كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس )بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس, حرب غزة والعدوان على غزة حقيقةً وصمة عار في جبين الإنسانية
أخبار وتقارير
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس )بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس, حرب غزة والعدوان على غزة حقيقةً وصمة عار في جبين الإنسانية
ربى يوسف شاهين
27 تشرين الثاني 2023 , 21:11 م


إعداد: ربا يوسف شاهين/سورية


الحكام في الغرب بغالبيتهم يقفون إلى جانب إسرائيل وهذا يجعلهم في إطارٍ يتحملون فيه مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه ما يرتكب بحق شعبنا الفلسطيني من جرائم .

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء

نوجه تحية قلبية ، لكل الأسرى الذين خرجوا من سجون الاحتلال ، خلال الساعات المنصرمة

وما نتمناه حقيقة وما نطالب به ، هو أن يخرج جميع الأسرى من سجون الاحتلال ، لأن هؤلاء الأبطال هم أبطال الحرية ، وهم يستحقون أن يكونوا أحراراً ، وقد ناضلوا و كافحوا ، من أجل أنبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .

وما نطالب به حقيقة ، أن تتواصل وأن تستمر هذه الهدنة ، وأن تؤدي إلى وقفٍ كاملٍ للعدوان .

أهل غزة يلملمون جراحهم ، وهم يقفون فوق انقاض منازلهم ، ويحق لهؤلاء أن ينعموا بالهدوء ، أن يعيشوا حياة أفضل .

ولذلك فإننا نتمنى ، أن يتوقف هذا العدوان بشكل كلي ، وأن لا تكون هناك هدنة لعدة أيام فقط ، وإن كانت هذه الهدنة مهمة ومطلوبة ، ولكن يبقى المطلب الأساسي لنا جميعاً هو أن يتوقف هذا العدوان .

دمارٌ هائلٌ حلَّ بغزة ، تقريباً نصف غزة مُدمر وهنالك مستشفياتٌ ودورعبادةٍ و مساكن كان يقطنها المدنيون ، تحولت إلى ركام ، و طمرت تحت هذا الركام ، أحلام وطموحات لأبرياءٍ من أبناء شعبنا الأبي .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

ايها الأحباء ، إن القضية الفلسطينية هي قضية كافة الأحرار في عالمنا ، وتضحيات أهلنا في غزة ، ودماء شهدائنا وما حلَّ في غزة من دمارٍ و خرابٍ بسبب هذا العدوان الهمجي ، أدى كل هذا ، إلى أن يتبدل و يتغير الرأي العام في العالم لصالحنا كفلسطينيين .

العالم بأسره اليوم ، يتحدث عن غزة ، يتحدث عن فلسطين ، يتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني ، ونحن نتمنى و، بأن يؤدي هذا الحراك وهذه المظاهرات وهذه المسيرات وهذه الأصوات ، التي تنادي بوقف العدوان ، لا بل تنادي بحلٍ جذريٍ للقضية الفلسطينية ، نتمنى أن تؤثر على الحكام في هذا العالم .

هؤلاء الحكام الذين بعضهم يغض الطرف عما تعرض له الفلسطينيون ، والبعض الآخر شريكٌ و متآمرٌ

لاسيما أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية التي تمد سلطات الاحتلال بالسلاح ، و الدعم المالي و اللوجستي والسياسي ، لكي تواصل عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني .

◾ وأضاف سيادة المطران عطاالله :

ولذلك فإننا نقول : بأن عدونا ليس فقط الاحتلال الذي يعتدي على غزة ويعتدي على الضفة و يتآمر على القدس ، بل عدونا أيضاً هو الصامت و المتخاذل ، عدونا أيضاً هو المتآمر ، والذي يعطي غطاءً سياسياً وعسكرياً إلى أخره لهذه السلطة الاحتلالية الغاشمة ، الموغلة في دماء شعبنا الفلسطيني .

الحكام في الغرب بغالبيتهم يقفون إلى جانب إسرائيل ، وهذا يجعلهم في إطارٍ ، يتحملون فيه مسؤولية أخلاقية وإنسانية ، تجاه ما يرتكب بحق شعبنا الفلسطيني من جرائم .

هؤلاء يفتشون عن أمن إسرائيل ، وكأن الفلسطينيين لا يحق لهم أن يعيشوا بأمن ، لا يحق لهم أن يعيشوا بسلام ، لا يحق لهم أن يعيشوا بطمأنينة ، في وطنهم وفي أرضهم المقدسة .

أقول لهؤلاء الحكام المتغطرسين ، هؤلاء الحكام المتآمرين ، الذين يدعمون الاحتلال نقول لهم : وأنتم تتغنون بحقوق الإنسان وغيرها من الحقوق بما في ذلك حقوق الحيوان .

نقول لكم : يا أيها الحكام ، الفلسطينيون هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان في هذا العالم ، لماذا تغطون الطرف ، تتجاهلون ما يحدث بحق شعبنا الفلسطيني ؟ لماذا لا تلتفتون إلى معاناة شعبنا ؟ وكأن هذا الشعب مخلوق من طينةٍ مختلفة وكأن هذا الشعب هو كائنات مختلفة عن كل إنسان في هذا العالم .

شعبنا الفلسطيني هو شعب ، هم بشر مثل كل شعوب العالم ، مثل كل إنسان موجود في هذا العالم ، ليسوا من طينة مختلفة وهم يستحقون ويحق لهم أن يعيشوا بأمان أن يعيشوا بسلام ، في وطنهم مثل كل إنسان في هذا العالم ، ومثل كل شعوب هذا العالم .

◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:

وبالتالي. أيها الأحباء ما أود أن أقوله لكم :

بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال حل جذري للقضية الفلسطينية ، وحل القضية الفلسطينية ، لا يمكن أن يكون على المقاس الإسرائيلي ، كما تريد إسرائيل ، وكما يريد داعموا إسرائيل ، الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر مصيره ، والشعب الفلسطيني قال كلمته وعبر عن موقفه الثابت ، بأنه شعبٌ يعشق الحياة والحرية والكرامة .

حرب غزة والعدوان على غزة حقيقةً وصمة عار في جبين الإنسانية ، أفرجوا عن عدد من المعتقلين في إطار صفقة التبادل ، ولكن في المقابل ، الاعتقالات لم تتوقف في الضفة الغربية وفي غيرها من الأماكن ، هم افرجوا عن عدد من المعتقلين ، ولكنهم اعتقلوا أكثر منهم ، وكأنهم يريدون أن يقولوا لنا

نحن الذين نقرر ونحن الذين نتحكم ونحن الذين نفعل ما نريد

يعني عنصرية وهمجية و عدوانية وثقافة انتقامٍ تدل على همجية هذا الاحتلال ، وعلى سياساته وممارساته القمعية بحق شعبنا الفلسطيني .

أهلنا في غزة قلوبنا معكم ، ونتمنى أن تتكثف وأن تتواصل خلال الأيام القادمة ، حملات الإغاثة

غزة بحاجة إلى الغذاء , بحاجة إلى الدواء ، بحاجة إلى كل من يقف إلى جانبها ، لكي يساعد أهلها المكلومين و المعذبين ، ولكنها أولاً وقبل كل شيء. ، هي بحاجة إلى وقف هذا العدوان .

لا نريد أن نرى مشاهد القصف والقتل بعد أيام

لا نريد للهدنة أن تتوقف ، وأن يأتي بعدها عدوانٌ على شعبنا لكي يدمر و يخرب ويخلف الدمار و الشهداء والدماء .

يجب أن تبذل الجهود من أجل أن تكون هذه الهدنة المحطة ، التي تأتي قبل انتهاء الحرب ، ووقف هذا العدوان ، وهذا ليس أمراً مستحيلاً

إذا ما بذل العرب جهوداً ، وإذا ما بذل الأحرار في العالم جهوداً ، يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة

لا نريد أن يتجدد العدوان ، وأن تتجدد الحرب إلى أخره ، نريد وقفاً كلياً و شاملاً لكل هذه المظاهر المأساوية ، التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني .

ألف تحية لأهلنا في غزة ، نقف إجلالاً وتكريماً للشهداء للأبطال للمناضلين لكل هؤلاء الشامخين الذين يقفون فوق ركام منازلهم ويقولون :

هنا باقون هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون

كما كان يقول شاعرنا الكبير "محمود درويش"

كل التحية لأهلنا في الضفة ، الضفة أيضاً مستهدفة والقدس مستهدفة ، وكل الشعب الفلسطيني مستهدف .

أحبائي نحن نمر بفترة عصيبة ، ومرحلة معقدة تحتاج منا كفلسطينيين إلى مزيد من الوحدة من التضامن من الوعي , من الوطنية الحقة ، والصدق والاستقامة و الرصانة ، وهذه كلها موجودة عند شعبنا الفلسطيني ، ولكن نحن بأمس الحاجة إليها ، و خاصةً في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها .

من القدس لكم ألف تحية يا أيها الأحرار في هذا الوطن العربي ، المنتفضين نصرة لغزة و لفلسطين .

الف تحية لكل الأحرار في عالمنا ، ونقول : فلسطين ستبقى لأبنائها ، ولن تكون للمستعمرين المحتلين ، الذين تم استيرادهم من هنا أو من هناك ، فلسطين ستبقى للفلسطينيين ، قضية حق وعدالة ، وهذه القضية هي التي سوف تنتصر في النهاية مهما طال الزمان .

وشكراً لكم .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري