رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة, رسالة تطلقها الكنائس في بلادنا إلى كل الكنائس في العالم بضرورة أن يتحركوا, بضرورة أن يرفعوا الصوت عالياً من أجل أن تتوقف هذه الحرب...
أخبار وتقارير
رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة, رسالة تطلقها الكنائس في بلادنا إلى كل الكنائس في العالم بضرورة أن يتحركوا, بضرورة أن يرفعوا الصوت عالياً من أجل أن تتوقف هذه الحرب...
ربى يوسف شاهين
13 تشرين الثاني 2023 , 08:42 ص


إعداد ومتابعة/ربا يوسف شاهين


وما زال العدو الصهيوني المجرم يستمر في وحشيته وقتله و إجرامه لأكثر من شهر وعلى مرأى العالم كله في فلسطين كلها لكم ايها الأحرار رسالة سيادة المطران

◾حيث بدأ سيادة المطران عطاالله حنا رسالته:

أيها الأحباء ،ايها الأخوه والأخوات الأعزاء ،

أخاطبكم مجدداً في صبيحة هذا اليوم ،

وما زالت غزة تتعرض للقصف، لا بل ازداد العدوان شراسة وهمجية و استهدافاً للأبرياء ، ولا يستثنى من ذلك المستشفيات  و المرضى والأطفال الذين هم فيها .

مايحدث اليوم في غزة، لا يمكن أن يستوعبه عقل بشري، أن نكون في هذا العصر ، أن نكون في هذه الأوقات ، التي فيها يتغنى الكثير ون في هذا العالم ، بما يسمى "حقوق الإنسان"  والحريات بكافة أشكالها وألوانها .

أن نكون في هذا الزمن وفي هذه الأوقات ، وأن نرى ما يحدث اليوم في غزة ، من جرائم مروعة بحق الإنسانية .

هذا يجعلنا نستنتج ، بأن هذا العالم ، الذي يتغنى بالحريات و حقوق الإنسان ، لا يحترم شيئاً مما ينادي به ، و يتغنى به ، وكل شيء بتوقف عندما يتعلق الأمر بشعبنا الفلسطيني ، عندما تكون القضية متعلقة  بأوكرانيا ، أو بغير أوكرانيا يتجمع الكل في هذا العالم ، نصرة لأوكرانيا ومساعدة لها ولغيرها أيضاً.

أما شعبنا الفلسطيني ، فهو شعب أعزل ، يواجه هذه الألة العسكرية الهمجية لوحده طبعاً لا ننكر أن هنالك أصدقاء ولا ننكر أن هنالك أحراراً في هذا المشرق العربي وفي العالم .

◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

وحتى القمة العربية والإسلامية التي عقدت ، مع أن بعض المواقف كانت ضعيفة ، ولكن هنالك موقف ثابت وموحد ، تبناه الجميع بضرورة وقف هذه الحرب.

الاحتلال لا يسمع شيئاً ، لم يسمع صوت القمة العربية والإسلامية ، لم يسمع المناشدات ، ولم يسمع المظاهرات ، ولم يسمع الأصوات المنادية بوقف الحرب.

"ينطبق عليهم ما قيل في الكتاب المقدس

لهم آذان ولا يسمعون ، ولهم عيونٌ ولا يبصرون".

"ولا يسمعون ولا يبصرون إلا ما ينصب في مصلحتهم و أجندتهم و سياستهم ".

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

لا يمكننا أن نستسلم لألة القمع والظلم و الاستبداد والقتل ، التي تستهدف أهلنا في غزة ، يريدوننا أن نكون صامتين متفرجين ، ولن نكون.

يريدوننا أن نتفرج على هذه المجازر ، وأن لا نحرك ساكناً ، وهذا لن يحدث .

وأعتقد بأن كل إنسان في هذا العالم عنده قيم أخلاقية وإنسانية ، لا يمكنه أن يكون صامتاً متفرجاً ، أمام هذه الجرائم المروعة ، بحق الإنسانية.

لن نتوقف ، من مناشدة كل إنسان مسؤول ، وكل إنسان حر ، وكل إنسان مؤمن ، عنده قيم أخلاقية وإنسانية وحضارية ، بضرورة أن يرفع الصوت عالياً ، من أجل وقف هذه الحرب.

يجب أن تكون هنالك ضغوطات أكثر ، يجب أن يقوم الأحباء في الغرب ، الذين يتظاهرون  ويخرجون للساحات في مسيراتهم المليونية ،

يجب أن يضغطوا على حكوماتهم  المتآمرة و المنخرطة في هذه الحرب .

يجب أن يصل صوتهم ، إلى هؤلاء الحكام ، الذين هم جزءٌ من المؤامرة ، و المخطط الهمجي الهادف لتدمير كل شيء في غزة.

المظاهرات يجب أن تستمر ، ما دامت الحرب مستمرة ، الأصوات الحرة في مشرقنا وفي عالمنا المنددة بهذا الإرهاب المنظم يجب أن تستمر وأن تتواصل .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

الاحتلال من خلال قمعه وظلمه وقتله ، يريدنا أن نتعود ويريد أن تتحول صور غزة إلى شيء روتيني ، كل يوم قتل ، وكل يوم دمار وشهداء ، إلى آخره .

  لا ، هذه ليست مشاهد روتينية وهذه ليست مشاهد اعتيادية يجب أن نمر أمامها مر الكرام .

هذه مشاهد ، يجب أن تغير  الرأي العام العالمي هذه المشاهد يجب أن تغير وجه هذا العالم ، لكي يكون اكثر عدلاً وأكثر إنسانية.

وأنا أعتقد ، بأننا سائرون في هذا الاتجاه ،

العالم يتغير ، العالم يتغير لصالحنا كفلسطينيين

والراي العام العالمي بدأ يتبدل لصالحنا كفلسطينيين ، أمام هذه المجازر المروعة ، وهذا القتل الممنهج ، الذي يستهدف شعبنا الفلسطيني في غزة ، وفي الضفة أيضاً ، وفي القدس وفي فلسطين كلها.

أيها الأحباء ، نطالب ونتمنى ، من المرجعيات الدينية ، في صبيحة هذا اليوم ، بأن تتحرك بشكل أقوى ، من أجل وقف هذه الحرب.

الكنائس المسيحية في بلادنا ، اعلنت عن إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد ، والاكتفاء فقط بالصلوات والطقوس الدينية.

وهذه رسالة ، تطلقها الكنائس في بلادنا إلى كل الكنائس في العالم ، بضرورة أن يتحركوا ، بضرورة أن يرفعوا الصوت عاليا ، من أجل أن تتوقف هذه الحرب ، أن يتوقف هذا الإرهاب ، وهذا الإجرام المنظم بحق شعبنا الفلسطيني.

أغيثوا اهلنا في غزة ، أغيثوا مستشفياتنا ، و أطفالنا الذين يموتون بسبب انعدام وجود الأوكسجين والكهرباء ، وكل مقومات الحياة.

أغيثوا أهلنا في غزة ، الذين يعيشون نكبة جديدة ، أغيثوا اهلنا في غزة ، الذين يحتمون بالكنائس و بالمؤسسات ، التي من المفترض أن تكون لها حماية ولها حصانة معينة ، ولكن يبدو ان  بظل هذا العدوان لا يوجد هنالك حصانة ، ولا يوجد هنالك احترام ، لا لكنيسة و لا لمسجد ولا لمستشفى ، ولا لأي شيء أخر.

تحركوا أيها الأحباء ، كثفوا من نشاطاتكم ، نصرة لغزة.

موقفنا ثابت لا يتبدل ولا يتغير ، أوقفوا هذه الحرب أوقفوا هذا العدوان الذي لا يجوز أن يستمر أكثر من ذلك.

◾ناشد سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء من القدس ، من كنيسة القيامة أناشد مجدداً ، الكنائس المسيحية  في العالم وكل المرجعيات الروحية من كل الأديان ، وكل المرجعيات الحقوقية والإنسانية.

تحركوا ، تحركوا ، فما يحدث في غزة إبادة جماعية ، وقتل جماعي وتشريد جماعي  ، ونكبة جديدة تذكرنا بما حدث في 48 .

نرفع الصلاة في صبيحة هذا اليوم ، أمام القبر المقدس ، من أجل غزة ، من أجل أهلنا في فلسطين ، من اجل القدس مدينة السلام ، التي غيب عنها السلام ، لكي يعود إليها سلامها ، ولكي ينعم أبناؤها بالعدل.

ايها الأحباء ، صلوا من أجل العدالة ، مشكلتنا هي العدالة المغيبة في هذه الأرض المقدسة ، ولذلك فإن الفلسطيني يستهدف ، و يستباح في حريته في كرامته في حياته  في لقمة عيشه ، في غزة وفي الضفة وفي القدس ، وفي كل مكان .

شكراً لكم ، وأتمنى من الجميع أن يتحركوا ، كلٌ من موقعه في هذا العالم ، هذه الرسالة ، تصل إلى كل مكان في هذا العالم .

اتمنى أن تتحركوا ، و تضامنكم و  وقوفكم مع غزة ، هو تضامنٌ مع الأخلاق ، مع القيم ، مع الإنسانية ، مع  العدالة ، مع كل إنسان حضاري وإنساني في هذا العالم.

وشكرا لكم

المصدر: موقع إضاءات الإخباري