د. محمد صادق الحسيني.
في مثل هذا اليوم من العام 2010، ارتحل المرجع السيد محمد حسين فضل الله، عن عمر ناهز الـ 74 عاماً، بعد أن سبق ونُقل عدة مرات إلى المستشفى في الأشهر التي سبقت وفاته، وكان يعاني من نزيف داخلي. وقد حال الضعف الذي أصابه، دون إلقاءه خطب الجمعة في الأسابيع التي سبقت وفاته...
ومن المعروف ان فضل الله من مواليد النجف الاشرف في العراق ، وان كان مسقط راسه هو بلدة عيناثا ، من جبل عامل في جنوب لبنان .
السيد فضل الله كان يطلق عليه الزعيم الروحي لحزب الله . لمواكبته المستدامة للمقاومة الاسلامية في لبنان وحزبها الطليعي حزب الله
وكان ابرز من رعى العمل المقاوم والعمليات الاستشهادية لابطال المقاومة الاسلامية.
وهو الزعيم الروحي للحالة الاسلامية في الوطن العربي الذي وقف بشكل ثابت ومداوم دفاعاً عن الثورة الاسلامية في ايران ، باعتبارها قبلة المقاومين ، والراعية الام للمقاومة الاسلامية التي جددت روح الفداء والبطولة في العالم العربي ، بعد الحصار الخانق الذي تعرضت له الثورة الفلسطينية ، وهي التي رفعت راية الكفاح والمقاومة التي حاول البعض من حكام او زعماء ،القاءها على قارعة الطريق .
وقد يكون من اهم ما يكتب للسيد فضل الله ، ويميزه عن غيره ، هو شجاعته في الاجتهاد والخروج على المألوف والتقليدي من المواقف ، دون ان يخرج على السقف العام للحالة الاسلامية.
انه مرجع استثنائي في زمن استثنائي لحالة استثنائية في الامة ، استطاع ان يقدم لها موقفاً استثنائياً جمع بين الثابت والمتغير في الاسلام السياسي الى حد كبير.
استطاع ان يشكل علامة فارقة في تاريخ المرجعية الشيعية ، وان يجمع بين موقفه الثابت والقوي في الدفاع عن ولاية الفقيه الخمينية ، وايضاً في عملية التجديد والاصلاح والتغيير في الفكر السياسي الاسلامي لاسيما في الفكر السياسي الشيعي.
رحم الله حبيبنا العلامة الكبير ، وحشره مع الاولياء والصالحين