كتبت الأستاذة ماجدة الحاج
" إلى النهاية" قرّرت الإدارة الاميركية و"اسرائيل" السّير بالضغوط القصوى على سورية.. رسالة "قاسية" مرّرها الثنائي الى دمشق في توقيت ذكرى حرب تشرين، على متن الهجوم الارهابي الذي استهدف أمس الخميس الكليّة الحربيّة في حمص، وحصد عشرات الضحايا من مدنيّين وعسكريين، وبدا واضحا انّ المقصود "اميركيا واسرائيليّا" خلف هذه الرسالة الدموية "إحداث صدمة كبرى في سورية".. هذه المرّة، التخطيط كان محبكا، فالهجوم الارهابي تمّ عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة -وهو الاول من نوعه، اضف الى اختيار الهدف في المنطقة الحسّاسة، واستخدام طائرة مسيّرة بتقنيات متطورة وهو ما اظهره حطامها.. وتحديد لحظة الهجوم: في نهاية حفل تخرّج الطلاب واقتراب ذويهم لالتقاط الصور معهم، بقصد حصد اكبر عدد من الضحايا..وآثر الثنائي متابعة ورعاية الهجوم منذ إعطاء اشارة صفر اطلاق المسيّرات من مقار الارهابيين وخلال الهجوم. إذ اكدت معلومات اكثر من مصدر ميداني "انّ طيران تجسّس اميركي و"اسرائيلي" كان يجوب الأجواء السورية بشكل مكثف قبل ساعات من بدء الهجوم وخلاله".
علامات استفهام كثيرة احاطت بالهجوم الارهابي على الكلية الحربية في حمص امس الخميس.." من اين انطلقت المسيّرات؟ من ادلب؟ ام من البادية؟- حيث الأصناف المختلفة من الجماعات الارهابية التي نشرتها قوات الاحتلال الأميركي هناك؟ من يزوّد الارهابيين بالمسيّرات؟ والتقنيات والاحداثيّات؟ هل انطلقت من مكان قريب؟ من حمص؟ ولذلك لم ترصدها رادارات الجيش ولم تتصدّى لها دفاعاته الجويّة؟ ام من منطقة الحدود السوريّة-اللبنانية؟- التي لا تبعد عن المنطقة المستهدفة سوى 30 كلم كحدّ أقصى..هل انقرة بريئة من هذه الجريمة؟ ام انّ هذا الهجوم هو" ردّ اميركي على زيارة الرئيس السوري مؤخرا الى الصّين"؟.. علامات استفهام كثيرة لا زالت تحوم حول جريمة الأمس سيّما انّ اي جهة لم تتبنّى مسؤوليتها حتى الان!
في الشهور الماضية، وفي اَوج عمليّات التطهير الشهيرة في صفوف قادة جبهة "النّصرة"، تمّ رصد رعاية لافتة للجبهة القاعديّة و" كتيبة المهاجرين" من قِبَل الاستخبارات الفرنسيّة إلى جانب الاميركية. واجمعتمعلومات حينها على انّ الاستخبارات الفرنسيّة زوّدت الفصيلَين الإرهابيّيَن بقِطَع طائرات مسيّرة متطوّرة- تحديدا في شهر تموز.. هذا قبل ان تلفت المعلومات الى رصد إطلاق طائرة مسيّرة من مناطق سيطرة الحزب الكردستاني الارهابي قُبَيل استهداف الكليّة الحربيّة في حمص.
لم يطل الأمر على الرّد الأوّلي ثأرا لشهداء الكليّة الحربية. بادر الجيش السوري الى دكّ مقارّ الفصيلَين الارهابيّيَن في محيط جسر الشغور وقرى جبل الزاوية بقصف مدفعي وصاروخي غير مسبوق، وتسديد ضربات جوّية عنيفة من قِبَل طائرات سوريّة وروسيّة دخلت على خطّها كثافة صواريخ من البحر ايضا. سُوّيت المقار الارهابيّة بالأرض، وضمنا مستودعات تحوي طائرات مسيّرة- وفق ما تناقلت مصادر ميدانيّة وصفت القصف ب "المهول"، وقدّرت انّ حصيلة القتلى من الارهابيين تجاوزت 120 بينهم قادة من الصف الأول..لينتقل الجيش السوري سريعا الى دكّ مقار جبهة" النصرة" الارهابية المستمرّ حتى كتابة هذه السطور اليوم الجمعة بشكل مكثّف وسط ادلب، للمرّة الاولى منذ تفاهمات سوتشي.
" عزم ارهابيين تنفيذ عمليّات ارهابيّة ضدّ قواعد سوريّة وروسيّة".. هذا ما جاء بإعلان نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية الأدميرال فاديم كوليت قبل يوم من الهجوم الارهابي على الكليّة الحربية في حمص، وقبل ان يُعلن الجيش الرّوسي مساء امس بُعَيد ساعات على الهجوم، "انّ مسلّحين من ادلب يستعدّون للاستفزاز باستخدام مواد سامّة لتشويه سمعة القوّات الروسيّة"، مضيفا " انّ الارهابيين وجماعة الخوذ البيضاء يقومون بتسليم 6 حاويات من الكلور الى بلدة اريحا ربطا بالتخطيط للقيام بأعمال استفزازيّة".. ليبدو واضحا انّ الادارة الاميركية و"اسرائيل" تجهدان لإعادة عقارب الساعة في سورية الى الوراء.. لكن !
بعد الهجوم الارهابي على الكليّة الحربية في حمص.. لن يكون كما قبله. وبات الكلام الان عن ضرورة اطلاق عملية عسكرية سوريّة-روسيّة كبرى بمعيّة الحلفاء الآخرين، لاجتثاث المجاميع الارهابية من ادلب دونما ايّ تأخير اضافي.. فهذا المعقل الارهابي لطالما حظي بدعم ورعاية اجهزة الاستخبارات المعادية، وجبهة "النّصرة" و"كتيبة المجاهدين" وباقي التنظيمات الارهابية تحظى بدعم الاستخبارات التركية والاميركية والفرنسية والبريطانية من دون اغفال الدّور "الاسرائيلي". وسبق لرجل الاعمال "الاسرائيلي" موتي كاهانا ان أقرّ- في حديث لمجلّة "ميكور ريشون" العبريّة في شهر تموز عام 2016، بتنسيق عالي المستوى بين انقرة وتل ابيب على تزويد المجاميع المسلّحة في ادلب بأسلحة "اسرائيليّة" متطورة، وتأمين ضبّاط " اسرائيليين" الى جانب نظرائهم الغربيين في غرف عمليات استُحدثت هناك..
وعليه، وإزاء "التطوّر الخطير" الذي مثّله الهجوم الارهابي على الكلية الحربية بحمص أمس الخميس، "فإنّ الأبواب باتت مشرّعة امام كل الاحتمالات الامنية والعسكرية وضمنا غير المتوقعة" – وفق ما كشفت تسريبات مصدرّين سوري ولبناني..والتي المحت الى انّ الردّ على جريمة الأمس سيتم بنفس الاسلوب صوب "هدف كبير" تمّ تحديده، وسط إنجاز حدث عسكري ضخم يشدّ انظار الجميع!