كتب الدكتور علي حجازي:
ثقافة
كتب الدكتور علي حجازي: "صليات إخبارية", قصة قصيرة جدّاً, الخبر الثاني, انقلاب الموازين.
د. علي حجازي
21 تشرين الأول 2023 , 08:17 ص

كتب الدكتور علي حجازي:

"صليات إخبارية"

قصة قصيرة جدّاً

الخبر الثاني.

انقلاب الموازين.

بعدما جرّع أبطالُ غزةَ الوحشَ المُحتلَّ ماءَ الذُّلِّ أنفاسا ، احتضنتهم أرضُ غزّة ، وقبّلتْ جِباهَهُمُ العالية، وهمست في آذانهم:

" رحمي ساحاتُ مجدِكم . هو صفحةُ تاريخ ٍ مجيدٍ تسطّرونَهُ الآنَ بالأحمرِ القاني، وبكلّ ما تجودُ بِهِ الأرواحُ والأبدان، فاتّخِذوه مقرَّاً آمناً ، تسقونَ منهُ الوحشَ الغاصبَ الطامحَ إلى اِلْتِقامِ لحمي، وذرّاتِ رملي وصخري وترابي، مع الزهرِ والشجرِ، كؤوسَ الحنظل ِ دِهاقا، وإلى

"الكنيست" التي شهدَتِ استكبارَ الوحشِ، وعُلُوَّهُ زمناً طويلاً، أرسلوا أكؤسَ المرِّ محمولةً على دفعِ صرخاتِ النساءِ والأطفالِ والعجائزِ المُتَشَبِّثينَ بالأرض، ويرسمونَ شارةَ نصرِنا الجديدة.

لحظةً يا أبنائي ، اسمعوا فصافراتُ الإنذارِ التي تحسّستْ غضبَكُم ، وقوّةَ أصابعِكم الضاغطةِ على الزِّناد، فدوّت هلعاً ، وهرول الوحشُ وأشباهُهُ وهم يجرّون خيباتِهم المُرّة، وغاروا في خوفِهِم، فضاقَ بهمْ بطنُ ملجإً مُحتلٍّ في أرضِ فلسطين المُغْتَصَبة.

أبنائي ،أحبّتي اربطوا ورابطوا، فالنصرُ صبرُ ساعة ، وقد حققتموه ، لأنَّ المعادلةَ عندي واحدةٌ من اثنَتّيْنِ: نصر أو استشهاد.

المجدُ لكم ،والزوالُ لعدوِّنا ، عدوِّ الحياة، بإذن الله، وبعينه التي لا تنام.

بيروت في ٢٠/١٠/٢٠٢٣.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري