كلمة سيادة المطران عطاالله حنا ( رئيس أساقفة سبسطية) بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس, القضية الفلسطينية باقية ، الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه باقٍ على العهد والوعد وتستمر مجازر العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وخاصة اهلنا في قطاع غزة نصف غزة مدمر ....ماذا بعد ؟
فلسطين
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا ( رئيس أساقفة سبسطية) بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس, القضية الفلسطينية باقية ، الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه باقٍ على العهد والوعد وتستمر مجازر العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وخاصة اهلنا في قطاع غزة نصف غزة مدمر ....ماذا بعد ؟
ربى يوسف شاهين
22 تشرين الثاني 2023 , 11:22 ص


إعداد /,ربا يوسف شاهين


▪️حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

ايها الأحباء الأخوة والأخوات الأعزاء

يحدثوننا عن هدنة لعدة أيام ، ونحن نقول بأن ما هو مطلوب ، هو أن تتوقف الحرب ، أن يتوقف هذا العدوان ، طبعاً أن تكون هنالك هدنة هذا امر جيد ، لكننا نطمح إلى أكثر من ذلك ، أن يتوقف هذا العدوان ، الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة.

لكن نتساءل هل توقف العدوان هو الحل ؟

وانتم تعرفون أن هذه هي سادس حربٍ يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة ، ناهيك عن التنكيل الذي يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية وفي القدس .

▪️وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

الحل أيها الأحباء لا يمكن أن يكون إلا من خلال تحقيق أمنيات وتطلعات وثوابت شعبنا الفلسطيني ، بالعيش بحرية وكرامة ، في هذا الوطن ، في فلسطين في هذه البقعة المباركة من العالم .

أن تتوقف الحرب هذا قد يحدث بعد  أيام بعد أسابيع إلى أخره ، لا يمكننا أن نتكهن متى سوف يتوقف هذا العدوان ، ولكن ما يجب أن نفكر به جميعاً هو ، أن تكون هنالك حلول جذرية ، الحلول الوسط ليست حلاً ،. لن يقبل الفلسطينيون بحلولٍ سوى أن تتحقق كافة أمنياتهم وتطلعاتهم في أن يعيشوا أحراراً في  بلدهم وفي أرضهم المقدسة .

طبعاً الهدنة أو توقف الحرب ، لن تعيد غزة كيف كانت ، الدمار منتشر في كل مكان .

إعادة الإعمار لوحدها سوف تحتاج إلى سنين طويلة .

أما أولئك الذين فقدوا حياتهم ، فلن تعود إليهم الحياة مجدداً بعد الهدنة ، أو بعد توقف هذه الحرب ، هنالك خسائر بشرية ، هنالك شهداء هنالك آلام ، هنالك احزان ، هنالك دماءٌ أهرقت

و شهداءٌ ارتقوا ، هؤلاء للأسف لن يعودوا ، لكن الباقي هو الشعب . الشعب المتمسك بحقوقه ، الشعب المتمسك بثوابته ، الشعب المتمسك بهذه الأرض .

▪️وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

كل ما يحدث في غزة وفي الضفة ، هدفه جعل الفلسطينيين يتنازلون ، و يتراجعون عن ثوابتهم و انتمائهم لهذه الأرض ، وهذا لن يحدث ، وهذا لن يحدث .

الفلسطينيون لن يستسلموا أمام ألة القتل والقمع والظلم الممارسة بحقهم ، وخاصة في غزة ، التي ارتكبت فيها وما زالت ترتكب أبشع الجرائم ، في ظل سياسة التطهير العرقي ، وفي ظل سياسة ، النكبة الجديدة و المأساة الجديدة  و المتجددة هناك .

أحبائي يجب أن نفكر بالمستقبل ، والمستقبل لنا

لأننا أصحاب قضية عادلة ، هذه الأرض هي أرضنا ، وهذا الوطن هو وطننا ، وهذه القدس هي لنا ، وهذه المقدسات هي لنا ، ونحن لسنا غرباء في بلدنا ، وفي وطننا ، ولسنا بضاعة مستوردة من أي مكان ، كما هو حال المستوطنين ، الذين أوتي بهم من هنا ، أو من هناك ، لكي يعيثوا فساداً و دمارً ، في هذه البقعة المباركة من العالم .

الحرب سوف تنتهي ، واتمنى أن يكون هذا سريعاً ، ان يتوقف هذا العدوان ، 

حقناً للدماء ووقفاً للدمار .

ولكن القضية الفلسطينية باقية ، الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه باقٍ على العهد والوعد ، ولن يستسلم الفلسطينيون للمؤامرات والمشاريع الهادفة إلى تصفية قضيتهم ، والنيل من عزيمتهم .

▪️واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

ولذلك أيها الأحباء ، ما هو مطلوب من الفلسطينيين في هذه الأوقات العصبية ، ان يرتبوا بيتهم الفلسطيني الداخلي ، الذي يحتاج إلى كثيرٍ من الترتيب ، لا يجوز لنا أن نبقى في حالة الإنقسام والتشرذم ، وخطاب التخوين وخطاب التشهير ، و الإساءات الذي نسمعه من أكثر من جهة ، ليس هذا هو الوقت ، ليس هذا هو الوقت ، من أجل خطابات من هذا النوع .

في هذه الأوقات ، نحن بحاجة إلى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ، وتوحيد الصفوف وتصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح ، لكي نكون معاً و سوياً في خندق واحد .

الحرب تستهدف الفلسطينيين جميعاً ، في غزة وفي الضفة ، وفي القدس ، وفي مواجهة هذه التحديات ، يجب أن تكون موجدين ، يجب أن تكون على قلب رجل واحد ، لأن وحدتنا هي قوة لنا ، وحدتنا تزعج الاحتلال ، الاحتلال هو الذي لا يريدنا  أن نكون موحدين ، ونحن نقول:

بأننا يجب أن تكون موجدين  ، لأن وحدتنا هي قوة لنا ، في دفاعنا عن انبل و أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .

نقف إجلالاً ووفاءً لدماء شهدائنا في غزة ، وفي الضفة ، نقف وفاءً و إجلالاً  لتضحيات شعبنا .

اليوم غزة فيها دمارٌ هائل ، فيها ألامٌ و أحزانٌ ودموعٌ و أشلاءٌ ودماءٌ ، ولكن غزة فيها ايضاً مدرسة ، مدرسة البطولة ، مدرسة التشبث بالأرض والهوية ، مدرسة الرباط والصمود والإباء ، التي هي مدرسةٌ يتعلم منها الجميع ، كما هو حال كل الشعب الفلسطيني ، الذي ينتمي إلى هذه المدرسة ، مدرسة النضال والكفاح والصمود والرباط ، في هذه البقعة المباركة في فلسطين ،

التي نعيش فيها بأجسدانا ولكنها ساكنةٌ في عقولنا ، وفي قلوبنا ، و في ضمائرنا ، كما هي في وجدان كل إنسانٍ عربي ، وكل إنسانٍ حر في هذا العالم .

▪️وشدد سيادة المطران عطاالله حنا:

سوف تنتهي الحرب أيها الأحباء ، وأتمنى أن يكون هذا سريعاً ، ولكن ما بعد الحرب يبقى أمامنا مشوارٌ طويل ، ليس فقط إعادة إعمار ما دمر ، وليس فقط لملمة الجراح ، بل ترتيب البيت الفلسطيني ، لكي يكون قوياً ، في مواجهة الأعداء والمؤامرات ، مع التأكيد أن هنالك قضية عادلة ما زالت عالقة .

القضية الفلسطينية  لم تحل مع كل هذه الاتفاقيات والاجتماعات والمؤتمرات منذ أكثر من 30عاماً لم تحل هذه القضية لا بل زادت المستوطنات وزادت أسوار الفصل العنصري وزادت الاغتيالات والاعتقالات ، ما زال أمامنا طريق طويل من حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته الكاملة ويحقق ثوابته التي لا تنازل عنها لا تنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية .

أيها الأحباء تضحيات شعبنا لن تذهب هدراً

دماء شهدائنا لن تذهب هدراً ثمرتها ستكون حتماً الحرية الكرامة التحرير إستعادة الحقوق والقدس قبلتنا وعاصمتنا و حاضنة أهم مقدساتنا .

أحبائي نداؤنا أيضاً في صبيحة هذا اليوم كما وفي كل يوم إلى كل أولئك الذين إلى كل أولئك الذين في هذا العالم من الأحرار ومن المسؤولين كل إنسان عنده أخلاق فلنعمل معأ و سوياً من أجل أن تتوقف الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار .

هذا العدوان يجب أن يتوقف وهذه مسؤوليتنا جميعاً كفلسطينيين و كعرب و كأحرار في هذا العالم أن نرفع الصوت عالياً مطالبين بأن يتوقف هذا العدوان أهل غزة لا يستحقون أن يعاملوا بهذه القسوة والعدوان يشمل الضفة أيضاً والقدس التي يتم التآمر عليها بوسائل كثيرة ومتنوعة هذا الشعب ، هذا الشعب  المرابط الصامد ، الذي يقدم التضحيات ، سوف ينال حقوقه حتماً عاجلاً أم أجلاً ونتمنى أن يكون هذا عاجلاً .

فليتوقف العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري