المبادرة الوطنية الأردنية
جورج حدادين
للصراع قوانينه العلمية الصارمة، ولا يمكن التحايل عليها، وأذا ما حصل ، التحايل، سيقود حتماً متبني التحايل الى الهاوية.
أحد أهم هذه القوانين، قانون التناقض التناحري، الذي ينص على أن احد طرفي الصراع يجب أن يقضي على الطرف الأخر، أي أن بقاء واستمرار طرف يرتبط عضوياً بالقضاء على الطرف الأخر.
الصراع بين المركز الرأسمالي العالمي وبين إيران المستقلة عن الهيمنة، يرتكز الى عدة قواعد تاريخية:
• عندما حرر مصدق باشا رئيس الوزراء المنتخب " ديمقراطياً" النفط الإيراني من الهيمنة الغربية، بداية العقد السادس من القرن المنصرم، تم الإطاحة به، استنادا الى قانون التناقض التناحري.
• عندما انتصرت الثورة الاسلامية، نهاية العقد الثامن من القرن المنصرم، تم فرض الحصار، وفي الوقت ذاته تم إنفاذ سياسة الاحتواء المزدوج، بإدخال العراق وإيران في حرب استمرت حوالي ثمانية أعوام، لم تكن هذه الحرب في صالح الشعبين الجارين والتاريخ المشترك، في عمق التاريخ.
• عندما تبنت إيران القضية الفلسطينية، ودعمت بناء محور المقاومة العربية، أصبحت في حالة التناقض التناحري مع الكيان الصهيوني، والتناقض الثانوي مع النظام الرسمي العربي.
قابلت القيادة السياسية الإيرانية، سياسة التناقض التناحري هذه، بما يسمى " الصبر الاستراتيجي " متوهمة إمكانية تلافي حالة الصراع مع المعسكر الغربي،
بينما مارس الغرب سياسة الخداع الاستراتيجي ونجح.
استنادا الى ألة الاعلام الإيرانية، واتبعاه من الصحفين العرب، تم بث وهم بين صفوف المؤيدين لإيران، بأن الكيان غير قادر على شن حرب ضد إيران، بينما شن الحرب على الاطراف، في لبنان وغزة وسوريا، ألم تدرك القيادة السياسية الإيرانية أن تلك الحروب مقدمة لضرب المركز، إيران، لماذا بقيت متمسكة بسياسة الصبر الإستراتيجي؟.
طخه الطور، في التراث الأردني، عندما يبول الضبع على إنسان يفقد هذا عقله ويتبع الضبع ينادية يابا يابا ويتبعة الى حجرته، وعندما يصتدم رأسه بالطور ويسيل دمه، فيصحى على حاله ويهرب،
هل تشكل هذه الضربة، الغربية – الصهيونية، لإيران، طخة الطور، وهل تستفيق القيادة السياسية الإيرانية، وتتخلى عن سياسة الصبر الإستراتيجي،
لسنا خبراء عسكرين ولكن التجربة تنطق، الرد يجب أن يكون فوري وحازم، والرد يجب أن يكون في سياق الحرب طويلة الأمد، التي تفرض ضربة إيرانية ساحقة للكيان، تفقد الكيان سيطرته ومعنوياته، تماماً كما حصل في معركة طوفان الاقصى، بهدف تحقيق هزيمة غير مرتدة، وعلى كافة أطراف محور المقاومة النهوض من الصدمة وتفعيل قدراتها العظيمة الكامنة في حرب النحرير الشعبية،
استهداف القيادات العسكرية وعلماء الذرة، يبدو أنها مقدمة لإستهداف القيادات السياسية وعلى رأسها زعم الثورة السيد الخامنئي، تماما كما حصل مع حزب الله.
وفي حال تحقق هذا السيناريو فمعه ستتحقق فرصة تاريخية لإعادة بناء حركة تحرر وطني عربية.
فشل الصبر الإستراتيجي ونجح الخداع الإستراتيجي،
وثبت قانون التناقض التناحري
" كلكم للوطن والوطن لكم "



