هذا الصباح الباكر ، أبصرته وقد أشرقت فرحةٌ مغتصبةٌ بازغةٌ من حدقتَيْه، بعدما تجمّدتْ حروفُ الدمع ِ طويلاً على شفتَيْه ، فأدام التحديق إلى السماء فعاجَلْتُه ، والدهشةُ تغمرُنِي:
- ما بك؟ قل ، تكلّم، نمتُ البارحةَ مسكوناً بحزنٍ عميق ،هل من جديد ؟
أسرعَ ، وعانقَني ، فانحلّت عقدةٌ من لسانِه، قال:
- الأفعى الأفعى، بعدما اِلْتَهَمَتِ الفِراخ، راحت تسعى إلى النفق.
- ماذا بعدُ؟ قُلْ.
- عاجَلَتْها النسورُ ،اِنْقَضّت عليها وأعدمتها الحياة ، الحمدلله الحمدلله،قال.
مسحتُ دموعي، وفاضَ الفرح ، وشَرَعَتِ الكلماتُ تَرْدُمُ هُوَّةَ حُزني العميق، وتناثرتِ الحروفُ في حَنْجَرَتِي التي بُحَّتْ، وهي تصرخ: الفِراخَ، الفِراخ:
- الآنَ، زادتْ مِساحةُ السعادةِ في الحياة التي ضاقت كثيراً كثيراً بوجودها، قُلْتُ، واحْتَضَنْتُه، وأعلنّا معاً انتِصار َالحياة.
د.علي حجازي