أيُّ كيان ٍهو هذا الذي أرعبنا بالتهويل ِ طوالَ ٧٤ عاما؟
أَيُّ كيان ٍهو هذا الذي ضَرَبَ الأُمَّةَ بعضَها بالبعضِ وشَقَّها إلى أكثرَ من ٧٢ فِرقَةً؟!
إسرائيل العُظمَىَ من البحر إلى النهر، التي أُسِّسَتْ لتتَوَسَّع من الفراتِ إلى النيل!
لقد أقنعتنا الأنظمة العربية عبْرَ إعلامها المُنظَّمِ
والموجَّهِ، أنَّنا نواجِهُ مارداً يَصعُب أن نطالَ رأسهُ،وأنَّهُ مهما اِرتفعَتْ رؤوسُنا يبقى مستواها أكعابَ قدَمَيْه!
هكذا صَوَّر العربُ لنا إسرائيل؟ وإلى هذا الحَدِّ من الدَرَك الأسفَل ِ قَزَّمونا أمامَ هذا الكِيان ِ اللَّقيط،
ولكن لَم يَطُل الأمرُ كثيراً حتىَ اِنكشفَ عُرْيُ هذا العدو، وتبيَنَ أنَّهُ"أوهنُ من بيتِ العنكبوت"،وهذا ماتَمَّ بفضلِ المقاومةِ الإسلاميةِ التي كشحَتِ الغِطاءَ عنِ الماردِ البلاستيكيّ، وقامَت بتنفيسِهِ، حتى صار عاجزاً أمامَها عن إزالَةِ خيمة،حتى
معَ تَوَسُّطِ الدُوَل ِ الأوروبيةِ وأمريكا، لإزالتِها من مكانِها.
بعد هزيمتي إسرائيل، عام ١٩٩٣ و عام١٩٩٦، وبعد اندحارها عامَ ٢٠٠٠، جاءَت حرب عام٢٠٠٦لتؤكدالمؤكد أنَّ هذاالعدوَّهو"أوهنُ من بيتِ العنكبوت"،ثُمّ تبعتْها معركةُ "سيفُ القدس" واليوم معركةُ"طوفانُ الأقصىَ"التي فضحتِ الصهاينةَ، وكشفتْ زيفَ اِدِّعائِهِم بأنَّهُم دولةٌ وجيشٌ لا يُقهران ِ، فجاءَت صَبيحةُ السابعِ من تشرينَ لتُثْبِتَ أنَّنا خُدِعنا، لِأكثرَ من ٧٠ عاماً، بهذه الدولةِ وهذا الجيش، وأنه جيشُ دعايةٍ، مؤلفٌ من مجسّماتِ جنودٍ وقِطَطٍ كرتونية،فما إنْ شَعَرَ بالخطرِ حتّى سالتِ الدِّماءُ من بينِ أقدامه.
المجتمعُ الصهيونيُّ أصبحَ خائفاً على نفسِهِ وأولادِهِ، وأصبحَ فاقداً الثقةَ بجيشه وبحكومته،ولن يفارِقَهُ أبداً كابوس غزة، لذلك ستكونُ هجرتُه العكسيةُ وِجْهَتَه.
أمريكا شعرتْ بالخوفِ على رَبيبَتِها،عندما هدَّدَ حزبُ اللهِ بدخول ِالحرب، فحرّكَتِ الأساطيلَ، ورفعتْ لهجةَ التهديدِ والوعيد، لكنّ ذلك كلَّهُ لن يغَيِّرَفي الواقع شيئا،
فلا الشعبُ الفلسطينيُّ بقيَ كما هوَ،فصغارُهُ كَبِروا،ومَن كانوا يلهونَ على الشريطِ الشائكِ، بين غزةَ وغِلافِها، اليومَ دخلوا فاتحين وعادوا ظافرينَ، وهُم قد كَبَّلوا مَنْ أرهبوهُم، وهم أطفال، بالسَّلاسل ِوالحِبال، سَحَلُوا نُخْبَةَ الجيشِ المهزومِ المَقهور، أحرقوا دباباتِهِ وأسروا جنودَه، و"دولتُه" تنتقِمُ منَ الأطفال ِ في المخيماتِ، بِهَدْمِ السقوفِ فوق رؤوسهم،بعدما عجَزَ جيشُها عن مواجهةِ الذين كانوا يَلْهونَ عِندَ السِّياج ِ وكَبِروا، دفعَ الأبرياءُ الثمن،
غزةُ يزدادُ غَلَيانُها، وحرارةُ الحربِ وصلتْ إلى شمال فلسطين، وباتَ اشتعالُ المنطقةِ قابَ قوسين، أو أدنى
بيروت في..
9/10/2023