إعداد: ربا يوسف شاهين/سورية
الحكام في الغرب بغالبيتهم يقفون إلى جانب إسرائيل وهذا يجعلهم في إطارٍ يتحملون فيه مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه ما يرتكب بحق شعبنا الفلسطيني من جرائم .
◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
نوجه تحية قلبية ، لكل الأسرى الذين خرجوا من سجون الاحتلال ، خلال الساعات المنصرمة
وما نتمناه حقيقة وما نطالب به ، هو أن يخرج جميع الأسرى من سجون الاحتلال ، لأن هؤلاء الأبطال هم أبطال الحرية ، وهم يستحقون أن يكونوا أحراراً ، وقد ناضلوا و كافحوا ، من أجل أنبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .
وما نطالب به حقيقة ، أن تتواصل وأن تستمر هذه الهدنة ، وأن تؤدي إلى وقفٍ كاملٍ للعدوان .
أهل غزة يلملمون جراحهم ، وهم يقفون فوق انقاض منازلهم ، ويحق لهؤلاء أن ينعموا بالهدوء ، أن يعيشوا حياة أفضل .
ولذلك فإننا نتمنى ، أن يتوقف هذا العدوان بشكل كلي ، وأن لا تكون هناك هدنة لعدة أيام فقط ، وإن كانت هذه الهدنة مهمة ومطلوبة ، ولكن يبقى المطلب الأساسي لنا جميعاً هو أن يتوقف هذا العدوان .
دمارٌ هائلٌ حلَّ بغزة ، تقريباً نصف غزة مُدمر وهنالك مستشفياتٌ ودورعبادةٍ و مساكن كان يقطنها المدنيون ، تحولت إلى ركام ، و طمرت تحت هذا الركام ، أحلام وطموحات لأبرياءٍ من أبناء شعبنا الأبي .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
ايها الأحباء ، إن القضية الفلسطينية هي قضية كافة الأحرار في عالمنا ، وتضحيات أهلنا في غزة ، ودماء شهدائنا وما حلَّ في غزة من دمارٍ و خرابٍ بسبب هذا العدوان الهمجي ، أدى كل هذا ، إلى أن يتبدل و يتغير الرأي العام في العالم لصالحنا كفلسطينيين .
العالم بأسره اليوم ، يتحدث عن غزة ، يتحدث عن فلسطين ، يتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني ، ونحن نتمنى و، بأن يؤدي هذا الحراك وهذه المظاهرات وهذه المسيرات وهذه الأصوات ، التي تنادي بوقف العدوان ، لا بل تنادي بحلٍ جذريٍ للقضية الفلسطينية ، نتمنى أن تؤثر على الحكام في هذا العالم .
هؤلاء الحكام الذين بعضهم يغض الطرف عما تعرض له الفلسطينيون ، والبعض الآخر شريكٌ و متآمرٌ
لاسيما أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية التي تمد سلطات الاحتلال بالسلاح ، و الدعم المالي و اللوجستي والسياسي ، لكي تواصل عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني .
◾ وأضاف سيادة المطران عطاالله :
ولذلك فإننا نقول : بأن عدونا ليس فقط الاحتلال الذي يعتدي على غزة ويعتدي على الضفة و يتآمر على القدس ، بل عدونا أيضاً هو الصامت و المتخاذل ، عدونا أيضاً هو المتآمر ، والذي يعطي غطاءً سياسياً وعسكرياً إلى أخره لهذه السلطة الاحتلالية الغاشمة ، الموغلة في دماء شعبنا الفلسطيني .
الحكام في الغرب بغالبيتهم يقفون إلى جانب إسرائيل ، وهذا يجعلهم في إطارٍ ، يتحملون فيه مسؤولية أخلاقية وإنسانية ، تجاه ما يرتكب بحق شعبنا الفلسطيني من جرائم .
هؤلاء يفتشون عن أمن إسرائيل ، وكأن الفلسطينيين لا يحق لهم أن يعيشوا بأمن ، لا يحق لهم أن يعيشوا بسلام ، لا يحق لهم أن يعيشوا بطمأنينة ، في وطنهم وفي أرضهم المقدسة .
أقول لهؤلاء الحكام المتغطرسين ، هؤلاء الحكام المتآمرين ، الذين يدعمون الاحتلال نقول لهم : وأنتم تتغنون بحقوق الإنسان وغيرها من الحقوق بما في ذلك حقوق الحيوان .
نقول لكم : يا أيها الحكام ، الفلسطينيون هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان في هذا العالم ، لماذا تغطون الطرف ، تتجاهلون ما يحدث بحق شعبنا الفلسطيني ؟ لماذا لا تلتفتون إلى معاناة شعبنا ؟ وكأن هذا الشعب مخلوق من طينةٍ مختلفة وكأن هذا الشعب هو كائنات مختلفة عن كل إنسان في هذا العالم .
شعبنا الفلسطيني هو شعب ، هم بشر مثل كل شعوب العالم ، مثل كل إنسان موجود في هذا العالم ، ليسوا من طينة مختلفة وهم يستحقون ويحق لهم أن يعيشوا بأمان أن يعيشوا بسلام ، في وطنهم مثل كل إنسان في هذا العالم ، ومثل كل شعوب هذا العالم .
◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
وبالتالي. أيها الأحباء ما أود أن أقوله لكم :
بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال حل جذري للقضية الفلسطينية ، وحل القضية الفلسطينية ، لا يمكن أن يكون على المقاس الإسرائيلي ، كما تريد إسرائيل ، وكما يريد داعموا إسرائيل ، الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر مصيره ، والشعب الفلسطيني قال كلمته وعبر عن موقفه الثابت ، بأنه شعبٌ يعشق الحياة والحرية والكرامة .
حرب غزة والعدوان على غزة حقيقةً وصمة عار في جبين الإنسانية ، أفرجوا عن عدد من المعتقلين في إطار صفقة التبادل ، ولكن في المقابل ، الاعتقالات لم تتوقف في الضفة الغربية وفي غيرها من الأماكن ، هم افرجوا عن عدد من المعتقلين ، ولكنهم اعتقلوا أكثر منهم ، وكأنهم يريدون أن يقولوا لنا
نحن الذين نقرر ونحن الذين نتحكم ونحن الذين نفعل ما نريد
يعني عنصرية وهمجية و عدوانية وثقافة انتقامٍ تدل على همجية هذا الاحتلال ، وعلى سياساته وممارساته القمعية بحق شعبنا الفلسطيني .
أهلنا في غزة قلوبنا معكم ، ونتمنى أن تتكثف وأن تتواصل خلال الأيام القادمة ، حملات الإغاثة
غزة بحاجة إلى الغذاء , بحاجة إلى الدواء ، بحاجة إلى كل من يقف إلى جانبها ، لكي يساعد أهلها المكلومين و المعذبين ، ولكنها أولاً وقبل كل شيء. ، هي بحاجة إلى وقف هذا العدوان .
لا نريد أن نرى مشاهد القصف والقتل بعد أيام
لا نريد للهدنة أن تتوقف ، وأن يأتي بعدها عدوانٌ على شعبنا لكي يدمر و يخرب ويخلف الدمار و الشهداء والدماء .
يجب أن تبذل الجهود من أجل أن تكون هذه الهدنة المحطة ، التي تأتي قبل انتهاء الحرب ، ووقف هذا العدوان ، وهذا ليس أمراً مستحيلاً
إذا ما بذل العرب جهوداً ، وإذا ما بذل الأحرار في العالم جهوداً ، يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة
لا نريد أن يتجدد العدوان ، وأن تتجدد الحرب إلى أخره ، نريد وقفاً كلياً و شاملاً لكل هذه المظاهر المأساوية ، التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني .
ألف تحية لأهلنا في غزة ، نقف إجلالاً وتكريماً للشهداء للأبطال للمناضلين لكل هؤلاء الشامخين الذين يقفون فوق ركام منازلهم ويقولون :
هنا باقون هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون
كما كان يقول شاعرنا الكبير "محمود درويش"
كل التحية لأهلنا في الضفة ، الضفة أيضاً مستهدفة والقدس مستهدفة ، وكل الشعب الفلسطيني مستهدف .
أحبائي نحن نمر بفترة عصيبة ، ومرحلة معقدة تحتاج منا كفلسطينيين إلى مزيد من الوحدة من التضامن من الوعي , من الوطنية الحقة ، والصدق والاستقامة و الرصانة ، وهذه كلها موجودة عند شعبنا الفلسطيني ، ولكن نحن بأمس الحاجة إليها ، و خاصةً في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها .
من القدس لكم ألف تحية يا أيها الأحرار في هذا الوطن العربي ، المنتفضين نصرة لغزة و لفلسطين .
الف تحية لكل الأحرار في عالمنا ، ونقول : فلسطين ستبقى لأبنائها ، ولن تكون للمستعمرين المحتلين ، الذين تم استيرادهم من هنا أو من هناك ، فلسطين ستبقى للفلسطينيين ، قضية حق وعدالة ، وهذه القضية هي التي سوف تنتصر في النهاية مهما طال الزمان .
وشكراً لكم .