تشكل الأمومة تحدًا كبيرًا للمرأة، حيث تتعرض لضغوط ومسؤوليات كبيرة في تربية ورعاية الأطفال الصغار. وتشير العديد من الدراسات السابقة إلى أن الأمهات الجدد يعانين من مشكلة النسيان والتفكير الضبابي، ويُشار إلى هذه الظاهرة باسم "دماغ الطفل".
ويعتقد البعض أن هذه المشكلة تتعلق بتغيرات الهرمونات والإجهاد الناتج عن المسؤوليات الشاقة المتعلقة بالأمومة، وهو ما يؤثر على القدرة العقلية للأم.
أسطورة " دماغ الطفل "
ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أن هذه النظرية قد تكون أسطورة، حيث وجدت الدراسة أن النساء اللواتي لديهن أطفال صغار لديهن ذاكرة جيدة مثل غير الأمهات ونفس الحدة الذهنية.
دراسة ذاكرة الأمهات
وقد قارنت الدراسة بين مجموعة من الأمهات لأول مرة مع أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 13 شهراً، ومجموعة من النساء غير الأمهات من نفس العمر وذات مستوى تعليمي مماثل.
وأجرت المجموعتان سلسلة من الاختبارات المعرفية، ووجدت الدراسة عدم وجود فرق كبير في الذاكرة أو الوظيفة الإدراكية أو سرعة المعالجة العقلية بين الأمهات وغير الأمهات.
وعلى الرغم من عدم وجود فرق كبير في الذاكرة بين الأمهات وغير الأمهات، إلا أن الأمهات اعتقدن أن لديهن ذكريات أسوأ، وذلك عندما سئلن مجموعة من الأسئلة حول أدائهن المعرفي. ويقترح الباحثون أن يكون هذا بسبب المهام اليومية الكثيرة المرتبطة برعاية الطفل، مما يجعلهن أكثر عرضة لنسيان الأشياء. ويقترح الباحثون أيضًا أن تصور الأمهات لدماغ الطفل قد يكون مرتبطًا بصحتهن - مستوى نومهن وقلقهن والاكتئاب.
الحفاظ على الصحة العقلية والجسدية للامهات
ومن المهم أن نذكر أن الأمهات اللواتي يربين الأطفال الصغار قد يواجهن بعض التحديات الإضافية بسبب المهام اليومية الكثيرة المرتبطة برعاية الطفل، مما يزيد من فرص نسيان الأشياء والتفكير الضبابي. وبالتالي، يجب توفير الدعم والمساعدة للأمهات الجدد للتعامل مع هذه الأعباء الإضافية والحفاظ على صحتهن العقلية والجسدية. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير العون المنزلي، مثل الاستعانة بمساعدة من العائلة والأصدقاء، وتقديم النصائح والدعم من قبل الخبراء في الرعاية الصحية، وتوفير وقت للراحة ولممارسة النشاطات التي تعزز الصحة العقلية، مثل اليوغا أو التأمل.
التفكير الضبابي
ومن المهم أيضًا التذكير بأن النسيان والتفكير الضبابي يمكن أن يحدث لأي شخص في أي مرحلة من الحياة، ولا يشير بالضرورة إلى وجود مشكلة في الصحة العقلية. وفي حالة وجود مشاكل صحية أخرى، يجب على الأمهات الاتصال بمقدم الرعاية الصحية للحصول على المساعدة المناسبة.
تأثير صحة الأمهات على أطفالهم
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتأثر الأطفال بصحة الأمهات العقلية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الأم تعاني من الاكتئاب أو القلق، فقد يؤثر ذلك على الأطفال وسلوكهم وتطورهم النفسي. ولذلك، يجب على الأمهات الجدد الحرص على البحث عن المساعدة اللازمة للتعامل مع أي اضطرابات صحية عقلية قد يواجهنها، والحرص على العناية بصحتهن العقلية والجسدية بشكل عام، حتى يتمكنن من توفير بيئة صحية وآمنة لأطفالهن.



