندوق النقد والمنظمات غير الحكومية ومع وجود رئيس دمية في الكرملين ( بوريس يلتسين)، تغلغل الاميركيون في كل الوزارات والمؤسسات المنهارة بحجج الإصلاح وإعادة الإعمار...

وصل البؤس في روسيا أيام يلتسين، إلى درجة تحول الأكثرية الساحقة من الشعوب السوفياتية والروسية، كل في جمهوريته؛ تحول هؤلاء إلى الفقر المدقع وتحول البيروقراطية الحاكمة سابقا، وعلى رأسها عائلة يلتسين وعائلات المقربين منه، وعائلات رؤساء الحزب الشيوعي في الجمهوريات المستقلة حديثاً؛ تحول هؤلاء إلى أوليغارشيا تنهب كل مقدرات البلد باسم الخصخصة...

رغم التعهد الشفهي لغورباتشوف المدعم باكثر من وثيقة ظهرت مؤخرا باحترام المدى الأمني لروسيا وعدم ضم أي من دول الاتحاد السوفياتي إلى حلف الناتو وعدم تمدد هذا الحلف ابعد من نهر الأودر في ما كان يعرف بألمانيا الشرقية... استغل الغرب ضعف روسيا وقام بضم لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبولندة وتشيكيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا والمجر ورومانيا وبلغاريا وأدخل السلاح والعتاد إلى قلب روسيا عبر تحريض الأقليات القومية والدينية على التمرد كما حصل مع جمهوريات القوقاز الإسلامية في الشيشان وداغستان بالرغم من أن عدد المسلمين الروس يزيد على ١٥٪ من مجموع السكان وهم يتمتعون بحقوق داخل السلطة وداخل الاقتصاد تفوق هذه النسبة...

كان على فلاديمير بوتين الآتى من عالم ال(كي جي بي) أن يبدأ من تحت الصفر...

تم في البدء ضرب كل المحاولات الانفصالية بيد عسكرية لا ترحم، ثم الانتقال للتخلص من يلتسين وكل الحاشية المرافقة...

اضطر بوتين إلى مهادنة رجال الغرب أحياناً كثيرة قبل أن يقوم بتصفية مراكز القوى الواحدة تلو الأخرى...

ابتدع طريقة لعدم خرق الدستور الذي يمنع البقاء في الرئاسة أكثر من دورتين حيث تنحى عن الرئاسة وسمح لرفيقه ميدفيديف بتبوء المركز محتفظا لنفسه طيلة المدة بمنصب رئيس الحكومة قبل أن يعود مرة ثانية إلى الرئاسة بأكثرية عجز أي رئيس في الغرب عن الحصول عليها...

حاول بوتين تقليد الصين في عدم استفزاز اميركا والصهيونية العالمية وعمل طيلة حكمه على التخلص قدر الإمكان من النفوذ الغربي إلى أن قرر الناتو ضم جورجيا إلى الحلف...

هنا ضرب بوتين على الطاولة وقام بتشجيع الانفصاليين بإعلان قيام جمهوريات خارج السلطة المركزية في تلك الجمهورية...

أرسل الجيش الروسي لمساندة أوسيتيا الجنوبية التي تطالب بالانضمام إلى أوسيتيا الشمالية الموجودة داخل الاتحاد الروسي...

ابتلع الغرب الصفعة ولكنه عجز عن أي فعل بسبب انتشار الاضطرابات وتبادل الثورات داخل العاصمة الجورجية تبليسي...

لكن كل هذا لم يمنع الغرب من نشر منظمات غير حكومية في هذه الجمهورية وزرع مختبرات الموت البيولوجية بقرب الحدود مع روسيا...

ما حصل مع جورجيا حصل مع جمهورية مولدافيا حيث قررت الغالبية من اصل روماني الانضمام إلى الناتو وقامت بعدة إجراءات ضد الموروث الثقافي السلافي ما دفع الأقلية الروسية على التمرد وإعلان الإقليم الروسي دولة مستقلة تسعى للانضمام إلى روسيا...

سنة ٢٠١٤، قام الغرب بانقلاب في أوكرانيا أزاح فيه الرئيس المنتخب شرعياً يونوكوفيتش من قبل الشعب عبر ثورة برتقالية مزعومة وفرض حكومة موالية له...

ردت موسكو بالسيطرة على شبه جزيرة القرم التابعة تاريخياً لروسيا قبل أن يسلخها الزعيم السوفياتي الأوكراني الأصل (خروتشيف)

من روسيا، ويضمها إلى أوكرانيا...

كما أعلنت جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك في الشرق انفصالهما وتأسيس جمهوريتين شعبيتين مستقلتين...

لم تعترف روسيا فوراً بهاتين الجمهوريتين حرصاً على علاقات الإخوة مع الأغلبية السلافية في البلد وحاولت الوصول إلى حل يحفظ وحدة أوكرانيا مع احترام خصوصية الأقلية الروسية عبر حكم ذاتي للمناطق التي تسكنها اغلبيات روسية...

جرت محادثات رباعية ضمت روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا وتم التوصل إلى اتفاقية مينسك التي تضمن هذه الخصوصية... غضت روسيا الطرف عما ارتكب من أعمال حرق لبيوت وممتلكات تلك الأقلية وحتى إلى إحراق أكثر من عشرة أشخاص احياء أثناء مظاهرات ترفض ٱغلاق المدارس والجامعات التي تعلم باللغة الروسية...

منذ اقل من سنتين، قام الغرب بنفس المحاولة في كازخستان عبر إشعال ثورة ملونة حاولت احتلال البرلمان والقصر الحكومي والقصر الجمهوري...

هذه المرة كان بوتين بالمرصاد...

أرسل عدة فرق خاصة وفق اتفاقية رابطة الدول المستقلة واستطاع إعادة النظام والسيطرة للسلطة المنتخبة مباشرة من الشعب خلال أقل من ٧٢ ساعة...

لكن بوتين الصاحي جدا في كازخستان وثق بالغرب آملا بتطبيق اتفاقية مينسك، ومتكلا على الدعم العسكري الذي توفره روسيا للأقلية الروسية في شرق أوكرانيا...

تبين لاحقاً، وبناء على اعترافات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن حلف الأطلسي التحف اتفاقية مينسك لإخفاء عمليات نقل وتدريب ضخمة للقوات الأوكرانية لكي لا تسقط خلال يومين كما حصل في شبه جزيرة القرم...

يتبين أن هناك إخفاقا استخبارتيا روسيا قويا بالنسبة للوضع في أوكرانيا...

لم ترى الاستخبارات الروسية بوضوح كل ما كان يقوم به حلف الناتو...

كما وصل هذا الإخفاق إلى عدم رؤية مدى انتشار النازيين الجدد من مدرسة استيپان بانديراس الذي تعاون في الحرب العالمية الثانية مع قوات هتلر وبقي يعتصم في الغابات حتى بعد سقوط هتلر بسنوات...

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو باختصار ماذا بعد؟

إلى ماذا سوف تقود الحرب في أوكرانيا ؟

تبين أن نظرية الحرب الخاطفة ومحاولة استعادة أوكرانيا دون تدمير منهجي عنيف قد سقطت...

تبين أن المراهنة على انقلاب يقوم ضد زيلينسكي لتجنيب البلد الدمار قد سقطت هي الأخرى...

لقد تم تدريب فرق خاصة داخل الجيش الأوكراني مهمتها القيام بحرب عصابات داخل المدن والبلدات على شكل مجموعات صغيرة تستطيع إرباك جيش متفوق وإلحاق خسائر بشرية فادحة فيه تؤدي الى إثارة البلبلة في روسيا كما حصل أثناء الغزو السوفياتي لافغانستان...

في مقابل هذا التصميم الغربي على قتل اكبر عدد ممكن من الروس وإلحاق أكبر خسائر مادية ممكنة بالجيش الروسي، كانت الثقة لدى قيادة الجيش الروسي أكبر من الواقع وضد كل القوانين العسكرية التي ترسل جيشا مهاجما يقل خمسة أضعاف بالعدد والعتاد من الجيش المدافع بدل أن يكون على الأقل ضعفي هذا العدد...

لقد كلف هذا الاعتداد بالنفس والثقة المبالغ فيها والاستهانة بتصميم النازيين الجدد ومن ورائهم الغرب؛ كلف كل هذا الجيش الروسي عشرات الآلاف من القتلى كان بالإمكان الحفاظ عليهم خاصة وأن القوات المهاجمة استطاعت في الضربات الاولى افقاد الجيش الأوكراني توازنه وأدى إلى هبوط المعنويات وانتفاء الثقة...

لم يستغل الجيش الروسي هذه الإيجابية ويعمل على تدمير كل خطوط الموصلات لمنع تدفق السلاح والمرتزقة إلى أوكرانيا...

كان على الجيش الروسي القيام بقصف جوي ممنهج وعدم الدخول الى المدن إلا بعد انهاكها...

كما كان ولا يزال على الجيش الروسي أن يعتمد على القوة النووية الرادعة مقابل انغماس اكبر على الأقل لإعادة السيطرة على ليمان وخيرسون وإعادة اغلاق كل المنافذ البحرية على أوكرانيا...

لماذا لم تفعل روسيا ذلك رغم وضوح الرؤيا بأن الاميركيين يسعون لاستنزاف وإذلال روسيا...

روسيا نفسها تعرف أن أي تراجع عن أهدافها المعلنة في ضم المناطق الأربعة سوف يكون ليس نهاية لبوتين بل نهاية للاتحاد الروسي نفسه...

لكن يبدو أن في مراكز القرار الروسية، وخلف الكواليس محاولة للوصول إلى نوع من التفاهم أو التسوىة...

لقد قام بوتين في الخطاب الاخير بالانسحاب من اتفاقية ستارت الجديدة معلنا ضمنيا أن هذه الاتفاقية يجب لا تكون بين روسيا وأميركا فقط، بل بين روسيا من جهة وكل الحلف الاطلسي من جهة ثانية لأن الحرب الجارية بالفعل هي ليست بين روسيا وأوكرانيا كما توحي الدواىر الغربية، بل هي بين روسيا وكل حلف الأطلسي الذي سحب مخزوناته من المانيا الغربية ومن فلسطين المحتلة وحتى من مخزونات الجيش الأميركي في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وارسلها كلها الى أوكرانيا التي من المؤكد وجود فرق خاصة من حلف الأطلسي تشرف على سير المعارك فيها بالاستعانة بالاقمار الصناعية...

وهذا ما دفع روسيا إلى التهديد بحرب فضائية تطال هذه الأقمار...

هل هناك أفق لحلول وسط؟

يبدو أن الروس يأملون في ذلك، ولذلك لم يتم استدعاء سوى 300،000 جندي من الاحتياط رغم ان روسيا قادرة على استدعاء 25 مليون في حالة الحرب الشاملة...

لكن هذا لا يعني أن روسيا سوف تتراجع لو مهما بلغ الثمن...

وجود روسيا نفسه في الميزان...

ثم أن الروس القادرين على تدمير اوكرانيا تدميرا كاملا لا يترك لا مطارا ولا سكة حديد ولا حتى طرقات برية أو بحرية...

ولا يقوم بهذا...!!!

لا يقوم الروس بهذا لأنهم لا يزالون يعولون على تسوية ما...

هذا هو الاستنتاح الوحيد الممكن...

في المقابل، تسعى الولايات المتحدة الاميركية إلى الدفع بالامور إلى الاقصى، طالما انها تدفع فقط دولارات تستطيع طباعتها دون التأثر كثيراً لأن المفاعل التضخمية لهذه الطباعة سوف تقع على كل العالم بالتساوي مع الولايات المتحدة الاميركية، بسبب هيمنة الدولار (راجع مقالة البروفيسر محمد كاظم المهاجر)...

ثم أن الاميركيين، وبعد تفجيرهم لخط نورد ستريم ٢، صاروا يصدرون ثلاثة أضعاف كمية الغاز بأسعار تصل إلى أربعة أضعاف سعر الغاز الروسي...

إضافة إلى كارتيل الغاز والنفط الذي يربح أرباحاً خيالية، زاد انتاج الصناعات العسكرية الأميركية من أجل إعادة تجميع المخزون والتصدير إلى كل دول الناتو التي تجاهلت المطالبة الفرنسية بالاعتماد على الإنتاج الأوروبي وراحت تستورد وتعتمد أكثر واكثر على السلاح الأميركي بما في ذلك الدولة الصناعية الأوروبية الاولى، ألمانيا...

دفعت هذه الأرباح الخيالية، والتصميم الأميركي على البقاء رقم واحد على الاقتصاد العالمي في وجه الصين؛ دفعت هذه الأرباح الحكومية الأميركية إلى تقديم مساعدات وحسومات ضريبية للشركات على الأرض الأميركية، وهو ما أدى إلى إقفال الكثير من المصانع في أوروبا (حوالي ١١٪)، ولجوء معظمها إلى أميركا وليس إلى الصين رغم اسعار الطاقة والقوة العاملة الرخيصة هناك؛ وذلك خوفا من الحرب القادمة مع الصين...

صحيح أن الصين بدأت وفقاً لآخر المعلومات إلى سحب حوالي ملياري دولار يومياً من اميركا، إلا أنها لن تستطيع تصفية كل ما لديها من اصول قبل سنة ٢٠٢٧...

هذا يعني أن الولايات المتحدة الأميركية سوف تستمر في استفزاز الصين ودفعها إلى أزمة ليس من المؤكد أن تكون في تايوان؛ حيث يمكن اتهام الصين بتسليح روسيا من أجل القيام بمصادرو أو على الأقل تجميد كل ما تملكه الصين في الغرب كما فعلت حين صادرت ٣٠٠ مليار دولار من الأصول الروسية عندها...

استمرار الحرب أو سكوت المدافع يعتمد بشكل أساسي على القرار الأوروبي...

الأوروبيون هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب... وهم الصامت الأكبر أو المخبول الأكبر...

خسارة أوروبا ليست كما يتوهم الروس من أن الناس تموت في الشوارع من البرد، أو أن هناك مجاعة على الابواب؛ لكن الذي يحصل في أوروبا هو انتكاسة اقتصادية قد تدفع بهذه القارة إلى عصر ما قبل الرفاهية...

تتضاعف الأسعار الاستهلاكية بوتيرة غير طبيعية حيث زادت اسعار المنتجات الأساسية ما بين ٢٥ و٧٥٪...

يتم دعم الكهرباء والغاز وزيت التدفئة باحتياطي ضخم سوف يصل إلى حوالي ٢٠٠ مليار يورو...

لكن إلى متى يمكن استمرار الدعم؟

أنها مباراة عض الاصابع مع تفوق روسي في التحمل...

لا اماكن في المستشفيات لأن الحكومات الأوروبية توقفت عن بناء مستشفيات جديدة تتلاءم مع النمو السكاني ومع موجات الهجرة واللجوء إلى القارة العجوز...

ارتفاع كبير في أسعار الفائدة ما أثر على حركة البناء وهبوط القدرة على شراء المساكن...

الكثير من كبار التقنيين يتجهون صوب الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك يفعل جزء غير صغير من الاختصاصيين وحتى طلبة الدراسات العليا لأن الضرائب في أميركا أقل بكثير منها في أوروبا بالإضافة إلى ما يحصلون عليه هناك من امتيازات خاصة في مجال العلوم الدقيقة...

ما يلفت هو أن مدينة دبي تمتلك خدمات ذكية بنسبة أعلى بكثير من المدن إلأوروبية...

القارة العجوز تزداد عجزا في الأعمار؛ ولكن كذلك في الامكانيات...

عدد الأطباء والممرضين الأجانب في المستشفيات بدأ يتجاوز ما اعتادت عليه أوروبا في العقود السابقة...

إذا استمر الأوروبيون في ركوب رؤوسهم ضد روسيا سوف يسرًع هذا في انقراض الدور الأوروبي، وسوف نصل فعلا بعد عقد أو عقدين من الزمن إلى قطبين كبيرين في العالم: الصين في المرتبة الأولى، ومعها أميركا...

بعيدا عنهما كما تنبأ الدكتور طلال أبو غزالة، سوف تكون روسيا وبريطانيا في مرتبة أدنى... بينما تقبع الدول الأوروبية في مستويات تحاكي بعض البلدان المتقدمة من العالم الثالث كالهند التي سوف تنافس اليابان قريبا على موقع تحت الشمس...

المستقبل المنظور غير واضح...

الذي يريد الاطمئنان على هذا المستقبل،عليه متابعة الأوضاع يوم بيوم...

النائمون سوف يصحون يوما ويجدون أنفسهم في اسفل سلم الدول...

الذين يتابعون، قد يلحقون التطورات ويحافظون على رؤوسهم في العالم الجديد الذي يتكون اليوم... في أوكرانيا...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري