كتب د. اسماعيل النجار:
مَن لهُ مصلحه في تأجيج الوضع المحموم أصلاً في اليَمَن، إلّا أمريكا وإسرائيل اللتين تضغطان على المملكة، من أجل عرقلة المفاوضات مع حكومة صنعاء، ومن أجل أن يكون ممثل الجنوب اليمني في القمة العربية، المُعتَرَف بهِ هو المليحي،رجل الموساد الأول في بلاد الضاد، الذي هاجم إيرانَ بشكلٍ صلِفٍ ووقِح، عن منصةٍ رسميةٍ عربية، ومَن الذي سَمَحَ له بذلك؟
ومَن أعطاه الضوءَ الأخضرَ لو لَم يَكُن الأمريكيُّ هوَ مَن يقف خلف ما قالهُ بحقِّ إيران، وخصوصاً بعد المصالحة الجارية بين الرياض وطهران؟
أمر ما كانَ يجب أن يحصل في قمة تترأّسها المملكة!
إنما الذي حصل كانَ بهدف دق إسفين جديد بين البلدين، لتحقيق مآرِب واشنطن وتل أبيب.
الإنصياع السعودي بتنفيذ الشروط الأمريكيةفي القمة ومنها تمثيل المليحي لليمن، هو عدم اعتراف بأنّ حكومةَ صنعاء تمثل الشرعية اليمنية، وعليه تكون الرياض قد زرعت لَغَماً أمريكياً، في طريق المفاوضات مع حركة أنصار الله يصعُب تفكيكهُ بسهولة.
وأمرٌ آخرُ مُستَغرَبٌ، هوَ قبول استضافة زيلينسكي في القمة، كضيف شرف، بناءً على طلبٍ أمريكيٍّ صهيونيٍّ وأوروپيّ، والذي عَبَّرَ عن تحدٍّواضحٍ لِروسيا العُظمى!وأيضاً في الوقت الذي فتحت فيه الرياض نافذةً على موسكو! وكل هذا في وقتٍ تحرَصُ فيه السعوديةُ على إنجاح قمتها، ولَمِّ الشَّملِ العربيّ وتوحيد الكلمة.
القِمَّةُ فاشلةٌ،بكل تفاصيلها وتبايناتها، جَرَّاء خضوعها للإملاءات الأمريكية؛ وبالتعبير عن الرغبة بعملِ شيءٍ وفعل نقيضِه، قِمَّةٌ عربيةٌ لَم تَتَجرَّأ أنْ تُواجِهَ اِنحِرافَ سُلوكِيّاتِ بعضِ الدُّوَيْلات العربيةِ، كقطر والإماراتِ اللتين تسيرانِ في طريقٍ خطير يؤدي إلى تدميرِبعضِ الدُّوَل العربية، وليسَ آخرَها السودان، لذلك نحنُ نسأَل: كيف سيكونُ رَدُّ صنعاءَ على الرياض، في حال ِ لَحَسَتْ حِبْرَ تواقيعِها معها؟
وهل تتحمل المملكة حرباً جديدةً، لسنوات أخرىَ بعد؟!!
نحنُ كشعوب عربية ممزقه ولسنا كشعبٍ عربيٍّ واحد، يتأكّدُ لنا، كُلَّ يومٍ بعدَ يوم، أنَّ" ذَيْلَ الكلبِ أعوجُ، وسيبقى كذلك،حتى لوبقيَ في القالَبِ أربعينَ عاما.
بيروت في...
23/5/2023