ترامب النسخة الثانية ، اليد الضاربة و الطيعة للدولة العميقة...
مقالات
ترامب النسخة الثانية ، اليد الضاربة و الطيعة للدولة العميقة...
علي وطفي
23 حزيران 2025 , 10:27 ص


عندما يتجاوز مندوب هذه الدولة كل الحواجز القانونية و الدستورية لبلد طالما تغنى بالمؤسساتية التي تنظم تصرفات و تحدد صلاحيات كل القيادات من الرئيس الى اصغر صاحب منصب ، و يقرر الاعتداء بقصف مفاعلات نووية و ليس قن دجاج في دولة ذات سيادة ، دون وازع او خوف من نتائج فعلته هذه ، إنها سياسة البلطجة و طبع و طبيعة الكوبوي في افلام الويسترن التي عرفناها.

من جهة اخرى صدعوا رؤوسنا بنظرية تعدد القطبية،

ما قام به ترامب هو العودة بالعالم إلى اليوم الثاني من سقوط جدار برلين و تلاشي الاتحاد السوفيتي و انفلات الكوبوي من عقاله بنشوة النصر على الخطر الاحمر .

وبالتالي التعددية القطبية نظرية لم تجد فيثاغورثها بعد على ارض الواقع السياسي الدولي و هي انشودة على الورق و على الالسنة لاغير .

بينما اصبح العالم كمسلسل " صح النوم " بمقولة غوار الطوشة /حارة كل من إبدو إلو/ التي يجسدها " ترامب ابو عنتر " و نتنياهو " غوار الطوشة"اليوم في افعاله و تصرفاته التي ازدادت توحشاً عن ترامب الاول.

الدليل تجسد اليوم و تجسد سابقا في اجتماعات الامم المتحدة و مهزلة اجتماعات مجلس الامن الذي هو مطبخ اتخاذ القرارات و الموافقة على اي عمل ضد اي نظام سياسي أصبح ديوانية تعطي كل دولة وجهة نظرها او (تفش خلقها) تعبيرا عن عجزها امام هذا التفلت الامريكي و ضربه عرض الحائط بكل شيء امام رغبته و مصالحه على حساب ارواح و موارد الغير ، و اجتماعات استعراضيه للتفاخر في في نتائج و دقة العدوان على الضعيف الغير خاضع لأجندة الغرب .

الناجي الوحيد هو من أدار ظهره لكل ميثاق هكذا امم متحدة و أقصد كوريا الشمالية عملا بمبدأ إن لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب اي انه اليوم ذئب منفرد نووي و هذا المبدأ يبدو سيكون هدف الكثير من الدول بعد ما فعله ترامب و من ورائه ، حين قرر بكل بساطة قصف مراكز نووية في إيران اليوم ، مع كل الخطر الذي كان يمكن ان يلحق بالمنطقة من كوارث و بالتالي كل دولة بعد اليوم سوف تحاول امتلاك القوة النووية صنعا او شراءا و إلا ستكون سمك في أفواه حيتان جائعة .

السؤال الذي يطرح نفسه هل كانت جولة ترامب في الخليج و خرجيته الالاف ملياردية مقرونة بوعد قصف مفاعلات إيران والقضاء على برنامجها السلمي ، علما ان سبق ذلك شيء من شهر عسل بين الرياض وإيران و من ثم رفض ترامب طلب السعودية بانشاء المشروع السلمي النووي السعودي بمساعدة واشنطن مع التشكيك بتصريحات النظام القطري ضد العدوان الاسرائيلي على طهران ، المريب ان صوته كان الاقوى ، ربما هو مجرد تغطية على عمق انخراطه بالدعم اللوجيستي للكيان في القصف الجوي على إيران و لا اظن ان طهران غافلة عن ذلك، اما الإمارات فحدث و لا حرج.

اما إعادة اعمار البنية التحتية في اسرائيل سيكون على عاتق الترويكا الخليجية بدون ادنى شك لن يخذل ترامب أخويه بيبي و ربما نتنياهو استلم سلفا فاتورة عدوانه على إيران مادياً و إعلاميا ، فحين تابع قنواتهم تبدو الذراع الإعلامي للجيش الاسرائيلي و لاحظنا انها تتمنى و حتى كانت تستعجل الضربة الامريكية لإيران.، و مراسليهم في تل ابيب كانهم من اهل البيت ينقلون تنهيدات المستوطنين و معاناتهم.

هل الضربة الامريكية متفق عليها هل تتذكرون قاعدة "عين الاسد" ..؟ نفس السياق جاء ضرب " فوردو' ربما و السبب يكمن في الضغط الغير مسبوق على ترامب من حبيبه "بيبي" و اللوبي اليهودي في امريكا ومن جهة اخرى مؤيدي ترامب و ناخبيه و قوى الضغط التي تمثل امريكا اولا ، فكان الحل في مقولة "لا يموت الذئب و لا يفنى الغنم".

اما علميا وحسب خبراء مختصين ، مفاعل فوردو الواقع تحت جبال من البازلت الصخري الصلب المتموج ، لا توجد قنبلة قادرة على تدميره بشكل كامل ، فهو مصمم ايضا على ان تتوزع قوة انفجار أي نوع من القنابل في هياكله الفولاذية ، إلا اذا كانت الراس المتفجرة من اليورانيوم المخصب و هو يعني كارثة تفوق تشيرنوبل في نتائجها لان اجتياح الغبار النووي مع الهواء سوف يصل الى الجوار الإيراني على مساحة شاسعة حيث يعتمد تمددها على سرعة الرياح و اتجاهاتها، و لن يقوم ترامب و من هو اكثر جنون منه بهكذا مخاطرة ، فكل جوار إيران تحت حماية واشنطن و الثروات فيها (مصالحها)ايضا هي ملك واشنطن و قواعدها مع الجنود .

كلنا نذكر حرب الخليج و احتلال الكويت و قصف آبار النفط و كيف اجتمع العالم و سارعوا لإخمادها تأمينا لاستمرار مصالحهم من هنا احتمال كبير ان واشنطن نقل عن طريق طرفا ثالث رسالة للإيرانيبن بإخلاء المواقع و سحب اليورانيوم و المواد التي تجنب المنطقة مثل هذه الكارثة قبل القصف الامريكي.

في كل الاحوال ننتظر الرد الإيراني بعد ضرب "فوردو و أخواته و اعتقد من يحدده هي فتوى المرشد على المدى القصير البدء بصناعة القنبلة..؟

او التهديد الجدي و إقفال المضيق و فتح حرب واسعة مع واشنطن و حلفائها في الخليج و الجوار ، أو الوصول لاتفاق على عملية رد ما محدودة كرد على واشنطن في منطقة ما و موقع او اكثر ..؟ أم الاصرار و الاستمرار في الضرب الموجع في عمق الكيان و هو طرداً سوف يؤلم راعيه و حاميه و هو ما يشفي غليل طهران و معها شعوب المنطقة و خاصة الفلسطينيين و اللبنانيين ، لأن عصابة تل ابيب هي السبب الاول في هذا العدوان.

اما العقدة الحل هو برأيي يكمن في " ديمونا" و بقية مراكز اسرائيل النووية ( الحل الشمشوني) هذا في حال قررت طهران الثأر لفوردو و أخواته و للعلماء الذين بذلوا حياتهم في سبيل الذرة السلمية الايرانية هذا القرار هو في اتجاه واحد لا عودة فيه اي بمعنى " يا قاتل أو مقتول."

كل احتمال من احتمالات الرد قد يعطينا مؤشر على مستوى تضرر و تراجع المشروع النووي لطهران ، بمعنى ان مستوى الرد سوف يدل على مدى تضرر و درجة التدمير الذي لحق به.

دعونا ننتظر الرد الإيراني لنتأكد من نسبة الخسارة و إمكانية تعويضها .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري