كتب البروفيسّور الدكتور محمّد كاظم المهاجر:
مقالات
كتب البروفيسّور الدكتور محمّد كاظم المهاجر: "منظورٌ في فَهْمِ أبعادِ خطابِ سماحةِ السيدِ حسن نصرالله".
د. محمد كاظم المهاجر:
5 تشرين الثاني 2023 , 20:12 م

كتب البروفيسّور الدكتور محمّد كاظم المهاجر: 

_ تَلقَّيْتُ رسائلَ عَدِيدة ، وقرأتُ مُداخلاتٍ على صفحاتِ التَّواصلِ الِاجتِماعيّ ، يعبِّرُ البعضُ منها، عن حالةِ إحباطٍ من خطابِ سماحةِ السيد ؟؟!!

ولايتردَّدُ بعضٌ آخرُ عنْ مُحاولاتِ التَّطاوُلِ عليهِ

.....الخ، وبعضُ هذا ناتِجٌ عنْ مَحْدُودِيَّةٍ في فَهمِ الخطاب، ولٰكِنْ، من موقع ِ المُناصِرِ للمقاومة ، أمّا بعضٌ آخرُ، فمهما تَكَلَّمَ،وأيّاً ما يتكلم ُبهِ سماحةُ السيدِ فَهِمَ، من موقِع ِ التَّضادِّ الذي يصلُ إلى بَثِّ الكُرْهِ، وحتى الحقارةِ، في مُستوى مُداخلاتِهم، بالتأكيد مقالتي هذه ليستْ مُوَجَّهَةً إلى هؤلاء، فَهُمْ لا يَسْتَحِقُّونَ الرَّدَّ عليهم، وإنَّما نَدَعُهُم في غَيِّهم يَعْمَهون.

مقالتي إنْ هِيَ إلّا محاولةُ إنارةٍ لِلأبعادِ الِاستراتيجيةِ، والمنظورِ الأبْعَدِ لِكَلِمَةِ صاحِبِ السَّماحة، وبِالتّالي هيَ مُوَجَّهَةٌ إلى كُلِّ ضميرٍ حُرٍّتَحرُّرِيٍّ حَيّ،وعَقْل ٍ وَطَنِيٍّ مُنْفَتِح ٍ، وصاحبِ مَنْظورٍ إنسانِيٍّ ساع ٍ إلى معرفةِ الحقيقةِ أَيْنَما كان،في بِقاعِ العالم :

1. بين الذات والموضوع:

_ عند تَناوُل ِ أيِّ (منظورٍ ومنهج ٍوموقف) في موضوعةٍ ما، فإنَّ منهجيَّةَ التعامُل ِ لابُدَّ أنْ تتناولَ سِماتِ الذاتِ التي تَطْرَحُ الموضوعَ لِلدَّلالَةِ على مِصداقِيَّةِ الطَّرْح ِ وصحّةِ الموقف، ووفقا لذلك، وبشكل أصبحتْ دلالَتُهُ معروفة، والقناعاتُ عالية، سواءٌ من مُناهِضي سماحةِ السيدِ أو مُناصِرِيهِ، حيثِ سِماتُ ذاتِهِ تَتَّصِفُ بِ:

_ البُعْدِ الإيمانِيِّ الذي يّخْتَطُّهُ بِما يَنْعَكِسُ على تَمَسُّكِهِ العميقِ بالمنهج ِ الإلٰهِيِّ، في تكليفِهِ الدُّنْيَوِيِّ في مُقارَعَتِهِ لِلظُّلْم؛ الِاتِّصافِ بِالحِكْمَةِالعميقةِ الواعيةِ في مَنهَجِيَّةِ تعاطيهِ معَ الأحداث؛

الشجاعةِ والإقدامِ في سبيل ِ تحقيقِ قناعاتِهِ المبدئية ؛ المصداقية في طروحاته ؛

الحرصِ، بِكُلِّ دِقَّةٍ في سِياقاتِ أدائِهِ الإنساني... الخ، وهذا غَيْضٌ منْ فَيْض،

قد لا أستطيعُ الإحاطةَ بهِ من كُلِّ جَوانِبِهِ وإيفاءَهُ حَقَّه.

_ فكلُّ ما يَصدُرُ عن هذِهِ الذاتِ المُتَّسِمَةِ بهذِهِ الصِّفات، لابُدَّ أنْ تنعكسَ على الموضوع ِقَيْدِ المعالجة، وكحصيلةٍ مَنطِقِيَّة.

2. أهدافُ الصراع ِمعَ العدوِّ الصهيونِيِّ الغاصِبِ بِخَلْفِيّاتِهِ الأنكلوسكسونِيَّةِ _الصهيونية، سواءٌ مَرْحَلِياً أو مُحَصِّلَةً، أبعدَ.

_لَيْسَتْ مَهّمَّةُهذهِ المقالةِ سَرْدُ الأحداثِ الَّتي يُتابِعُها الجميعُ بِالتَّأكِيد، والمعروفة، إنَّما استِقراءُ الجَوْهَرِ الَّذي عَكَسَ مِنْ خِلالِها، والإقدامِ البُطُولِيِّ الشُّجاع ِلِحَرَكَةِ حماسَ، كنتيجةٍ لِلظُّلْمِ المُسْتَفْحِل ِ المُتَراكِمِ، مِنْ قِبَل ِ الِاحتِلالِ الصهيونِيِّ، بِحَقٍّ أصحابِ الحقِّ الفلسطينيين، وبِالشَّكْل ِ الذي حدثّ، أوْجَدَ حالةً هِستيرِيَّة في تحرك هذا الكيان المُحتَلِّ فلسطين، وَكَرَدِّ فِعْلٍ عاجِزٍ تَوَجّهَ بِشَكْل ٍ هِستِيريٍّ عاكَسَ كُلَّ تَرْكِيبَتِهِ الإجراميةِ المُفْرَغَةِ من أَيِّ أبعادٍ إنسانيةٍ، أو التزاميٍّ بقوانين ِ الأرض، سواءٌ الدوليةُ أو الانسانية، فكيف بِقَوانينِ السَّماء، تَوَجَّهَ لِيَصُبَّ جامَ هذا المُستوى المُنْحَطِّ على أطفالِ غزّةَ ونسائها ورجالِها المَدَنِيّينَ العُزَّل.

ولكنْ يُقابِلُ هذِهِ الحالةَ الهستيرِيَّةَ صمودُ رجال المقاومةِ الأبطال ِمن حماس ومن يساندهم من المقاومين الابطال، وشجاعتُهُم، بما أحدثَ الذُّعْرَ،ليسَ فقط في الكِيانِ الصهيوني المُحتلِّ فِلسطين وإنَّما بالخلفيةِ المُكَوِّنَةِ لِعِلَّة وُجُودِه، أعني الغربَ الأنكلوسكسونيَّ الَّذي سارعَ لِمحاولتهِ الفاشلةِ حُكماً،إنقاذَ عجزِ هذاالكِيان، فتقاطرَ إلى الأرضِ المُحتلّةِ

رؤساءُ هذه الدُّوَل ِالأنكلو سَكسونيّةِ، ومسؤلوها وجنرالاتُها.

_ أمام هذا المشهد، يأتي خطابُ سماحةِ السَّيِّد لِيُؤَكِّدَ أنَّ المعركةَ في غزة، وبِصمودِ أبطال ِالمقاومة، وبالرغمِ من كلِّ التّضحياتِ الجِسامِ، بِأرواح ِ المَدَنِيِّينَ الطاهرةِ، تُشَكِّلُ أَرْضِيَّةً صلبةً، كمرحلةٍ مُتَقَدِّمَةٍ تُؤَسِّسُ لِلمرحلةِ الأعلى في الصراع ِ الوُجُودِيِّ، معَ هذا الكيان الِاحتلاليّ التّوَسُّعيّ، أي المرحلةِ الأبْعَدِ لِلزّوَال ِ المحتوم، ويجبُ دعمُها وإسنادُها، وفقاً لِلتَّقْديراتِ الاستراتيجِيَّةِ المَطلوبة، وضِمْنَ إطارِ هَدَفِ(وَقْفِ العُدوان ِ على غزَّةَ، وانتصارِ حماس) والإسنادِ ضِمْنَ مُتطلّباتِ هذا الهدفِ، بما تُقَرِّرُهُ المقاومةُ الإسلاميةُ وحماس، ومتدَحْرِجاً، وفقَ الحالةِ المطلوبة.

والحِرْصُ كُلُّ الحِرْصِ على أنْ يُشَكِّلَ الوُصولُ إلى الهدفِ المُحَدَّدِ مَرْحَلَةً صلبةً، تُؤَسِّسُ للمرحلةِ الأبْعَدِفي المجابهةِ والمنازلةالتي تناولهاالسَّيِّدُ بالإشارةِإلى التَّصَدِّي لِلْحَشْدِ الأَمُريكيِّ الغربِيِّ عِلَّةِوُجُودِالكِيانِ الصهيونِيِّ المُحتَلِّ، وُصولاً إلى إزالَتِهِ في معركةِ الوُجُودِ الَّتي نعملُ لِإنضاجِ مُتَطَلّباتِها.

{وما النصرإلا من عند الله}.

المصدر: موقع )ضاءات الإخباري