إعداد ومتابعة/ربا يوسف شاهين
وما زال العدو الصهيوني المجرم يستمر في وحشيته وقتله و إجرامه لأكثر من شهر وعلى مرأى العالم كله في فلسطين كلها لكم ايها الأحرار رسالة سيادة المطران
◾حيث بدأ سيادة المطران عطاالله حنا رسالته:
أيها الأحباء ،ايها الأخوه والأخوات الأعزاء ،
أخاطبكم مجدداً في صبيحة هذا اليوم ،
وما زالت غزة تتعرض للقصف، لا بل ازداد العدوان شراسة وهمجية و استهدافاً للأبرياء ، ولا يستثنى من ذلك المستشفيات و المرضى والأطفال الذين هم فيها .
مايحدث اليوم في غزة، لا يمكن أن يستوعبه عقل بشري، أن نكون في هذا العصر ، أن نكون في هذه الأوقات ، التي فيها يتغنى الكثير ون في هذا العالم ، بما يسمى "حقوق الإنسان" والحريات بكافة أشكالها وألوانها .
أن نكون في هذا الزمن وفي هذه الأوقات ، وأن نرى ما يحدث اليوم في غزة ، من جرائم مروعة بحق الإنسانية .
هذا يجعلنا نستنتج ، بأن هذا العالم ، الذي يتغنى بالحريات و حقوق الإنسان ، لا يحترم شيئاً مما ينادي به ، و يتغنى به ، وكل شيء بتوقف عندما يتعلق الأمر بشعبنا الفلسطيني ، عندما تكون القضية متعلقة بأوكرانيا ، أو بغير أوكرانيا يتجمع الكل في هذا العالم ، نصرة لأوكرانيا ومساعدة لها ولغيرها أيضاً.
أما شعبنا الفلسطيني ، فهو شعب أعزل ، يواجه هذه الألة العسكرية الهمجية لوحده طبعاً لا ننكر أن هنالك أصدقاء ولا ننكر أن هنالك أحراراً في هذا المشرق العربي وفي العالم .
◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
وحتى القمة العربية والإسلامية التي عقدت ، مع أن بعض المواقف كانت ضعيفة ، ولكن هنالك موقف ثابت وموحد ، تبناه الجميع بضرورة وقف هذه الحرب.
الاحتلال لا يسمع شيئاً ، لم يسمع صوت القمة العربية والإسلامية ، لم يسمع المناشدات ، ولم يسمع المظاهرات ، ولم يسمع الأصوات المنادية بوقف الحرب.
"ينطبق عليهم ما قيل في الكتاب المقدس
لهم آذان ولا يسمعون ، ولهم عيونٌ ولا يبصرون".
"ولا يسمعون ولا يبصرون إلا ما ينصب في مصلحتهم و أجندتهم و سياستهم ".
◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
لا يمكننا أن نستسلم لألة القمع والظلم و الاستبداد والقتل ، التي تستهدف أهلنا في غزة ، يريدوننا أن نكون صامتين متفرجين ، ولن نكون.
يريدوننا أن نتفرج على هذه المجازر ، وأن لا نحرك ساكناً ، وهذا لن يحدث .
وأعتقد بأن كل إنسان في هذا العالم عنده قيم أخلاقية وإنسانية ، لا يمكنه أن يكون صامتاً متفرجاً ، أمام هذه الجرائم المروعة ، بحق الإنسانية.
لن نتوقف ، من مناشدة كل إنسان مسؤول ، وكل إنسان حر ، وكل إنسان مؤمن ، عنده قيم أخلاقية وإنسانية وحضارية ، بضرورة أن يرفع الصوت عالياً ، من أجل وقف هذه الحرب.
يجب أن تكون هنالك ضغوطات أكثر ، يجب أن يقوم الأحباء في الغرب ، الذين يتظاهرون ويخرجون للساحات في مسيراتهم المليونية ،
يجب أن يضغطوا على حكوماتهم المتآمرة و المنخرطة في هذه الحرب .
يجب أن يصل صوتهم ، إلى هؤلاء الحكام ، الذين هم جزءٌ من المؤامرة ، و المخطط الهمجي الهادف لتدمير كل شيء في غزة.
المظاهرات يجب أن تستمر ، ما دامت الحرب مستمرة ، الأصوات الحرة في مشرقنا وفي عالمنا المنددة بهذا الإرهاب المنظم يجب أن تستمر وأن تتواصل .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
الاحتلال من خلال قمعه وظلمه وقتله ، يريدنا أن نتعود ويريد أن تتحول صور غزة إلى شيء روتيني ، كل يوم قتل ، وكل يوم دمار وشهداء ، إلى آخره .
لا ، هذه ليست مشاهد روتينية وهذه ليست مشاهد اعتيادية يجب أن نمر أمامها مر الكرام .
هذه مشاهد ، يجب أن تغير الرأي العام العالمي هذه المشاهد يجب أن تغير وجه هذا العالم ، لكي يكون اكثر عدلاً وأكثر إنسانية.
وأنا أعتقد ، بأننا سائرون في هذا الاتجاه ،
العالم يتغير ، العالم يتغير لصالحنا كفلسطينيين
والراي العام العالمي بدأ يتبدل لصالحنا كفلسطينيين ، أمام هذه المجازر المروعة ، وهذا القتل الممنهج ، الذي يستهدف شعبنا الفلسطيني في غزة ، وفي الضفة أيضاً ، وفي القدس وفي فلسطين كلها.
أيها الأحباء ، نطالب ونتمنى ، من المرجعيات الدينية ، في صبيحة هذا اليوم ، بأن تتحرك بشكل أقوى ، من أجل وقف هذه الحرب.
الكنائس المسيحية في بلادنا ، اعلنت عن إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد ، والاكتفاء فقط بالصلوات والطقوس الدينية.
وهذه رسالة ، تطلقها الكنائس في بلادنا إلى كل الكنائس في العالم ، بضرورة أن يتحركوا ، بضرورة أن يرفعوا الصوت عاليا ، من أجل أن تتوقف هذه الحرب ، أن يتوقف هذا الإرهاب ، وهذا الإجرام المنظم بحق شعبنا الفلسطيني.
أغيثوا اهلنا في غزة ، أغيثوا مستشفياتنا ، و أطفالنا الذين يموتون بسبب انعدام وجود الأوكسجين والكهرباء ، وكل مقومات الحياة.
أغيثوا أهلنا في غزة ، الذين يعيشون نكبة جديدة ، أغيثوا اهلنا في غزة ، الذين يحتمون بالكنائس و بالمؤسسات ، التي من المفترض أن تكون لها حماية ولها حصانة معينة ، ولكن يبدو ان بظل هذا العدوان لا يوجد هنالك حصانة ، ولا يوجد هنالك احترام ، لا لكنيسة و لا لمسجد ولا لمستشفى ، ولا لأي شيء أخر.
تحركوا أيها الأحباء ، كثفوا من نشاطاتكم ، نصرة لغزة.
موقفنا ثابت لا يتبدل ولا يتغير ، أوقفوا هذه الحرب أوقفوا هذا العدوان الذي لا يجوز أن يستمر أكثر من ذلك.
◾ناشد سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء من القدس ، من كنيسة القيامة أناشد مجدداً ، الكنائس المسيحية في العالم وكل المرجعيات الروحية من كل الأديان ، وكل المرجعيات الحقوقية والإنسانية.
تحركوا ، تحركوا ، فما يحدث في غزة إبادة جماعية ، وقتل جماعي وتشريد جماعي ، ونكبة جديدة تذكرنا بما حدث في 48 .
نرفع الصلاة في صبيحة هذا اليوم ، أمام القبر المقدس ، من أجل غزة ، من أجل أهلنا في فلسطين ، من اجل القدس مدينة السلام ، التي غيب عنها السلام ، لكي يعود إليها سلامها ، ولكي ينعم أبناؤها بالعدل.
ايها الأحباء ، صلوا من أجل العدالة ، مشكلتنا هي العدالة المغيبة في هذه الأرض المقدسة ، ولذلك فإن الفلسطيني يستهدف ، و يستباح في حريته في كرامته في حياته في لقمة عيشه ، في غزة وفي الضفة وفي القدس ، وفي كل مكان .
شكراً لكم ، وأتمنى من الجميع أن يتحركوا ، كلٌ من موقعه في هذا العالم ، هذه الرسالة ، تصل إلى كل مكان في هذا العالم .
اتمنى أن تتحركوا ، و تضامنكم و وقوفكم مع غزة ، هو تضامنٌ مع الأخلاق ، مع القيم ، مع الإنسانية ، مع العدالة ، مع كل إنسان حضاري وإنساني في هذا العالم.
وشكرا لكم