مقال هام جداً: كتبت ماجدة الحاج.. ما خفي عن سيناريو تفجير لبنان,
عين علی العدو
مقال هام جداً: كتبت ماجدة الحاج.. ما خفي عن سيناريو تفجير لبنان,
ماجدة الحاج
1 تشرين الأول 2020 , 10:32 ص
  قُبيل دقائق من إطلالة الأمين العام ل​حزب الله​ السيّد ​حسن نصرالله​ مساء أمس، ظهر بنيامين ​نتنياهو​ رئيس الوزراء "الإسرائيلي" على شاشات التلفزة المحليّة والعالمية في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة

 

قُبيل دقائق من إطلالة الأمين العام ل​حزب الله​ السيّد ​حسن نصرالله​ مساء أمس، ظهر بنيامين ​نتنياهو​ رئيس الوزراء "الإسرائيلي" على شاشات التلفزة المحليّة والعالمية في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، متأبّطا خارطة يشير فيها بإصبعه إلى مكان حدّده بمنطقة الجناح في ​بيروت​، ولوّح ب​انفجار​ جديد "قد يحدث في تلك المنطقة بسبب مستودعات أسلحة لحزب الله"، في واقعة مماثلة لموقع ​مرفأ بيروت​ الذي أشار إليه نتنياهو قبل عامين( 2018) من على منبر الجمعية العامة أيضاً، قبل أن يسارع حينها إلى ازاحة أصبعه صوب موقع يبعد عن ​المرفأ​ عدّة كيلو مترات شمالا..

تهديدٌ علنيّ لا يحتمل أيّ التباس وجّهه نتنياهو إلى ​لبنان​ وعاصمته بعد انقضاء 56 يوماً على جريمة ​تفجير​ مرفأ بيروت، ويؤشّر لعمل ما معادٍ قد يستهدف المنطقة التي صوّب عليها أو محيطها، أو إحدى المناطق الثلاثة التي صوّب عليها بالتزامن المتحدّث باسم الجيش "الإسرائيلي" افيخاي ادرعي.

خطورة التهديد الذي وجّهه نتنياهو صوب لبنان- إضافة إلى توقيته، في لحظة مفصليّة شديدة الحساسية تلفّ المنطقة بأسرها، والتي باتت مفتوحة على كل الاحتمالات العسكرية على وقع الكباش الأميركي- الإيراني المحموم إلى حين موعد ​الانتخابات الرئاسية​ الأميركية المُرتقبة في الثالث من شهر تشرين الثاني المقبل... تكمن بتمريره في ذروة الهجمة المعادية غير المسبوقة على حزب الله في لبنان، وبعد يومين فقط من نشر قوّات متعدّدة الجنسيّات في بيروت "بمعدّات عسكرية ثقيلة"، في سابقة أثارت الشكوك والعديد من علامات الاستفهام حيال توقيت نشر هذه ​القوات​ في العاصمة اللبنانية، خصوصاً أنّ معلومات وُصفت بـ"الدقيقة" كشفت أنّ فِرَقاً عسكريّة مدرّبة جيداً و"بمهمّات خاصّة" ليست بالأصل من عديد "​اليونيفيل​"، تمّ إدخالها في تلك القوات بلبوس أُممي لتنتشر "مبدئيّا" في أماكن محدّدة في بيروت.

تطوّر خطير فيما إذا ثبُتت صحّته، يُعيدنا إلى ما سبق أن كشفه المسؤول السابق عن ​مديرية المخابرات​ الروسيّة "جي آر يو" الجنرال ستانيسلاف لونيف عقب تفجير مرفأ بيروت مباشرة، حيث أفصح حينها في حديث لصحيفة "​روسيسكايا غازيتا​" الرّوسية، عن وثيقة وصفها ب"الخطيرة جدا"، تتضمّن الإشارة إلى فِرَق عسكرية كبيرة مؤلقة من أكثر من 2000 ضابط وجندي وصلت سريعاً إلى بيروت بعد تفجير مرفئها، وهم مدرّبون على مهمة وصفها ب"شديدة الخطورة"، وبيّن حينها أنّ حاملات الطائرات لم تأت إلى لبنان من أجل المساعدات الإنسانية كما يزعمون، بل هذه المساعدات ما هي سوى غطاء يستترون به عما يريدون تنفيذه.. " فخلف كل هذا الحراك هدف واحد .. وهو حزبُ الله"!

اللافت، أنّ "رسالة" نشر هذه القوات في بيروت صباح الأحد الفائت، استُكملت سريعاً في اليوم نفسه، بهجوم ناري شنّه الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ ضدّ حزب الله وسلاحه خلال مؤتمره الصحفي، على وقع ملاحقة ​الجيش اللبناني​ لمن تبقى من أفراد المجموعة الإرهابية التي تحرّكت شمالا بقوّة "بقدرة قادر" في هذا التوقيت. وبيّنت الإشتباكات العنيفة معها حجم التسلّح النوعي والتدريب الجيّد، "وحيث يبرز التخوّف الأمني من عمليات لخلايا أخرى تتخطّى لاحقاً حدود مناطق ​الشمال​ نحو البقاع"-وفق معلومات أمنية لبنانية، لم تُسقط من حساباتها إمكانيّة تحريك جماعات متشدّدة في مخيّمات بيروت للاجئين الفلسطينيّين، كما في صيدا الجنوبية،- بحسب ما أفاد قادة تنظيمات فلسطينية داخل المخيّمات الجيش اللبناني، ربطاً بحراك مشبوه يقوده أتباع للقيادي الفلسطيني محمد دحلان- المطرود من ​حركة فتح​، والذي يُعتبر اليوم "الذّراع الأمنية" لوليّ العهد الإماراتي محمد بن زايد.

وهكذا بدأت الصّورة تتوضّح تباعاً.. تفجير مرفأ بيروت عشيّة انطلاق عمليات التطبيع مع "إسرائيل"، بدءاً بدولة ​الإمارات العربية​، وليس انتهاء بمملكة ​البحرين​، أُريد من ورائه البدء بمرحلة جديدة مختلفة للولوج بها نحو إقصاء حزب الله نهائياً من المشهد اللبناني بعد تأليب الرأي العام في لبنان عليه، وتحميل سلاحه المسؤوليّة عن الكارثة التي لحقت باللبنانيين، تماماً كما أُريد من اغتيال رئيس الوزراء الأسبق ​رفيق الحريري​، مُدعّماً بخطورة مضاعفة هذه المرّة، مع التركيز على خطّة "إسرائيل" القديمة التي نجحت في تحقيقها- أقلّه حتى الآن..: مرفأ حيفا بديل مرفأ بيروت، بوّابة الإمارات ونظيراتها الخليجيّة على البحر المتوسّط..

ومن هنا، تُجمع ​تقارير​ عدّة، على تورّط الإمارات إلى جانب "إسرائيل" بشكل مباشر في تفجير مرفأ بيروت، بعد "تهيئة" سعودية لوجستيّة واستخباريّة على مدى سنوات، قادها رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان.. والأهمّ، أنّ عمليّة التفجير تمّت بعلم دول إقليميّة كبرى. فكيف يُفسّر وصول بوارج تلك الدول الحربيّة بسرعة قياسيّة إلى السواحل اللبنانية حتى قبل انقشاع غبار عاصفة تفجير المرفأ؟ ولماذا نشر قوات متعدّدة الجنسيّات في بيروت في هذا التوقيت تحديداً، حيث بات منسوب الكلام عن قرار "تدويل" لبنان مرتفعاً بعد تفجير مرفأ بيروت؟

ورغم الهجمة المعادية الشّرسة على حزب الله وما تحمله في طيّاتها من سيناريوهات لاحقة لإشعال مزيد من ​الحرائق​ في طريق الحزب، معطوفاً عليها تهديد بنيامين نتنياهو العلني أمس الثلاثاء للبنان، "وتلويحه "بتفجير آخر قد يطال إحدى مناطق العاصمة.. ثمّة معلومات "هامّة" كشفها مصدر في موقع "ذا كناري" الإخباري ​البريطاني​، -عاد وأكدها الكاتب البريطاني مارك كورتيس، حيث لفت إلى حدث غير مسبوق سيُسجّله حزبُ الله "قريباً" في المرمى "الإسرائيلي"، يشكّل مفاجأة غير مُتوقعة في دوائر ​تل أبيب​..

وإذ لم يدخل مصدر الموقع الإخباري المذكور، ولا الكاتب كورتيس في أيّ ​تفاصيل​، إلا أنّ الأخير رجَّح أن يلي إنجاز الحزب المفاجئ احتفالات شعبيّة عارمة في السّاحات اللبنانيّة.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري