مصداقية مفهوم عالم احادي القطبية.
مقالات
مصداقية مفهوم عالم احادي القطبية.
د. عامر الربيعي
6 آب 2023 , 06:29 ص


- هي رؤية مثلت حركة النظام الرأسمالي في العالم ، لكن هل تناقضه بين التنظير الفكري وقوانينه المختارة ادى به لنتائج بتمريغ انفه في وحل وحدة الجنس ؟ فلم يعد المذكر يعرف انه مذكر ، ولا المؤنث تعرف انها مؤنث؟

- انفصال الرأسمالية عن الواقع الانساني ، وتشبثها بقوانين الشذوذ ، فاين تريد امريكا الذهاب ؟

- هل سترتطم بحائط التحرر؟

نحن امام مشهد عالمي يتبلور فيه الفكر التحرري باساليب عدة ، متخذا انماطا مختلفة في التعبير عن نفسه ، فمنه ما يطلق عليه التحرر الجيوسياسي ومنه التحرر الجيواقتصادي ومنه التحرر من الاستعمار ومقاومة قبضته وتفكيكها ، وبكل هذه الاساليب والانماط نراها تجري ضمن اطارين اصبحا على درجة من التصادم الفعال ، الاطار الاول ، النظام العالمي وهو ما اشرنا اليه باحادي القطبية ، الذي دخل كل ساحات العالم ، ولكي ليبقى محتفضا بإحاديته في العالم عمل على تفكيك كل قوة محتملة في اي من الساحات التي يعتبرها منافسة له على المدى البعيد .

الاطار الاخر يتم التأسيس له وهو نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ، الدول المكونة لهذا النظام الجديد فاعلة وبقوة في الجانب الجيوسياسي والجيواقتصادي، فعاليتها هذه متأتية من قوة جذب لكل تكتل اقتصادي وتوسيع قدرتها في استبدال النظام المالي القائم ، بنظام اخر ، يجعل من قدرة الاقطاب المتعددة على الحد من سطوة النظام الاحادي الذي يرمي بثقله على العالم من خلال نظام العولمة وقدرة راس المال المالي على دك اسوار الدول وانظمتها المختلفة.

اذن نحن امام مخاض يمر به النظام العالمي الاحادي بزعامة الولايات المتحدة بمؤسساته المالية الدولية العاملة فوق اراضيه ( الاحادية ، العولمة) مفهومان اختبأ خلف منظروا ومفكرو العالم الغربي اللذين اغرقوا ساحات العالم بالدم والسلاح والفساد ، معتبرينها مجالا حيويا له .

وكما هو معروف ، في حركة ( الاحادية ،العولمة) كانت هناك ساحات تساهم في تصاعد قوتهما في العالم وترك الكيان الصهيوني بامان ، ليدخل منبع القومية العربية ، العراق كساحة قلقة تتزامن حركة ساحته مع الواقع الجيوسياسي والواقع الجيواقتصادي،لصالح نظام العولمة وحركته المالية الذي يرفع قطب امريكا كقوة احادية رادعة للمقابل ، استمر ذلك منذ صعود حزب البعث الى يومنا هذا ،فاثقلت ساحة العراق بجيوش من مختلف دول العالم، وقوات متعددة الجنسيات وابرزهم الناتو .

احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة ، واستقدام القوات المتعددة الجنسيات التي تعتبر قوات خليط ، كجزء من تفاهم اسس له النظام العالمي القائم على حركة رأس المال المالي ، جيش مجند يحمي حركة رأس المال هذا ، فمنه السويدي ومنه الهولندي ومنه الفرنسي ومنه الاوكراني والامريكي … ليفوزوا واقعا لا يخلوا من التناقض العقائدي والسياسي في الساحة المستباحة ، وخاصة بين قمة قيادة الدولة التي لا ترضى عنها الا بتبني رؤاها وان كانت ضد الشعب نفسه.

تلك الدول الحامية لحركة رأس المال ومن خلفه ، هي دول تناوبت فيما بينها تباعا وظيفة الاعتداء على المقدسات الاسلامية ، فمنهم من اعتدى على رمزية الرسل ع ص ، ومنهم من اعتدى على القران الكريم تقدست كلماته . مستثمرين ادواتهم من حرية التعبير … غافلين حرية تعبير عقائدية ل 2مليار مسلم حول العالم .

ليتضح من ذلك ان هناك عمل دؤوب ودائم ، يتخطى هيكلية الدول ، ليبرز عن حرب الفكر العقائدي ، فكما تم تغذية النظام العالمي السابق بأساليب العنف والاستعباد والاستغلال ، يتم اليوم الاعتماد على عقيدة فكرية الحادية اباحية ، تطلق سراح النفس من نطاق القيم الاخلاقية ، واول من تعاديه هذه العقيدة هو منبع القيم و الاخلاق (الاسلام) ، واعلنت حرب غير اخلاقية ، بعد ان عجزت في حرب الفكر ضد حديث الرسول ص ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ).

اشكالية :

- بغض النظر عن طرفي العقيدة ، هل وصل الصراع الى الاعتراف بعالمية الاخلاق ،تفعيل حرب المفاهيم في حركة الانسان والتوجه نحو الجانب المعنوي منه بشكل عام بغض النظر عن الانحطاط والتفسخ الاخلاقي او عن التعالي والتخلق باخلاق الله؟

- الا يعتبر ذلك اعترافا ضمنيا بسقوط المادية ؟

- لماذا تقرع السويد البليدة المرفهة حرب الفكر على العراق الثائر ، وفي محرم الحرام؟

- هل تستخدم الرفاهية في كم الافواه ؟

- فماذا تريد ان تقتل السويد من حرقها للقران الكريم ، والعلم العراقي باعتبار العراق منبع التشيع ، فاذا كانت السويد يزيد بن معاوية ، فهل نستطيع ان نعتبر العراق حسينا ؟

اختارت السويد العراق كواجهة للانتقام،لتمس الثقلان معا ، وتقوم بمحافل امبريالية ، لتنال من كتاب الله ، وساحة العراق على احتكاك دائم مع امريكا ، وخاصة حرب الدولار الامريكية وحركته في الساحة العراقية.

المقومات التي يقف العراق عليها هي مقومات توحيدية حضارية عميقة الجذور ، منها عامل التوحيد الاسلامي من خلال اقامة اول دولة اسلامية حكمت اكبر حضارة اسلامية امتدت بين القارات الثلاث ، ورمزية مراقد آل البيت ع ومدارسهم الفكرية التي انتجت الثورة الاسلامية في ايران ، ومنبع يحتضن الثورة الحسينية ذات القيم والاخلاق والمبادئ السامية التي تحاكي الفطرة الانسانية وتشده اليها ، كما يعتبر عامل توحيد وفق مفاهيم القومية العربية .

تجذر قيم الاسلام في ارضه من خلال ائمة اهل البيت ع ، هي قيم تخاطب كل البشرية ، عوامل توحيد دلت البشرية على عوامل التقويم الانساني .

اذن ، "بالمحصلة " نحن امام عراق في ظل ضغط امريكا لا يرى النور ، رغم شمسه الساطعة ، ضغط امريكي على البشر والشجر والحجر ، محروم من الماء والهواء والكهرباء ، ضغوط على حكومة السيد السوداني اذا حاول الامتعاض ، من قباحة وتعسف السفيرة الامريكية وادارتها تجاه قضايا العراق الملحة والمختلفة وخاصة التنموية . لنكون امام

تنوع في مصادر الضغط على العراق ، من قبل امريكا ومنظومتها المتعددة الجنسيات ،آخذا ابعادا متعددة ،ومنها ما جاء من دول وظيفية تعتبر في الماضي القريب ذات نظام سياسي ديمقراطي ونظام اجتماعي يرفع منه

Rania

Rania Hashem Sultan

يرفع منهج دولة الرفاه ، ليتم اختصار وظيفتها القادمة وفق قوة اندماجها في النظام المالي العالمي ، وهي علاقة طردية بين التضحية بالسمعة مقابل الرفاه ، لكن بالمقابل مدى قدرة السويد على التخلص من سطوته عليها ، فهل تنقلب السويد الى دولة مارقة ، تظهر ساحتها للعالم كمصدر للتناقض الفكري ، وخلق الصدام العقائدي ، وتحديدا صدام ذو كراهية موجه للعراق .

ساحة السويد ساحة صقيع ، وذات جالية اسلامية وعراقية كبيرة ، وساحة العراق ساحة تتعاظم فيها انساق الثورة ، ساحة تتحرك مع المتغيرات الدولية ، يضاف الى ان العراق احد ساحات محور المقاومة الذي يضم ايران وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين

ظهور السويد كدولة مارقة ، تحاول من خلال ضرب ساحة العراق من الجانب العقائدي، هي محاولات عجز من قبل اعداء العراق اللذين توكأوا على دولة اعتبرها شخصيا ساحة لا تقاس في الجيوبوليتيك الدولي مع العراق ، ومن انها ساحة استنزاف لاي حرب اوربية اوربية مقبلة ، وفي كلا الساحتين حركة السويد تتناغم مع حركة امريكا وحركة رأس المال المالي الناتج عن راس المال الصناعي ، وخاصة المعامل الصناعية السويدية للسيارات -الغير مرغوبة في العراق - تحاول فيه امريكا ان تحقق مجموعة اهداف في آن واحد فهي ممتعضة من التحاق العراق بعناصر التوحيد التي يقف عليها واندماجه اسلاميا وعربيا ، وتكسر وحدة ساحات المقاومة من خلال ارباك هذه الساحة بحرب الدولار ، وخلخلة احكام قبضة هذه الساحات من خلال شخوص ينتمون للموساد اخرق يدعى انه عراقي يمارس عمل عدائي تجاه عقائد المسلمين ، هي محاولة لعزل العراق عن باقي الساحات الاسلامية لاعبين على الوتر المذهبي ، ومن ان الشخص عراقي ، والعراق مر بمرحلة داعش التي كشفت من جهة اخرى عن ضعف العامل العروبي والقومي وطغيان العامل الطائفي ، واستبدال المنهج المتنافر لخلق الشق الاسلامي المسيحي ، وهي لا تعدو عن عملية لارباك العراق بكل مقدساته ، ولفت الانتباه نحو قضايا تمثل في حقيقتها تخبط الحلف الصهيوامبريالي، الذي اخذ يستنزف ساحات كالسويد كانت في يوم ما تعتبر من الساحات المستقرة ويتفاخر بها ولم تعد كذلك.

اشكالية :

- هل الاشكالات والتصادم الحضاري يعتبر طوق نجاة ؟ اذا كان الجواب بنعم ، فلمن يرمى ولاجل من؟

واذا كان لا يعتبر كذلك ، فمن هي الجهة المسؤولة عن بث روح الكراهية والتصادم المتكررة والتجاوز على القران الكريم ؟

- هل توجد في السويد ارادات عدة تتدخل في كيفية توجيه مسار هذه الدولة ؟

- انضمام السويد الى حلف الناتو ، هل نستطيع ان نطوي فيها دولة الرفاه الاجتماعي ؟ ولاجل من ؟

تكشف عمليات التناقض في الساحة السويدية بين رفض حكومي ، واصرار على اعادة حادثة حرق القرآن الشريف ، عن صراع سيادي في السويد ، وحكومة غير قادرة على تحديد هوية الدولة وما هي اهدافها، وطبيعة وتوجهات واولويات حكومتها ، تعددت الادلة التي وضحت مكامن الخلل في العقائد الفكرية التي نظرت لمفهوم الدولة في الفكر الغربي ، لنكتشف مع خطوات السويد وتوظيف النظام الاجتماعي بمؤسساته في دائرة الصدام العقائدي ، سواء في دكتاتورية خطف الاطفال المسلمين او في دكتاتورية التعدي على حرية العقيدة مما يشير الى بوادر اهتزازات اجتماعية ، وهي مبدئيا تشير الى الاخلال بقواعد مفهوم الدولة سواء الدولة الديمقراطية ، ام دولة الرفاه الاجتماعي ، ولم يعد هناك عقد اجتماعي انما دكتاتورية احادية تزدري جزءا من شعبها ، وهذا ما يعتبر احد مخلفات نظام القطبية الاحادية الذي يفكك الدول لاجله.

رئيس مركز الدراسات البحوث الاستراتيجية العربية الأوربية في باريس

الدكتور عامر الربيعي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري