في البدء دعونا نعود لاتفاق الذل والعار اوسلو والنتائج المدمرة لهذا الاتفاق على القضية الفلسطينية , ثلاثون عاما من اوسلو غاب بها الخبر الفلسطيني عن شاشات العالم , واصبحت فلسطين نسيا منسيا , ثلاثون عاما تضاعف خلالها الاستيطان مئات المرات ولم تعد بقعة من الوطن الفلسطيني غير مستوطنة , ثلاثون عاما كانت كافية لقتل التضامن الشعبي العربي واغتراب هذه الشعوب وطنيا عن القضية الفلسطينية , ثلاثون عاما وشعبنا يقتل كل يوم دون ثمن , ... ثم جاء السابع من اكتوبر فكان بمثابة الزلزال الذي قلب وقائعهم واعاد تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح , جن جنون العدو وسقطت اسطورة الجيش الذي لا يقهر , وثبت للجميع ان زوال الكيان ليس بالحلم وانما هو امر واقعي قابل للتحقيق اذا ما اعدت العدة , وهنا استنفر الغرب الامبريالي بزعامة الادارة الامريكية واستنفرت الرجعية العربية لدرجة الاعلان العلني عن تحالفها ووقوفها الى جانب الكيان الصهيوني , الكل يريد كسر المقاومة وكسر ارادة القتال لدى من تبقى من شرفاء هذا الوطن , صحح ان الدمار لا يوصف , وان الثمن كبير فمنذ اليوم الاول اعتبرها العدو الصهيوني كما الامبريالية الغربية كما الرجعية العربية , اعتبرها حرب وجود وقد اعلنها النتن ياهو بصريح العبارة , وهي كذلك في الاصل حرب وجود وستبقى كذلك حتى زوال الكيان وان كان البعض الغبي المستسلم والحالم بكرسي وسجادة حمراء يحاول نفي ذلك , بعد السابع من اكتوبر وبفضل دماء الشهداء سقطت السردية الصهيونية وعادت القضية الفلسطينية لا لتصبح الخبر الاول على شاشات العالم فقط , بل ولتصبح الفعل الاول في مختلف ساحات العالم , صحوة عالمية منقطعة النظير , حتى في قلب الامبريالية واقصد هنا الساحة الامريكية تشير الاستطلاعات ان اكثر من 70 بالمئة من المجتمع الامريكي وبمختلف شرائحه اصبحت رافضة لسياسات الحكومة الامريكية الداعمة للكيان , بالطبع تفاعلات هذه التغيرات قد لا نراها الان لكننا سنرى اثارها في المدى المنظور القريب , منذ بداية المعركة قلنا هي ليست بمعركة التحرير , لكنها معركة على طريق التحرير , وهي كذلك ستؤسس لمعركة التحرير وزول الكيان , ووفق هذه المعايير يتم حساب النصر او الهزيمة