عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

يوزع جيش العدو بين الفينة والأخرى أخبارًا عن حوادث حدثت سابقًا ولا ينشرها في وقتها للتهرب من التحقيق الفوري أو لتحويل الإنتباه عن أحداث أكبر وأهم. وهذا يدل على ضياعه وتخبطه ولا يخدمه بأي شيء على الإطلاق.

فعلى سبيل المثل وزع جيش العدو اليوم الخبر التالي :"مقتل أحد جنودنا وإحتجاز جثته منذ السابع من اكتوبر". فهذا الخبر من ناحية إعلامية لا لون له ولا طعم ولا رائحة. فكل من نتنياهو وغالانت لم يهتما بمصير العشرات من الأسرى، لأنهما فعَّلا بروتوكول هانيبال الذي يقضي بإستعمال أقصى درجات الوحشية ولو أدى ذلك إلى قتل الأسرى لأن الأسير الميت هو أفضل من الأسير الجندي الحي. وحى الآن لا يعرف الجيش العدد الحقيقي لقتلاه وأسراه؛ فكيف سيعرف أن جنديَا واحدًا قد أحتجزوا جثته.

وأعتقد أن ناشر الخبر لم يلتفت إلى ما تم نشره سابقَا حول فقدان عدد أكبر من الجثث في أرض المعركة. ويبدو أن نشر الخبر هو لإعادة الثقة بالجيش الذي كان يرفع شعار بانه لا يترك جنوده في أيدي العدو.

ولا بد من الإشارة إلى حادثة مقتل 364 مستوطنًا في 7 أكتوبر كشفته صحيفة هآرتز في مطلع شهر نوفمبر الماضي وذكرت بأنهم قتلوا بنيران صديقة؟؟؟؟!!!

والحقيقة أنهم قتلوا بأمر مباشر من نتنياهو وتنفيذ غالانت وهاليفي في7 اكتوبر بدم بارد، لأنه وبحسب البروتوكول لا تنفذ أية طائرة أي هجوم بدون أمر عمليات من غرفة القيادة مباشرة، ويتم تذخير الطائرة بما يتناسب مع مهمتها.

وقد نفذت المجزرة أكثر من مروحية واحدة، لأنه من المستحيل أن يتم قتل 364 شخص بطائرة واحدة. وقد لجأ نتنياهو إلى تلك الخطة الشيطانية لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي نادى به في الأمم المتحدة في أيلول 2023. فأضاف عدد قتلى الهجوم في 7 اكتوبر من فرقة غزة إلى الذين قتلهم في مَهرجان سوبر نوفا الموسيقي في خراج مستوطنة رعيم لينفذ الإنتقام التوراتي من العماليق والغوييم وكان له ما أراد.

ووزعت وكالة سكاي نيوز بتاريخ 25 كانون الأول/ديسمبر 2023 تفاصيل عن واقعة الـ5 جثث.. لماذا تأخرت إسرائيل في إعلانها؟

وجاء في التفاصيل التالي: "إسرائيل عثرت على الجثث داخل نفق؛ وكشف تقرير لصحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية، تفاصيل جديدة عن واقعة العثور على جثث 5 رهائن إسرائيليين قرب جباليا شمالي قطاع غزة".

وأعلن جيش العدو الأحد في 24 كانون الأول/ديسمبر 2023 انتشال جثث 5 رهائن إسرائيليين من شبكة أنفاق تحت الأرض في جباليا، بعد مقتلهم خلال احتجازهم لدى حركة حماس.

وفي حادثة فقدان جثث جنود في اوقات سابقة؛ أفادت هيئة البث الإسرائيلية مطلع العام الحالي بأن 29 من قتلى الجيش سقطوا "بنيران صديقة" وحوادث عملياتية منذ بدء الحرب البرية في غزة، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست عن مقتل 15 جنديا في القطاع دون العثور على جثثهم.

وبناء عليه فأن خبر إحتجاز جثة جندي ليس له أي قيمة إخبارية بل يدل على فشل ذريع للجيش في إدارة الحرب الإعلامية والنفسية ناجمة عن فشل قادته في تحقيق أهدافهم بعد مرور 107 أيام لجيش تفاخر دوما بأنه حقق الإنتصار على عدة دول عربية في ستةة أيام؛ فأثّر ذلك على توازن قادته.

وإن غدًا لناظره قريب

21 كانون الثاني/يناير 2024