كشفت دراسة حديثة أجراها علماء من ألمانيا عن تأثير غير متوقع لمشاهدة المواد الإباحية بشكل متكرر أو ممارسة العادة السرية بشكل منتظم، حيث أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يستهلكون هذه المواد بكثرة قد تظهر لديهم استجابة بيولوجية أضعف تجاه المحفزات الجنسية.
مخاطر الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية
وبحسب ما نُشر في مجلة Biological Psychology، فإن المشاركين الذين يشاهدون المواد الإباحية بشكل منتظم لا يزالون يجدون الصور المثيرة ممتعة، لكن أجسامهم تُظهر استجابات أقل تجاه الإشارات التي تُنذر بقدوم محتوى جنسي، ويرى الباحثون أن هذا التناقض قد يعود إلى ما يُعرف بـ"نقص المكافأة"، وهي حالة تجعل الشخص غير قادر على الحصول على المتعة الكافية من المحفزات الجنسية العادية، مما يدفعه إلى البحث عن محتوى أكثر تحفيزا، في سلوك يُشبه زيادة الجرعة في حالات الإدمان الأخرى.
تأثير الإباحية على الدماغ
وقد شملت الدراسة 62 متطوعا، عُرضت عليهم إشارات بصرية حيادية، تلتها أحيانا صور أو أصوات جنسية أو محفزات مزعجة، وخلال ذلك راقب الباحثون مؤشرات فسيولوجية مثل توسع حدقة العين، ونشاط الجلد الكهربائي، وغيرها من علامات الاستثارة، كما طُلب من المشاركين ملء استبيانات حول سلوكهم الجنسي ومدى تكراره وشدّته.
أظهرت النتائج أن أولئك الذين يستهلكون المحتوى الإباحي بكثرة كانت استجابات حدقة أعينهم أقل تجاه الإشارات البصرية الجنسية، ما يشير إلى ضعف في "توقع" الدماغ للمكافأة الجنسية، رغم أن الصور نفسها لا تزال تثير المتعة لديهم، واللافت أن هذا التأثير السلبي لوحظ فقط مع المحفزات البصرية، بينما كانت الاستجابة للمحفزات السمعية الجنسية طبيعية.
وخلص الباحثون إلى أن هذا النمط من التبلّد في الاستجابة قد يكون علامة على التعود أو الإدمان، إذ يصبح الدماغ أقل تفاعلا مع المحفزات المألوفة، ويحتاج إلى مثيرات أقوى للحصول على نفس التأثير، تماما كما يحدث في حالات الإدمان السلوكي أو الكيميائي.