كتب الأستاذ حليم خاتون:
أين الذين ظلوا دهرا يحدثون عن انسحاب أميركي وشيك من منطقة الشرق الأوسط إلى المحيط الهادئ لمواجهة الصين؟
صحيح أن محور المقاومة لا يهدأ...
مناورات الجهاد الإسلامي المحاصر في غزة، شيء عظيم جداً...
المواجهات التي تجري داخل فلسطين المحتلة بطولية بكل ما في الكلمة من معنى...
وصول تقنية العبوات الناسفة إلى قلب الضفة، ( شكراً إيران)...
خيمتان لحزب الله داخل الخط الأزرق كانتا كافيتين لزيادة فضيحة الجيش الذي لا يقهر...
كل هذا عظيم، لكنه غير كاف...
لأن الصحيح أيضاً، هو أن أميركا لا تنام، ولا تريد اصلا التخلي عن الشرق الأوسط...
كلما اهترأ رسم من رسومات الشرق الأوسط الإسرائيلي، قامت أميركا بخط رسم جديد...
أميركا براغماتية؛ تستوعب الصفعات؛ لكن عينها دائما على الهدف...
في السعودية، يجري التطبيع على قدم وساق...
ولي العهد هناك يذكرنا بولي عهد اسكوتلندا في فيلم Brave heart حيث تصيب الصدمة البطل الشعبي الذي يحارب الإنكليز عندما يهم بقتل خصمه المقنع حيث يكتشف أن وراء القناع ولي عهد اسكوتلندا نفسه يحارب إلى جانب الإنكليز ضد شعبه الذي يقاتل من اجل تنصيبه هو ملكا حرا سيدا على البلاد...
في سوريا، لا تكتفي أميركا بالسيطرة على أقسام كبيرة من الأرض السورية ونهب خيراتها، وحرق المحاصيل... بل تتمدد إلى السويداء حيث عملاء الموساد من دروز سوريا وفلسطين ينسقون مع قسد من أجل إعادة تقسيم سوريا...
لكن بدل سلطان باشا الأطرش هذه المرة، طلع عندنا أطرش بالزفة في لبنان لم يرث من كمال جنبلاط سوى العباءة...
يخرج علينا أحد المعلقين من سوريا يخبرنا أن المخابرات السورية اكتشفت وصول مسيرات فرنسية حديثاً إلى الإرهابيين، وأن أميركا وفرنسا تزيدان من دعم هؤلاء، وأن قصف احتفال تخريج.الضباط جرى بهذه المسيرات...
لكن أحدا لا يخبرنا لماذا لم يتم تأمين أجواء احتفال تخريج الضباط الجدد...
كان يكفي تحليق طائرتين أو حتى حوامتين فوق المنطقة طيلة وقت الاحتفال لمنع أية مفاجآت...
يقول لنا السيد نصرالله أن قانون قيصر هو وراء النزوح الكثيف الذي بات يشكل تهديدا للصيغة اللبنانية...
كل هذا معروف...
صدقني يا سيد...
الناس في لبنان تفهم في التكتيك والاستراتيجيا أكثر من الكثيرين ممن يملأون الشاشات...
نحن نعرف...
لذلك، نحن نطالب محور المقاومة بالمزيد...
نحن نعرف أن هذا المحور لا يهدأ، ولا ينام...
لكننا نعرف أن الاميركيين يسبقوننا دائما بخطوة...
"فلقت" رؤوسنا حماس وهي تهدد إذا مس أحد بالمسجد الأقصى...
يتم اقتحام الأقصى يومياً تقريبا...
يتم ترويض المسلمين في كل العالم على التقسيم المكاني والزماني، بينما تردد أوساط محمود عباس رفضها لذلك...
من يقرأ موقف السلطة هذه؟
من يعطي أهمية لهذه السلطة التي باتت معظم إجراءاتها تصب في مخطط التهويد على عكس التصريحات التي لا تؤدي إلى شيء...
كل ما نعرفه، أن الأفارقة استطاعوا طرد فرنسا من افريقيا، بينما هي لا تزال تعربد في سوريا...
باختصار وبكلمتين،
سئمنا عد الصفعات التي تنهال علينا...
نريد إجبار أميركا وفرنسا واسرائيل على دفع أثمان لا نرى أنه يتم إجبارهم على دفعها...
لا يتوقف اغبياء لبنان عن الحديث عن المشروع الإيراني، بينما يتقدم المشروع الأميركي بخطى وصلت إلى تفجير مرفأ بيروت دون محاسبة...
والله نعرف جميعا أن هناك مشروعاً إيرانياً...
نعرف جيدا أن أكثر من تسعين في المئة من أهداف هذا المشروع يتطابق مع أحلامنا...
لكننا نرى مشروعاً أميركياً يتقدم كل يوم أكثر...
فقط الحمار لا يستطيع أن يرى أن أكثر من تسعين في المئة من المشروع الأميركي يقوم على اغتصاب حقنا في الحياة الحرة الكريمة...
سامي الجميل أو سمير جعجع أو نجيب ميقاتي أو حتى جبران باسيل يتماهون مع المشروع الأميركي...
بين المشروع الإيراني، والمشروع الأميركي اختار الحمار أن يكون حيث هو...
بقي أن نتقدم نحن خطوة أكبر كي لا يبتهج الحمار لغبائه...
حليم خاتون