هل انتصرت المقاومة في السابع من اكتوبر ؟, وما هو مقياس النصر او الهزيمة؟
مقالات
هل انتصرت المقاومة في السابع من اكتوبر ؟, وما هو مقياس النصر او الهزيمة؟
عصام سكيرجي
17 آب 2025 , 19:29 م

في البدء دعونا نعود لاتفاق الذل والعار اوسلو والنتائج المدمرة لهذا الاتفاق على القضية الفلسطينية , ثلاثون عاما من اوسلو غاب بها الخبر الفلسطيني عن شاشات العالم , واصبحت فلسطين نسيا منسيا , ثلاثون عاما تضاعف خلالها الاستيطان مئات المرات ولم تعد بقعة من الوطن الفلسطيني غير مستوطنة , ثلاثون عاما كانت كافية لقتل التضامن الشعبي العربي واغتراب هذه الشعوب وطنيا عن القضية الفلسطينية , ثلاثون عاما وشعبنا يقتل كل يوم دون ثمن , ... ثم جاء السابع من اكتوبر فكان بمثابة الزلزال الذي قلب وقائعهم واعاد تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح , جن جنون العدو وسقطت اسطورة الجيش الذي لا يقهر , وثبت للجميع ان زوال الكيان ليس بالحلم وانما هو امر واقعي قابل للتحقيق اذا ما اعدت العدة , وهنا استنفر الغرب الامبريالي بزعامة الادارة الامريكية واستنفرت الرجعية العربية لدرجة الاعلان العلني عن تحالفها ووقوفها الى جانب الكيان الصهيوني , الكل يريد كسر المقاومة وكسر ارادة القتال لدى من تبقى من شرفاء هذا الوطن , صحح ان الدمار لا يوصف , وان الثمن كبير فمنذ اليوم الاول اعتبرها العدو الصهيوني كما الامبريالية الغربية كما الرجعية العربية , اعتبرها حرب وجود وقد اعلنها النتن ياهو بصريح العبارة , وهي كذلك في الاصل حرب وجود وستبقى كذلك حتى زوال الكيان وان كان البعض الغبي المستسلم والحالم بكرسي وسجادة حمراء يحاول نفي ذلك , بعد السابع من اكتوبر وبفضل دماء الشهداء سقطت السردية الصهيونية وعادت القضية الفلسطينية لا لتصبح الخبر الاول على شاشات العالم فقط , بل ولتصبح الفعل الاول في مختلف ساحات العالم , صحوة عالمية منقطعة النظير , حتى في قلب الامبريالية واقصد هنا الساحة الامريكية تشير الاستطلاعات ان اكثر من 70 بالمئة من المجتمع الامريكي وبمختلف شرائحه اصبحت رافضة لسياسات الحكومة الامريكية الداعمة للكيان , بالطبع تفاعلات هذه التغيرات قد لا نراها الان لكننا سنرى اثارها في المدى المنظور القريب , منذ بداية المعركة قلنا هي ليست بمعركة التحرير , لكنها معركة على طريق التحرير , وهي كذلك ستؤسس لمعركة التحرير وزول الكيان , ووفق هذه المعايير يتم حساب النصر او الهزيمة

المصدر: موقع إضاءات الإخباري