آن أوان فتح الملفات
مقالات
آن أوان فتح الملفات
حليم خاتون
16 آب 2025 , 15:04 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

تأخر كلام الشيخ نعيم قاسم في مسألة مسؤولية السلطة القائمة في لبنان عن كل ذلك الإنبطاح أمام الاميركي وأمام الإسرائيلي عدة أشهر...

تأخر زمن المحاسبة الثورية تجاه رموز نظام الوصاية الأميركية على البلد عقدين من الزمن على أقل تقدير...

نواف سلام مثله مثل فؤاد السنيورة،

ليس أكثر من عميل حقير صغير...

الخطيئة الفظيعة التي ارتكبها حزب الله في وقف النار من جهة واحدة في ٢٧ نوفمبر تشرين الثاني ٢٠٢٤ أظهرت بوضوح لا يحتمل أي شك أن طريقة نصف حرب، تقوم على إسناد جزئي لثوار غزة لم تنفع، ولن تنفع...

ربط مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم بوجوب تحرك كل الأمة العربية، وكل الأمة الإسلامية، وتحديدا كل الانتهازيين السُنّة الذين تقف عصبيتهم المذهبية عند ممسحة الأرجل الأميركية هو أمر غير مقبول على الإطلاق...

إذا تخاذل العالم كله عن نصرة الحق؛

على مقاومة حزب الله عدم التأخر لحظة في نصرة المظلوم مهما كان مذهبه او دينه او لون بشرته او جنسه...

تذكروا دوما صوت السيد نصرالله يلعلع قائلا:

لو امتنع العالم كله عن نصرة فلسطين، نحن شيعة علي ابن أبي طالب لن نتخلى عن هذا الأمر...

الخطيئة الفظيعة الثانية التي ارتكبها حزب الله في تاريخه كانت في التعامل الرخو مع عملاء الداخل، سواء مع التحرير سنة ٢٠٠٠، أو في التعامل مع مجرمي الحرب الذين خدموا في صفوف العدو ضد الوطن داخل الشريط المحتل؛ كذلك الأمر في ما حصل بعد حرب تموز وإهداء النصر الذي تحقق إلى كل اللبنانيين، بما في ذلك عملاء عوكر والخونة ومصاصي الدماء الذين كانوا يرجون أميركا وإسرائيل إكمال حربهما على لبنان وعلى بيئة المقاومة تحديدا...

كذلك ما حصل عقب توجيه ضربة السابع من أيار إلى كل عملاء الداخل ومشغليهم من كل مخابرات كلاب العرب وكلاب الاميركيين الذين تواجدوا في لبنان محاولين إذكاء نار فتنة سنية شيعية...

لم ير التاريخ مقاومة شديدة البأس على الأعداء تتعامل بهذا اللين مع اعدائها في الداخل الذين كانوا يضمرون لها كل شرور الدنيا؛ كما لم ير التاريخ مقاومة تهزم مشروع الثورة المضادة ثم تذهب إلى مؤتمر الدوحة لتعطي كل كلاب النظام كامل السلطة على طبق من فضة...

على العكس تماما، أدت هذه السياسات القصيرة النظر الى وقائع كارثية على الأرض جعلت "اللي يسوى، واللي ما يسواس" يتطاول على المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله...

استطاعت الولايات المتحدة الأميركية خداع إيران وحزب الله طيلة فترة حرب الإسناد التي استمرت أكثر من سنة ونصف السنة، ريثما تمكنت من اختراق كافة الجبهات، ووجهت ضربات مفاجئة قاصمة في لبنان وسوريا تحديدا...

بينما كانت إيران نائمة في الفراش الذي أُعد لها من قبل أميركا، تم توجية ضربات قوية إلى حزب الله شارك فيها الناتو وحتى جهات عربية يُرجح إنها كانت سعودية وإماراتية...

وبتدبير من مستشار نتنياهو رون ديرمر، تمت رشوة الروس والأتراك في سبيل إسقاط سوريا، بعد أن دخلت الدوحة في عملية شراء كبار الضباط السوريين لكي يتم حل الجيش السوري لاحقا وفقا لخطة اميركية جرى تطبيقها بعد سقوط صدام حسين في العراق، وأُعيد تنفيذ نفس السيناريو في سوريا التي سُلمت لمجموعات الإسلام السياسي الأميركي الذي يعمل تحت إدارة أكثر من جهاز مخابرات غربي وتركي وعربي، ويقوم بتنفيذ مخططات إسقاط الدول من داخلها...

ما جرى منذ ٢٧ نوفمبر في لبنان لم يكن أكثر من سيناريو مشابه يهدف إلى إسقاط الدولة في لبنان عبر الدفع بالبلد إلى صراع بين المقاومة وحلفائها من جهة وبين جيش غبي، تدفعه إدارة سياسية عميلة، على رأسها حكومة عميلة، يرأسها قاض عميل تم استجلابه من المحكمة الدولية التي كانت اميركا نفسها هي من زرعه هناك لتكون المحكمة تحت سلطتها...

ظل الايرانيون يتراجعون أمام الضربات الأميركية حتى صار ظهرهم إلى الحائط...

اتبع حزب الله نفس الاستراتيجية الإيرانية التي أدت في النهاية إلى تفوق ظاهر لمحور الشر الأميركي الاسرائيلي الذي حيّد تركيا وروسيا قبل أن ينقض على سوريا بالكامل ويحاصر العراق ويخرجه من دائرة التأثير والصراع...

أخيرا، فهم حزب الله أن الصراع مع إسرائيل الذي بدأ في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ على أيدي ثلة من المؤمنين الشرفاء لا يمكن أن ينتهي كما جرت العادة في أكثر من حرب في ٩٣، ٩٦، ٢٠٠٠، ٢٠٠٦، ٢٠٠٨، ٢٠١٤ و٢٠٢٢...

الحرب التي تقودها أميركا اليوم في المنطقة بشكل مباشر ضد كل قوى المقاومة، وتستعمل فيها كل أدواتها المحلية بدءا من السعودية والإمارات، ومرورا بالجولاني وجماعات السلفية التكفيرية الكافرة وإخوان الشياطين من صنائع المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات البريطانية وصولا إلى الحرب الشاملة التي تفرض على تركيا وأذربيجان الخروج من تحت القناع وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام السياسي الأميركي؛ هذه الحرب خرجت عن السيطرة، ولم يعد باستطاعة أي كان التحكم بمسارها...

أي نهاية لهذه الحرب تفرض انتصارا لطرف، وهزيمة للطرف الآخر...

كما أن نتنياهو يريد تحقيق إسرائيل الكبرى بعد أن سيطر على رجالات الحكم العرب عبر فضائح رجل الدعارة إبستين، كذلك تقف حركات التحرر العربية وعلى رأسها حماس والجهاد وحزب الله أمام مفترق طرق:

نكون او لا نكون...

لهذا،

لم يعد مقبولا مهادنة كل أبناء العهر والزنى من حكام العرب...

إنها حرب وجودية بامتياز وعلينا بدء التنظيف من الداخل للتخلص من الدود الذي ينخر جسد الأمة...

لذلك ترفض إسرائيل إنهاء هذه الحرب تجنبا لهزيمة أكيدة سوف تتكرس ببقاء حماس على رأس السلطة في قطاع غزة...

في الوقت الذي استطاعت الاستمرار في الحرب على لبنان مع فرض أميركا لقيام سلطة عميلة تمثلت في نواف سلام والى حد ما جوزيف عون وإضعاف حزب الله الى حد بعيد بعد دفعه الى تقديم التنازلات الواحدة تلو الأخرى...

هذه المرة لن يكون هناك مواقف رمادية:

"يا اسود، يا ابيض؟"

كلام الشيخ نعيم يبدو وكأن حزب الله استفاق أخيرا من تأثير المخدر الغربي العربي حول تجنب الحرب الكبرى، وفهم اخيرا أن المطلوب تصفيته قبل الانقضاض على لبنان لاحقا، وربما حتى تسليم لبنان بالكامل لهيمنة إسرائيل خاصة مع وجود أغلبية وزارية من كلاب أميركا وإسرائيل والسعودية...

خرج أكثر من عميل حقير يتهم الشيخ نعيم بتفجير البلد والدفع صوب حرب أهلية لا تبقي ولا تذر...

خرج نواف سلام العميل حفيد العميل بائع أراضي سهل حولة الفلسطينية بثوب أسد يزأر في وجه المقاومة يظن إنه يخيفنا نحن أحفاد الكرار...

يا نواف، يا سلام،

يا دودة اميركية تريد الدخول إلى أجسادنا...

شكرا على كل حقارتك...

منذ زمن بعيد ونحن نريد فضح عمالتك وعمالة أسيادك في السعودية والإمارات...

لقد وفرت علينا حين أظهرت مدى حقارتك وعمالتك وتذللك للصهاينة انت وامثالك...

اسمع يا ابن ابيه:

اليد التي سوف تمتد إلى سلاح المقاومة سوف نقطعها ونقطع رأس من يعتقد إنه كلب كبير...

انت واسيادك الأميركيون...

نبشرك انك لن تعيش لترى بؤس أعمالك!


المصدر: موقع إضاءات الإخباري