يقع معبد "آلهة الحظ" تيكا في منطقة جنوب سوريا المعروفة باسم حوران، ويعد أحد الأوابد الأثرية البارزة في المنطقة، إلى جانب مواقع تاريخية أخرى كالمسرح الروماني والمسجد العمري في مدينة درعا وكنيسة القديس جورجيوس في مدينة إزرع وجسر تسيل وغيرها.
تاريخ بناء معبد "آلهة الحظ"
يعود تاريخ بناء هذا المعبد إلى القرن الثاني الميلادي، أثناء فترة ازدهار الدولة التدمرية، ويعتبر مثالاً بارزاً على براعة سكان المنطقة القدامى في نحت وتصميم الحجر البازلتي.
مما يتكون معبد "آلهة الحظ" ؟
يطوّق المعبد سور حجري لحمايته من الدخلاء، ويتكون من "غرفة العبادة السرية" التي تحوي محراباً مقبباً بقبة نصف دائرية وأعمدة متناظرة تحمل تيجان، بالإضافة إلى رفوف حجرية للتماثيل والمزهريات والأسرجة المضيئة. وتتميز الأرضية بالحجر البازلتي، الذي يعتبر منتجاً للبراكين التي كانت تهيمن على منطقة حوران قديماً. يشكل المعبد عاملاً جذباً ثقافياً وسياحياً، حيث يزوره العديد من الطلاب والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
أهمية موقع معبد "آلهة الحظ"
ويعتبر الطريق التجاري القديم، المعروف باسم طريق القوافل، هو ما أهل الصنمين للعب دور كبير في النشاط التجاري، وساعد على التزايد السكاني في المنطقة، وجعلهم مرحبين بالزائرين وأرباب القوافل. وتتميز المنطقة بدماثة أخلاق سكانها القدامى وكرم الضيافة، الذي جعلهم مرغوبين في التعامل معهم.
مما بني معبد "آلهة الحظ" ؟
يحيط بالمعبد حمامات أثرية من الجهة الجنوبية الشرقية، وتعود إلى الحضارة الرومانية، مما يؤكد على الأثر الذي تركته هذه الحضارة في المنطقة. وتعتبر البازلت صخور نارية بركانية صلبة سوداء ذات نسيج دقيق نظراً لتصلب بلوراتها قرب سطح الأرض، وهو نتاج البراكين التي كانت تهيمن على منطقة حوران قديماً.
التدمريون و معبد "آلهة الحظ"
ويشير الباحثون إلى ضرورة عدم نسب المعبد إلى الرومان، حيث بني في فترة ازدهار الدولة التدمرية. وتعبد التدمريون في المعبد بآلهة الحظ، ويشتهر هذا العبادة بين السكان المحليين والزوار بسبب الأحداث الثقافية والدينية التي تجري فيه، مثل الاحتفالات الدينية والمهرجانات الثقافية والمعارض الفنية.
زخرفة معبد "آلهة الحظ"
ويمتلك المعبد أيضاً مدخل رئيسي بابه مزين بنقوش على الجدران الحجرية، ويعد هذا المدخل الجنوبي المؤدي إلى الغرفة الرئيسية واحداً من أهم معالم المعبد. وتتميز هذه النقوش بالتفاصيل الدقيقة والأشكال الجميلة، مثل الزخارف النباتية والهندسية والتماثيل الصغيرة.
أهمية حوران التراثية
وتعتبر منطقة حوران موطناً للكثير من المواقع الأثرية البارزة في العالم، وتجذب العديد من الزوار سنوياً. فهي تضم العديد من المدن الأثرية والمواقع الأثرية الهامة التي تروي تاريخاً طويلاً للحضارات القديمة في المنطقة، مثل الحضارة الرومانية والتدمرية والنبطية. وتعد منطقة حوران مكاناً رائعاً للدراسة والتعلم عن تاريخ الإنسانية والحضارات القديمة.