توكاماك T-15MD: الابتكار الروسي في مجال المفاعلات النووية الحرارية
علوم و تكنولوجيا
توكاماك T-15MD: الابتكار الروسي في مجال المفاعلات النووية الحرارية
24 كانون الأول 2023 , 05:34 ص

تمكن العلماء في المركز الوطني للبحوث "معهد كورشاتوف" في روسيا من تحقيق إنجاز رائع في مجال المفاعلات النووية الحرارية. حيث تم تشغيل نموذج جديد من المفاعل النووي الحراري بتيار البلازما، وحقق ومض البلازما فيه رقمًا قياسيًا بلغت مدته ثانيتين.


تعتبر التكنولوجيا المستخدمة في هذا المشروع هي نموذج توكاماك T-15MD، وهو مفاعل نووي حراري بتيار البلازما. وفي هذا النموذج الجديد، بلغت قوة ومض البلازما 260 كيلو أمبير، مما يعد رقمًا قياسيًا في مفاعلات "توكاماك" النووية الحرارية في روسيا من حيث مدة نبض البلازما.

وتم تسجيل درجة حرارة المكوّن الإلكتروني للبلازما بحوالي 40 مليون درجة مئوية، وهي درجة حرارة تفوق بكثير درجة حرارة بلازما الشمس.

تعد هذه الإنجازات خطوة هامة نحو تحقيق الطاقة النووية الحرارية كمصدر مستدام للطاقة. فالمفاعل النووي الحراري يعد جزءًا من الدورة التكنولوجية للطاقة النووية الخضراء المستقبلية، ويعمل على توليد النيوترونات الحرارية التي تستخدم في توليد الطاقة.

وأشار رئيس معهد "كورشاتوف" ميخائيل كوفالتشوك إلى أن هذه المعدلات الجديدة ليست هدفًا نهائيًا بالنسبة للباحثين، بل هي جزء من مشروع أكبر يهدف إلى إنشاء نموذج أولي لمفاعل "توكاماك" الجديد، الذي سيكون مصدرًا قويًا للنيوترونات. وقد تم تطوير هذا المفاعل في وقت قصير للغاية وحقق نجاحًا كبيرًا للعلوم الروسية.

يعد هذا التقدم في مجال المفاعلات النووية الحرارية خطوة مهمة في سبيل تطوير الطاقة النووية كمصدر للطاقة النظيفة والمستدامة في المستقبل. ومن المتوقع أن يسهم هذا التقنية في تلبية الاحتياجات العالمية المتزايدةمن الطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود التقليدية التي تسبب التلوث البيئي وتغير المناخ.

وفي خطوة مماثلة، قامت الصين أيضًا بتدشين أول محطة للطاقة النووية من الجيل الرابع في العالم. وبهذا التدشين، تعزز الصين مكانتها كقوة رائدة في مجال الطاقة النووية وتؤكد التزامها بتطوير تكنولوجيا الطاقة النووية الحديثة.

من الواضح أن تحقيق هذه التقدمات في مجال المفاعلات النووية الحرارية يعد إنجازًا هائلاً للعلم والتكنولوجيا. ومع استمرار البحوث والابتكارات، قد يصبح الاعتماد على الطاقة النووية الحرارية أمرًا شائعًا في المستقبل، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتأمين احتياجات الطاقة للعالم.

على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها، فإنه من الضروري أيضًا النظر في التحديات والمخاطر المرتبطة بالاستخدام النووي للطاقة. يجب وضع إجراءات أمنية صارمة وآليات رقابة فعالة لضمان سلامة المفاعلات النووية وتجنب أي تأثيرات سلبية على البيئة والصحة العامة.

باستمرار الجهود البحثية والاستثمار في التكنولوجيا النووية، يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل مشرق حيث تلعب الطاقة النووية الحرارية دورًا مهمًا في تلبية احتياجات الطاقة العالمية بطريقة نظيفة ومستدامة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري