بحث فريق من العلماء حديثًا عن الحياة في أعماق المحيطات، ووجدوا أن هناك خطًا مخفيًا في أعماق المحيط يقسم الحيوانات إلى معسكرين.
الحياة في أعماق المحيطات
وبصفة عامة، فإن أعماق المحيطات تُعد مكانًا صعبًا للغاية للحياة، بسبب الظروف القاسية مثل الضغط الشديد والظلام الدائم ونقص الغذاء. ومع ذلك، فإن هذه الظروف تدعم تنوعًا بيولوجيًا كبيرًا في هذه المناطق العميقة، حيث تتواجد العديد من الكائنات الحية المدهشة.
خط مخفي في أعماق المحيطات
ويشير البحث الجديد إلى أن هناك خطًا مخفيًا في أعماق المحيط يقسم الحيوانات إلى معسكرين، وذلك بناءً على نوع الكائنات الحية التي تعيش في الأعماق الضحلة والأعماق الأكثر عمقًا.
سبب التنوع الحيوي في أعماق المحيطات
وتوجد فوق هذا الخط الرخويات ذات القشرة الصلبة بشكل عام، بينما تمتلك معظم المخلوقات الكامنة في الظلام الأجسام الناعمة والهادئة. ويعتقد العلماء أن السبب وراء هذا الاختلاف يتعلق بتوافر المعادن التي تتكون منها الأصداف، إذ تُعتبر الأصداف الصلبة موردًا غذائيًا هامًا للحيوانات التي تمتلك قشرة صلبة.
كيف تمت دراسة أعماق المحيطات ؟
وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة بعد جمع بيانات كبيرة من صور الأعماق البحرية باستخدام روبوتات أعماق البحار. وقد فحصوا بشكل خاص منطقة Clarion-Clipperton، وهي منطقة في قاع المحيط الهادئ بين المكسيك وكيريباتي، على أعماق تتراوح بين 3500 و6000 متر.
وأثناء هذا البحث، لاحظ الفريق اختلافًا ملحوظًا في أنواع الحيوانات الموجودة في الأعماق الضحلة مقارنة بتلك الموجودة في أعمق أجزاء المنطقة. ووجدوا أن الرخويات لم تظهر على عمق أقل من 4400 متر، بينما كانت جميع أنواع الحياة السحيقة تعيش في منطقة انتقالية بين المنطقتين. وذلك يدل على وجود توازن دقيق يلعب دورًا هامًا في التنوع البيولوجي لأعماق المحيطات.
أهمية هذا البحث
ويشير هذا البحث إلى أهمية حماية البيئة البحرية العميقة وتحدياتها، وكيف يتأثر التنوع البيولوجي في هذه المناطق بتوازنات رقيقة بين العوامل البيئية المختلفة. ويعكس أيضًا الأهمية الحيوية لتكنولوجيا روبوتات الأعماق، التي تمكن العلماء من الوصول إلى مناطق البحر العميقة وجمع البيانات والمعلومات الضرورية لفهم هذه البيئة الغامضة.
وإضافة إلى ذلك، فإن هذا البحث يبرز أيضًا أهمية الحفاظ على بيئة المحيطات العميقة والمحافظة على التوازنات الحساسة فيها. فالتأثيرات البشرية مثل الصيد الجائر وإلقاء النفايات في البحر وتغير المناخ يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في هذه البيئة وتهديد التنوع الحيوي فيها.
وبشكل عام، فإن دراسة التنوع الحيوي في أعماق المحيطات وفهم كيفية تأثير العوامل المختلفة عليها هي جزء أساسي من الحفاظ على البيئة البحرية وضمان استدامتها للأجيال القادمة. ويشير هذا البحث الحديث إلى أهمية مواصلة البحث والعمل على حماية بيئة المحيطات العميقة والمحافظة على تنوعها الحيوي الهام.
