قدرنا أن نكون أكبر من فيتنام
مقالات
قدرنا أن نكون أكبر من فيتنام
حليم خاتون
18 تشرين الأول 2024 , 16:22 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

أميركا تقدم رسميا للكيان اكثر من أربعة مليارات دولار سنويا...
لكن الإعلامي احمد منصور من قناة الجزيرة أجرى دراسة توصلت إلى أن مجموع ما قدمته أميركا لهذا الكيان خلال ٧٦ عاما يصل إلى قرابة ثلاثة تريليونات دولار...

اي ان كل صهيوني ولد سنة ٤٨ في فلسطين المحتلة تلقى دعما من أميركا يفوق المليون دولار...

يكفي القول أن أميركا قدمت إلى الكيان اكثر من خمسة آلاف قذيفة ثقيلة منذ بدء عملية طوفان الأقصى تستطيع اختراق عشرات الأمتار من الباطون المسلح والوصول إلى أعماق تزيد على ٣٠، ٤٠ مترا وأكثر تحت الأرض...

وانها استعملت عشرة قذائف من هذه القذائف لاغتيال السيد نصرالله...

كل حروب الكيان على الأمة العربية ممولة بالكامل من أميركا بالتعاون مع عرب أميركا...

خلال حرب غزة فقط قدمت أميركا ما يزيد على ٥٠ الف طن من السلاح والذخائر إضافة إلى حوالي ٢٥ مليار دولار لتمويل هذه الحرب...

البحرية الألمانية التابعة لليونيفيل أسقطت اول أمس مسيرة فوق البحر كانت تتجه من لبنان إلى فلسطين المحتلة...

وزيرة خارجية ألمانيا، النازية الخضراء بيربوك، تبرر قصف المدارس والمستشفيات والملاجئ تحت ذريعة اختباء مسلحين فيها...

البحرية الألمانية التابعة لليونيفيل غطت دخول باخرة النيترات إلى مرفأ بيروت رغم أنها تراقب دخول اي شيء له علاقة بالمتفجرات إلى لبنان...

البحرية الألمانية نظرت في الاتجاه الآخر يوم دخول سفينة لطف الله ٢
المحملة بكل انواع السلاح والذخيرة لما سمي يومها ب"الثورة!! السورية!!"، وما سبق لطف الله ٢، وما لحق بعدها...

سيارة رفيق الحريري المرسيدس المصفحة المجهزة بكل انواع الذكاء الصناعي لتعطيل اي هجوم، كانت من إنتاج ألماني، هي والتجهيزات...

المشرف على التحقيقات بخصوص اغتيال رفيق الحريري لم يكن سوى الألماني ديتليف ميليس الذي حرص على استباحة كل داتا اللبنانيين التي وصلت بقدرة قادر إلى الكيان الصهيوني، حتى بات يعرف كل شيء عنا إلى درجة إرساله مشورات طبية لأمراض عندنا عبر الإنترنت...

شركة سيمينز الألمانية قامت ببناء ثلاثة معامل إنتاج كهرباء في الخمسينيات مقدمة لبناء اقتصاد صناعي رخيص الكلفة، قامت ألمانيا بتمويله بما يقارب ثلاثة آلاف مارك ألماني تساوي قيمتها اليوم اكثر من ثلاثين مليار دولار....

قدمت ألمانيا حوالي ٥٠ طائرة مقاتلة وعشرة قطارات وحوالي ٥٠٠ دبابة وخمس سفن حربية عشية حرب حزيران ٦٧ لتأمين تفوق يتيح للكيان هزيمة عبد الناصر والمشروع القومي الوحدوي العربي...

قدمت ألمانيا قرضا مدعوما بسعر الكلفة تقوم هي بسد اقساطه لشراء احدث خمس غواصات دولفين ألمانية قادرة على حمل صواريخ ثقيلة قادرة هي بدورها على حمل رؤوس نووية...

تشكل هذه الغواصات رأس الهجوم المرتقب من الكيان على إيران...

وفقا للبروفيسور فينكلشتاين، زادت الأموال المعطاة للكيان تحت بند التعويض عن الهولوكست المئة مليار دولار أميركي...

فرنسا والنرويج قدمتا كل التسهيلات التي جعلت من الكيان دولة تملك اليوم ما يقارب المئتي رأس نووي...

بريطانيا قادت تأسيس الكيان عبر وعد بلفور بعد أن صار تأسيس هذا الكيان مرتبطا بسيطرة الرأسمالية المالية التي تقود العالم الغربي اليوم وتدافع عن النظام العالمي القائم الذي تقف أميركا على رأسه...

إذا كانت حرب الفيتنام حرب حركة تحرر وطنية انتهت اليوم إلى علاقات ارتباط بين المحتل سابقا وهذه الدولة، فإن قدرنا أن لا نستطيع التكيف مع هذا النظام العالمي...

حتى لو أردنا أن نكون ضمن هذه المنظومة العالمية لن يتم السماح لنا بأكثر من وضعية العبيد لأن هذا النظام محكوم من الطبقة المالية العالمية التي يشكل فيها رأس المال اليهودي الصهيوني أغلبية راجحة بدءا من روتشيلد ومرورا بغولدمان ساكس وصولا إلى أصغر صاحب مشروع مالي إنتفاعي طفيلي يقوم على نهب قوة العمل وسرقة إنتاج كل جهد جسدي او فكري عبر السيطرة المطلقة مع ترك بعض الفتات لمن يحمل شعار "بدنا نعيش"...

أمس سقط قائد مناضل آخر على درب النضال...

خلال معركة جانبية سقط يحي السنوار وهو يقاتل...

تماما كما سقط قبله تشي غيفارا...

ابو ابراهيم كان يقاتل من اجل حرية شعبه، تماما كما فعل الفيتكونغ...

لكن ابو ابراهيم لم يكن يعرف ان حربه الصغيرة أكبر بكثير من حرب الفيتكونغ ومما كان هو يعتقد...

محمود عباس الذي كان في صباه يؤمن بالكفاح المسلح سبيلا وحيدا لتحرير فلسطين كبر في السن حتى وصل إلى العجز، وقلة الحيلة...
محمود عباس فهم أن حرية فلسطين لا تمشي في عالم روتشيلد وغولدمان ساكس فقرر قتل الحلم والسير على سكة أولاد الكلب من ملوك وامراء ورؤساء كل همهم خدمة الحاخام المالي الأكبر...

أول امس خرج الشيخ نعيم قاسم يحمل نفس فكر يحي السنوار في إمكانية اكل العنب دون قتل الناطور...
الناطور هنا ليس الكيان فحسب؛ 
الناطور هو كامل النظام العالمي الذي تقوده الرأسمالية المالية...

لم يتأخر النائب حسن فضل الله عن الظهور والتعقيب في نفس المنوال...

في الظاهر، لا يبدو أن حركة حماس وحزب الله وحتى إيران قد فهموا أن لا مكان لهم في هذا النظام العالمي...
إيران التي أطلقت ١٨١ صاروخا كان بإمكانها تدمير كل سلاح الجو عند الكيان والتخفيف عن كاهل اللبنانيين والفلسطينيين كل هذا الموت والدمار...
لكن لا بد من حفظ شعرة معاوية النجسة مع الاستكبار العالمي...

لا ينكر احد ان اللبنانيين والفلسطينيين يقاتلون قتالا باسلا يفوق كل تصور ميداني...
لكن أفق الصراع ابعد بكثير مما يرونه...

أفق الصراع ابعد من فلسطين...
ابعد من حرية تقرير مصير...

أفق الصراع صار شئنا أم أبينا، مرتبطا بهذا النظام العالمي القائم...

الطبقة الرأسمالية المالية العالمية لم تعد تقاتل فقط من اجل الدفاع عن وجود إسرائيل...

هي تدافع عن وجودها هي...
الخطر داهم...
الخطر يأتي من عالم شنغهاي...

حتى شنغهاي نفسها لا تعلم انها تجازف كثيرا حين لا تقوم بدعم الفلسطينيين واللبنانيين كما يجب...

نحن بتنا نشكل خط الدفاع الأول عن مشروع هدم النظام العالمي؛ ليس لأننا نريد، بل لأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح أمامنا...
انها فعلا معركة وجود بيننا وبين عالم الغرب المتوحش القاتل...

الحمار كميل شمعون جونيور يكرر ما فعله جده الحمار الكبير في الخمسينيات من القرن الماضي...

هو أيضا لا يعرف انه لا يقف في صفوف الأسياد، بل يقف مع خدم النظام دون حتى أن يدري...

مي شدياق، وميشال معوض كما كميل شمعون، لن يكونوا جميعا مع أمثالهم اكثر من عاهرات الجنرال بيتان في باريس الاحتلال...

بعد تحرير باريس، أعدمت المقاومة الفرنسية العملاء من الرجال، وجزت شعر العاهرات وعرضتهم في الشوارع كي يبصق الناس عليهم...

بعد ٢٠٠٦، اهدى السيد الشهيد النصر إلى فؤاد السنيورة وعاهرات بيروت وعوكر...

هذه المرة الحرب ضروس...

سوف تتجاوز الحرب سذاجة من يعتقد أن الطرف الآخر سوف يقبل بأقل من سحق الحرية...

لن نهدي النصر لعاهرات وقوادي هذا الزمن...

كل يوم يمضي سوف يحمل جزءا ولو قليلا من السذاجة والبساطة التي ترى الخير فيمن لا خير فيهم...

النظام العالمي يرى إنه يقاتل معركة وجود...
شئنا أم أبينا سوف نصل نحن إلى نفس أزمة الصراع من اجل البقاء...

حتى لو حصل هدنة والأرجح أن لا تحصل...
حتى لو حصل وقف لاطلاق النار وهو شبه مستحيل...

الحرب العالمية الثالثة بدأت ولا يمكن أن تنتهي إلا،
إما يالشهادة، 
او بالنصر...
الميدان في لبنان وغزة تجاوز العقد...
لم يعد يعنينا كلاب داعش والنصرة والخليج والحالة الإسلامية العفنة التي رقصت على ألحان قتلنا...
التاريخ صفحة سوف نكتبها من كل شبر من جنوب لبنان والبقاع والضاحية...
نحن لا نهزم...
كما قال سيد شهداء الأقصى:
نحن ننتصر حين ننتصر،
وننتصر حين نستشهد...
                        
المصدر: موقع إضاءات الإخباري