الأنظُمَة العربية تُعطي الكيان الصهيوني أوسع فُرصَة مُمكِنَة لتدمير غزَّة وتهجير أهلها تحت ضغط القصف الجوي المجنون، ومحمود عباس مستسلِم للصهاينة بالكامل،
بايدن وماكرون لا وقف لإطلاق النار على غزة ويجب القضاء على حركة حماس! وغوتيريش أمين عام الأمم المتحدة يتفهَم سبب قتل إسرائيل لنساء وأطفال فلسطين!
أمَّا نتانياهو فاستَغَلَّ عملية طوفان الأقصى ليحمي نفسه من الحساب والعقاب الذي ينتظره، فوضَعَ على طاولته ملف قناة بن غوريون، وسارعَ الأميركيون والأوروبيون لحجز مكان لهم وكسب اللحظة باستغلال ما يحصل لتعويض الغاز الروسي بالغاز اللبناني،
المخطط يقضي بإزالة كيان غزة بالكامل حتى يزول أي عائق من أمام مشروع تنفيذ شق القناة التي تُسَمَّىَ بن غوريون والتي تمتد من إيلات إلى بحر غَزة في موازاة قناة السويس.
الولايات المتحدة الأمريكية عندما أشعلت حرب روسيا أوكرانيا كان المخطط يقضي بكسر روسيا وافلاسها ومن ثَمَّ تقسيمها وإخضاعها فتتم السيطرة على سلاحها النووي الذي يشكل أكبر خطر على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروپا، وتتم سرقة الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا عبر الأنابيب، والخلاص من تحكُم فلاديمير بوتين في صنبور الإمدادات وأسعار الغاز ،فلاروسيا انهزمت ولا اوكرانيا صَمَدَت وبالكاد تقاتل باللحم الحَي بعدما خسِرَت أول جيشين لها واليوم تودع جيشها الثالث الذي ينازع على الجبهات.
حصلت عملية ٧ أكتوبر وانهار الجيش الصهيوني، سارعت اميركا واوروبا لنجدة إسرائيل وأعطَت لنفسها مبرراً لإرسال المدمرات وحاملات الطائرات إلى المنطقة والمرابطة مقابل شواطئ فلسطين، فبدأوا تحت مسميات عقاب حماس والِانتقام لهزيمة الجيش الذي كان لا يُقهَر بتنفيذ مشروع تصفية القضية الفلسطينية عبر القضاء على أكبر قوة عسكرية سنية مدعومة من المُكَوُن الشيعي في المنطقة،
وفي حال تم القضاء عليها تكون القضية الفلسطينية أصبحت في خبر كان،
والأساطيل الأميركية والاوروبية ستتعامل مع حزب الله في لبنان بعدما يتم تشكيل تحالف دولي بهدف القضاء عليه،
إذا نجحوا لا سمحَ الله فإن مشروع قناة بن غوريون سيقضي على قناة السويس، وغاز لبنان يصبح تحت سيطرة الأميركي والأوروبي،
وقضية فلسطين تصبح ذكرى تتداولها الأجيال، وفي حال انهزمت حماس وحزب الله لا سمحَ الله ستسقط سوريا والعراق واليمن وتحاصر إيران،
لذلك المعركة اليوم تأخذ طابع وجودي لكل الأطراف والكل يتعامل مع مايحصل بوعي وحنكة وذكاء وتخطيط ونفس طويل منقطع النظير.
حزب الله يضبط إيقاع الحرب على حدود فلسطين، ورسمَ لها طولها وعرضها وسقفها، وهو يجهز حاله لخوض حرب مُدَمِرَة قد لا تُبقي ولا تذِر، وأخذت قيادته بالحسبان أن تكون الحرب الأخيرة في المنطقة بما معناه يا قاتل يا مقتول، حرب غير محسوبة النتائج لكن المؤكد فيها حريق الكيان الغاصب وإغراق اكثر من نصف الاسطول الأميركي واندلاع حرب عالمية وليسَ إقليمية،
العالم على برميل بارود فتيل تفجيره يمتد من غزة ويصل إلى جنوب لبنان والجولان، فإذا تطورت الأمور انفجرت المنطقة والعالم.
فأين عقلاء هذا العالم يا تُرى؟!!
بيروت في....
25/10/2023