تعد السمنة المفرطة واحدة من التحديات الصحية الرئيسية التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث.

 فهي ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل تعتبر مشكلة صحية خطيرة ترتبط بتطور العديد من الأمراض المزمنة وتزيد من خطر الوفاة المبكرة. وفهم تأثير السمنة على الصحة يعد خطوة مهمة في مكافحتها والوقاية من مضاعفاتها.

تشير الأدلة الطبية إلى أن السمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة التي تشكل تحدياً صحياً كبيراً في المجتمعات الحديثة.

أولاً، الأمراض القلبية والوعائية

 يعتبر السمنة عاملاً رئيسياً في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية. تؤدي الدهون الزائدة المتراكمة في الجسم إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية وتشوه العملية الطبيعية للدورة الدموية، مما يزيد من خطر حدوث مشاكل قلبية وأوعية دموية.

ثانياً، السمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني

يعتبر السمنة أحد العوامل الرئيسية في تطور داء السكري من النوع الثاني، حيث يصعب على الخلايا امتصاص الغلوكوز بشكل صحيح. تؤدي مقاومة الأنسولين وارتفاع نسبة السكر في الدم إلى تطور السكري ومضاعفاته المحتملة.

ثالثاً السمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان

 وفقاً للدكتورة أوكسانا ميخاليفا، خبيرة التغذية الروسية، فإن السمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد والجهاز التناسلي النسائي والثدي والأمعاء. يعزى هذا التأثير إلى تراكم الدهون الزائدة في الأعضاء الداخلية، مما يؤدي إلى اضطرابات في وظائفها الطبيعية وزيادة احتمالية تطور الأمراض السرطانية.

رابعا السمنة تؤثر على الجهاز العضلي الحركي للجسم

 فزيادة الوزن والضغط على المفاصل يمكن أن يؤدي إلى تآكل المفاصل وتدهور الحالة العامة للعظام والعضلات. هذا يزيد من خطر الإصابة بتشوهات مفصلية وأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل وآلام الظهر والساقين.

خامسا السمنة و المشاكل الإنجابية عند النساء

 قد تتسبب السمنة في اضطرابات في الدورة الشهرية وصعوبة في الحمل. وعند الرجال، يمكن أن تؤثر السمنة على وظيفة الانتصاب ومستويات التستوستيرون، مما يسبب ضعف الانتصاب والعجز الجنسي.

بشكل عام، يتسبب السمنة في تغيرات كارثية في الصحة. فالتداخل بين السمنة واضطرابات الأيض يؤدي إلى تراكم المشاكل الصحية وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. لذا، من الضروري اتخاذ إجراءات للتحكم في الوزن وتبني أسلوب حياة صحي، بما في ذلك النظام الغذائي المتوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام.

في النهاية، فهم تأثيرات السمنة على الصحة يعزز الوعي بأهمية الوقاية والتحكم في الوزن الزائد. من خلال اتباع نمط حياة صحي ومواجهة التحديات المتعلقة بالسمنة، يمكننا تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسين جودة حياتنا الصحية.

المصدر: صحيفة "إزفيستيا"

السمنة

الصحة العامة

امراض