رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة.
أخبار وتقارير
رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة.
ربى يوسف شاهين
17 تشرين الثاني 2023 , 14:04 م

إعداد الزميلة ربا يوسف شاهين 

نقدر عالياً كل الأصوات المتضامنة مع شعبنا الفلسطيني في كل مكان ، ونحن نتابع ما يحدث في أمريكا في كندا في أوروبا .

ماهو مطلوب ( أن يتوقف هذا العدوان بشكل كلي)

تستمر الإبادة الجماعية لأهلنا في غزة وتستمر معاناة الشعب الفلسطيني هدف العدوان ليس فقط الانتقام بل هدفه إحداث نكبة جديدة .

▪️حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء الأخوة والأخوات الأعزاء

مازال العدوان مستمرا و متواصلا على شعبنا الفلسطيني في غزة الأبية

قصف ودمار وشهداء  وآلام واحزان لا يمكن وصفها بالكلمات.

يتحدثون في الامم المتحدة عن هدنة إنسانية وهذا أضعف الإيمان ولكن ما هو مطلوب وأظن أنكم تشاطرونني هذا الموقف ماهو مطلوب

( أن يتوقف هذا العدوان بشكل كلي).

نصف غزة قد دمر  ، فهل ينتظرون أن يدمر النصف الآخر لكي تتوقف الحرب .

شلال الدماء لا يتوقف ، ولا يستثنى من ذلك الأطفال ، في مشهد مروع يدل على المآسي الإنسانية التي يعيشها أهلنا في غزة الأبية.

وفي الضفة الغربية ، هنالك اقتحامات ، هنالك اعتقالات ، هنالك يبدو مخططات احتلالية هادفة ، للتنكيل بشعبنا بشكل غير مسبوق .

وهذا يجعلنا نقول :  أن الحرب تستهدف شعبنا الفلسطيني كله ، سواءً في غزة او في الضفة أو في القدس وإن تغيرت  الأنماط و الأساليب التي يتم من خلالها هذا الاستهداف .

▪️وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

اليوم نحن نتحدث عن غزة ، والتي و يا للأسف الشديد أضحت حقل تجارب  لكل القذائف والصواريخ و الأسلحة ، التي أوتي بها من الغرب لكي تنكل بشعبنا ، ولكي تدمر ، ولكي تخلف كل هذه المآسي الإنسانية .

الحكام في الغرب بغالبيتهم هم شركاء في هذه الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني.

وأظن أن الاحتجاجات والمسيرات و الأصوات التي يطلقها الأحرار في عالمنا ، لربما قد تؤثر

لربما قد تكون ضغطاً على هذه الحكومات ، وعلى هؤلاء الحكام ، لكي تكون مواقفهم أكثر إنسانية وأكثر عدلاً ، ولكن هذا يحدث على حساب دماء شعبنا ، على حساب اطفالنا الذين يتم التنكيل بهم ، على حساب المدنيين الذين يقتلون و يستهدفون بدم بارد .

▪️واكد سيادة المطران عطاالله حنا:

إن الصحوة التي نشهدها في العالم ، هي ظاهرة صحية أمام كل هذه المشاهد المروعة ، التي يراها العالم في غزة .

ولكن نتساءل إلى متى؟  إلى متى؟ سوف تستمر هذه المجازر إلى متى  سوف يستمر هذا الدمار .

نقدر عالياً كل الأصوات المتضامنة مع شعبنا الفلسطيني في كل مكان ، ونحن نتابع ما يحدث في أمريكا في كندا في أوروبا .

هنالك أشخاص و إعلاميون ونشطاء ، ينتمون إلى تيارات مختلفة ، وإلى أديان مختلفة ، و خلفيات ثقافية مختلفة ، وحدتهم معاناة الشعب الفلسطيني.

واليوم الشعار الذي يحملونه هو الحرية لفلسطين ، أوقفوا العدوان عن فلسطين وعن غزة

نحن نقدر هذا ونحن أوفياء لكل هؤلاء الأحرار .

▪️واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

ولكن نعود ونتساءل ، إلى متى سوف تستمر هذه المعاناة ؟ إلى متى سوف تستمر هذه  الآلام و الأحزان؟

أهلنا في غزة يعيشون كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني.

الدمار الهائل الذي حل بغزة أعادها للوراء لربما خمسين عاماً أو مئة عام.

ولا يجوز لنا أن ننسى ، أو نتجاهل أن هذه هي الحرب السادسة التي يتعرض لها أهلنا في غزة ،

مرت حروب واوقات عصيبة جداً  ، أنهكت أهلنا هناك  ، ودمرت وخربت وتركت الشهداء والآلام والأحزان ، ولكن هذا العدوان الأخير ، هو الأكثر شراسة و عدوانية.

▪️و أضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

وأنا أعتقد أن الهدف من هذا العدوان ، ليس فقط الانتقام  وليس فقط معاقبة شعب أعزل .

بل يبدو أن هنالك مخططاً هدفه التهجير ، هدفه إحداث  نكبة جديدة .

وهنا يأتي دورنا كفلسطينيين أولاً ، و كعرب و كأحرار في هذا العالم ، أن نمنع النكبة الجديدة ، وأن نمنع التهجير الجديد ، الذي حدث عام 48 وعام 67 ، ولا نريده أن يتكرر اليوم .

لا يمكن وصف ما يحدث في غزة أيها الأحباء .

ولكن غزة ما تريده منا في هذه الأوقات ، أن نكون صوتاً بإسمها ، أهل غزة لا يمكنهم أن يتحدثوا في ظل هذه الأوضاع ، الصواريخ والقذائف هي أقوى من أي صوتٍ قد يخرج من هناك .

فكونوا أيها الأحباء في فلسطين ، وفي الوطن العربي من محيطه إلى خليجه ، وفي العالم بأسره ، كونوا صوتاً بإسم هؤلاء المظلومين ، كونوا صوتاً بإسم اولئك الذين لا صوت لهم ، وليسوا قادرين على أن يسمعوا صوتهم إلى حيث ما يجب أن يصل ، كونوا صوتاً بإسم هذا الشعب المظلوم هذا الشعب المنكوب ، هذا الشعب الذي عانى ويعاني من ويلات الاعتداءات و الحروب والجرائم الاحتلالية بحق شعبنا الفلسطيني.

لقد ازدادت الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى ، من أجل تكثيف الحراك الهادف لوقف هذا العدوان .

لم يعد من الممكن أن يستمر هذا العدوان ، وكلكم شاهدتم ما حدث في مستشفى الشفاء وما حدث في غيرها من المستشفيات ، وما حدث في كل زاوية من زوايا القطاع ، حيث أن هنالك دمار و خرابا و أحلاماً طمرت تحت الركام .

فلنكثف من الحراك في كل مكان ، في هذا العالم في كل القارات ، في كل الدول ، الجاليات العربية أصدقاؤنا في كل مكان ، و أصدقاؤنا تتسع رقعتهم يوماً بعد يوم ، الحراك الضاغط على الحكومات ، يجب أن يستمر ، وأن يتواصل حتى يتوقف هذا العدوان .

طبعاً قد يتوقف هذا العدوان في وقت من الأوقات .

ولكن هذا لن يعيد الحياة لمن فقدوها ولن يصلح هذا الدمار الذي حصل هناك .

بعد أن تتوقف الحرب هنالك حاجة إلى لحملات إغاثية ويجب أن تبتدئ من اليوم ، هنالك حاجة لحملات يقوم بها المقتدرون في هذا العالم ، من أجل إعادة إعمار ما يمكن إعماره .

أيها الأحباء غزة مدمرة غزة أليمة غزة مجروحة

غزة محاصرة غزة تعاني من تداعيات عدوان همجي وما زال مستمرا  و متواصلا ونتمنى ان يتوقف سريعا سريعا حقنا للدماء ووقفا للدمار 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري