شهداء الكلية الحربية في حمص يُعرّون منظمة الأمم المتحدة من جديد
والأخيرة تساوي الحق بالباطل
وزيارة الأسد إلى الصين خنجر بقلب أمريكا
الكاتبة: مها علي
شباب بعمر الورد دفعوا ثمن انطلاق الأسد لإعادة إعمار سوريا.
سيادة الرئيس بشار الأسد: لماذا تنتقم لمئات الأبرياء؟ لماذا تريد العدالة على الأرض؟!!! لماذا تتأثر باستفحال الشر والقتل والدمار!!!؟ عليك السكوت لأجل أن يستمر الظلم والإستعباد وهدر الدماء وفناء البشرية, عليك ياسيادة الرئيس ألا تؤاخذ منظمة الأمم المتحدة لأنها تعاني من ضعف البصر ولم تنتبه أن أكثر من مئة شابٍ وشابة بين مدنيين وعسكريين وأطفال هُدرت دماءهم جراء القصف الإرهابي على حفل تخرج طلاب الكلية الحربية في حمص!!! لاتؤاخذ هذه المنظمة ياسيادة الرئيس لأنها تلعب دور الخادم الوفي عند أمريكا, وانظر جيداً لقد قام مبعوث الأمم المتحدة في سوريا غير بيدرسون وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش بإجهاد نفسيهما وعبّرا عن قلقهما جراء ماحدث في سوريا!!! ليس هذا فحسب بل قاما بدعوة الطرفين على احترام التزاماتهما!!!! أي أنهم عملوا مساواةً بين الحق والباطل!!!!! بدل أن يتحركوا بسرعة للتحقيق فيما جرى ومن يقف خلف الإعتداء الإرهابي على الكلية الحربية ويقوموا بمحاسبة المسؤول عن إراقة هذه الدماء البريئة, فعلوا العكس وقاموا بالتعبير عن قلقهم إزاء الرد الذي قام به الجيش العربي السوري وحليفه الروسي ضد المجموعات الإرهابية انتقاماً لشهداء الكلية الحربية في حمص!!!! فعلاً إنه شيء يثير الإشمئزاز, فهل يجوز من أمين عام الأمم المتحدة المساواة أو حتى المقارنة بين الجيش العربي السوري وحليفه الروسي مع هؤولاء المجموعات الإرهابية؟؟! وهل يتساوى الملاك والشيطان؟ هل يتساوى النور والظلام؟ هل يتساوى الحق والباطل؟؟؟ نحن لن نستغرب موقفك المبطن بالسموم ياغوتيرش لأنك لاعق أحذية الأمريكان المسببين لكل أنواع الدمار في العالم.
لماذا لم تسأل منظمة الأمم المتحدة المجموعات الإرهابية كيف حصلت على التكنلوجيا المتقدمة المحصورة فقط بالدول العظمى؟؟؟!!! من أين أتت بالطائرات المُسيرة؟ ولماذا لم تبد اهتماماً للأخبار التي تناقلتها الصحف بأن فرنسا هي من أعطت هذه الطائرات إلى الحزب التركستاني وكتيبة المهاجرين من ثلاثة أشهر!!! أفلا يثبت تجاهلها هذه النقطة بأنها تميل للوقوف مع المجموعات الإرهابية؟؟؟
القنوات المُعادية أسرعت من اللحظات الأولى للعملية الإرهابية على طلاب الكلية الحربية لإتهام الجمهورية الإيرانية بالوقوف خلفها محاولة بذلك إشعال الفتنة بين أهالي الشهداء والرئيس الأسد,
وإكمالاً لما حدث من فوضى في مدينة السويداء مؤخراً بدعمٍ من الغرب, ولكنهم لا يعلمون أن الشعب السوري بات يعلم تماماً خططهم البذيئة.
منظمة الأمم المتحدة لم تر ألمانيا حين اقتحمت مئات المقرات والجمعيات التي اشتبهت بها أنها تروّج لأفكار يدعون أنها متطرفة, ولاتتناسب مع أفكار الدولة الألمانية, هنا تقوم الأمم المتحدة بغض النظر والسكوت!!!!
ولم تقم الأمم المتحدة بإدانة فرنسا التي اعتدت على المتظاهرين, ولم تدين اسرائيل التي تقوم بالإعتداء على سوريا كل عدة أيام, ولم تدين أعمالها الإجرامية ضد الفلسطينيين, لكنها تدين كل من يقف بوجه مصالح أمريكا في الهيمنة على الدول ونهب ثرواتها, وهذه هي ازدواجية المعايير.
نعم سوريا أسقطت حلم أمريكا في مشروع الشرق الأوسط الجديد, والآن تدفع ثمن توجهها إلى الشرق الذي توّجته بزيارة الأسد الأخيرة الى الصين والتي تم عبرها توقيع عقود اقتصادية بين دمشق وبكين لأجل البدء بإعادة الاعمار ضاربين العقوبات الغربية عرض الحائط, ومستمرين بالعمل لإنجاز مشروع الحزام والطريق, وهذا جعل أمريكا والغرب واسرائيل يفقدان الصواب, كيف لا وسوريا هي العقدة التي تربط مشروع الصين وتشكل البوابة باتجاه أوروبا وشمال إفريقيا, ومن خلال هذا العمل الإجرامي تضمن الولايات المتحدة والغرب استمرار حالة الفوضى في سوريا وعدم استقرارها وبذلك تعرقل مشروع الحزام والطريق.
والجدير ذكره أن رئيس الحكومة العراقية أعلن بالأمس أن العراق لم يعد بحاجة لقوات التحالف وأن المهمة العسكرية المحددة لإنهاء تنظيم داعش قد أنجزت وماتبقى منها يستطيع الجيش العراقي القضاء عليه, والتسريبات تقول أنه تم عقد أكثر من خمسة اجتماعات بين لجان سياسية أمريكية وعراقية وتم الاتفاق على انسحاب القوات الامريكية نهاية هذا العام, وهذه تعتبر خطوة مفتاحية للمشهد الإقليمي والدولي الذي يتشكل, وانسحابها من العراق يعني الإنسحاب من سوريا سياسيا وعسكرياً وقانونياً لأنه لايوجد بنية تحتية أمريكية في سوريا إلا مايتم تقديمه من القواعد الأمريكية في العراق, فهي دخلت سوريا بذريعة محاربة داعش أي هو امتداد لمهمتها المزعومة في العراق لأنهم هم من خلقوا داعش.
والخلاصة كما أنجزت الصين الاتفاق الإيراني السعودي ودفنت الفتنة الشيعية السنية, ستنجز وعدها مع سوريا الحليفة لها باسترجاع كامل أراضيها التي كانت عام2011وخروج جميع القوات الاجنبية غير الشرعية منها, وطبعاً بمشاركة دعم الحليف الروسي الذي لن يقبل ببقاء القوات الامريكية المحتلة في الاراضي السورية وقد كان هذا وعده مع دخول قواته نهاية عام 2015, ولاننسى الحليف الإستراتيجي الإيراني الذي ضمن لسوريا عودة جميع أراضيها وخروج القوات التركية والامريكية منها, وكل هذا لأجل إتمام مشروع الحزام والطريق التجاري بين ايران العراق سوريا تركيا.
أما الولايات المتحدة فتريد استمرار الفوضى في سوريا لمنع مشروع الحزام والطريق ومنع الصين من التفوق عليها, وجميعنا يلاحظ أنها غير جادة بعودة اللاجئين السوريين, لأنها تعطيهم مئة دولار شهرياً لكل فردٍ منهم في لبنان, وتستمر بفرض العقوبات على سوريا وتمنع إعادة الإعمار فيها, لكن هذا لن يدوم, فإن كان للباطل جولة سيكون للحق جولات, ولن ينجحوا بالتغيير الديمغرافي للمنطفة عبر إقامة دولٍ على أساس الدِين, هذا المشروع الذي بدأ مع إعلان اسرائيل قانون يهودية الدولة سوف يموت.